طالب منتدى باكو الإنساني الدولي الثالث بتعزيز وتعميق ثقافة التسامح بين الشعوب والثقافات والحضارات. وقال الإعلان الختامى الصادر عن اجتماعات الدورة الثالثة لهذا المنتدى الذى شارك فى اجتماعاته هذا العام 800 شخصية دولية من 70 دولة، إن مناقشات المنتدى أسفرت عن ضرورة إيلاء اهتماما خاصا بتغطية مشاكل التعددية الثقافية في وسائل الإعلام من أجل تشكيل ثقافة التسامح وتجنب التعصب والعنصرية و كراهية الأجانب.
ودعا الإعلان الصادر عن المنتدى فى أعقاب هذه المناقشات المستفيضة حول سلسلة موائد مستديرة تناولت كثير من المشاكل الإنسانية.. المؤسسات الدولية والمنتديات، و المؤتمرات و مختلف المنظمات الإنسانية على الاستمرار بشكل منهجي فى عقد حوار بين الثقافات و خلق جو من التسامح.. منوها بأن الحوار و التعاون في جو من الثقة والتفاهم المتبادل هو أفضل الضمانات لتحقيقف السلام والأمن .
وأشاد البيان الذى أقره مجموعة من السياسيين و العلماء وممثلي الثقافة، والتعليم ، والمجتمع المدني ووسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم ، بالمستوى الحالي لتطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم و نظم النقل و الفرص المتنامية لتعبئة الطاقات الإنسانية الكامنة وقال إنها تهيئ الظروف لمستوى جديد من الحوار بين الثقافات والحضارات.
وذكر أنه من الملاحظ أن هناك كثير من الإنجازات في العديد من البلدان ، بما في ذلك أذربيجان في مجال التعددية الثقافية و اعتبر أنه من الضروري دراسة الخبرة المكتسبة كعنصر من عناصر سياسة الدولة في مختلف البلدان الرامية إلى تحقيق توافق في الآراء بالمجتمع الوطنى.
وأكد على ضرورة استخدام مبادئ التنمية المستدامة ، داعيا جميع الدول لضمان التخطيط والاستهلاك على مستوى من الاكتفاء المعقول وتحقيق وسيلة للحياة التي تلبي متطلبات الأخلاق و الحضارة الإيكولوجية.
وقال البيان نحن ندرك الحاجة إلى تطوير التكنولوجيا على أساس إنجازات البيولوجيا الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية ، من أجل تحسين نوعية الحياة وإطالة امدها .. ونسعى لتقديم مساهمتنا في عملية تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بهدف تركيز الجهود والموارد في المجالات ذات الأولوية من أجل التنمية..مسترشدين في ذلك بإعلان الأممالمتحدة بشأن الألفية و جدول الأعمال لفترة ما بعد عام 2015.
وقد دعا إلى ضرورة تحقيق التضامن في كل مستوى من مستويات التعاون بين الدول والإقليمية ، وعلى قدم المساواة سعيا نحو التكامل العلمى والإنسانى والثقافى لضمان تحقيق التنمية المستدامة وفق القيود الأخلاقية و الإنسانية.
كما دعا البيان المنظمات الدولية و النخبة السياسية والثقافية والعلمية وممثلي المجتمع المدني لتعزيز التعاون في عصر العولمة بما يتماشى مع مطالب الأخلاقيات الإنسانية الجديدة ..وقال البيان أنه لا يزال هناك الكثير مما ينبغي عمله لضمان الحفاظ على العوامل الرئيسية للتنمية البشرية المستدامة وتشجيع الاقتصاد القائم على المعرفة، و استدعاء الإنجازات وقال أن واحدة من الأسباب التي أدت إلى التدهور المستمر للبيئة في جميع أنحاء العالم هو الهيكل غير الرشيد للاستهلاك والإنتاج، مما يعمق عدم التناسب القائم في مجال التنمية وهو مدعاة للقلق الشديد .
وكان الرئيس الهام علييف رئيس أذربيجان قد قال فى كلمته بافتتاح المؤتمر إننا قلقون للغاية بشأن الصراعات والحروب لأسباب دينية لأن هذه هي اتجاهات خطيرة جدا . مناقشة القضايا الإنسانية و التعاون الإنساني هي خطوة في اتجاه إيجابي . وأعتقد أن كل من التعاون الإنساني الجانب ينبغي أن تكون في قلب جدول الأعمال العالمي ، لأنه أريد أن أكرر ، في كثير من الحالات عندما القضايا السياسية والاقتصادية تأتي في المقدمة البقاء خارج نوعا ما عن الأنظار . وينبغي ألا يسمح لهذا أن يحدث .
وأضاف فى حديثه عن التقدم و المعرفة من خلال العلم والعلمية والتكنولوجية . .إن هذا يجب أن يكون هذا هو الحال فى اذربيجان أيضا. أعطت مواردنا الطبيعية فقط حافزا لتطوير بلدنا . ويجب أن تستند التنمية المستدامة في المستقبل من أذربيجان على التقدم العلمي و التكنولوجي، و التكنولوجيا الحديثة، و مجتمع حر وديمقراطي . وقد اتخذت بلادنا خطوات كبيرة في هذا الاتجاه . وقد نفذت أذربيجان إصلاحات هامة تهدف إلى تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان و مجتمع حر . إصلاحات سياسية واقتصادية تتوازى في أذربيجان .
وقال إن قضايا التعاون الإنساني أيضا تحويل أذربيجان إلى مركز للحوار بين الحضارات . هذه هي مهمة كبيرة ومشرفة . في نفس الوقت ، بل هو مسؤولية كبيرة . ونحن على استعداد لهذه المسؤولية ، وقد اتخذت هذه المسؤولية و هذا المنتدى هو مثال جيد على ذلك. أنا واثق من أن المشاركون في المنتدى سيتقاسم أفكارهم حول كل هذه المواضيع. فإن المناقشات المقبلة تكون مثيرة جدا للاهتمام . أنا أعرف ذلك. إنني على ثقة بأن هذه المناقشات ، و القرارات التي يجب اتخاذها ، وسوف تساهم أنشطة مشتركة في المستقبل جهدنا ل تطوير التعاون الإنساني الدولي في العالم .
تجدر الإشارة أن منتدى باكو الإنساني الدولي يعد منصة مرموقة لمناقشة أهم قضايا التعاون الإنساني ، وينطلق من مكانة أذربيجان كدولة تلتقى فيها الحضارات الأسيوية والأوروبية و تمتلك تقاليد عريقة من التعاون بين الثقافات و الحضارات و الأديان وبالتالى تعد المكان المثالي لمناقشة تلاقى الأفكار والمعتقدات، وتوفر الحكومة الأذرية كل السبل الممكنة لنجاح فاعلياته التى تتم من خلال ثمان موائد مستديرة يشارك فى مناقشاتها جمع من الممثلين من مختلف البلدان في جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك الشخصيات المؤثرة العامة والسياسية و الرؤساء السابقين والحائزين على جائزة نوبل وغيرهم .
وتناولت " الموائد المستديرة " لهذا العام ثمانية موضوعات دار فيها نقاش حول " التقارب بين التكنولوجيات وشكل المستقبل ..و التحديات الرئيسية في القرن 21 " إلى جانب "الجوانب الإنسانية للتنمية الاقتصادية " بالإضافة الى موضوع" الابتكار العلمي وانتقاله في التعليم " فضلا عن " التعددية الثقافية والهوية.. في البحث عن الانسجام على أساس القيم في المجتمع "وموضوع آخر عن " الهوية الوطنية في عصر ما بعد الحداثة " كما عقدت مائدة مستديرة عن " التنمية المستدامة و الحضارة الأيكولوجية " وأخرى عن " التقدم في مجال البيولوجيا الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية : من النظرية إلى التطبيق " وجرت أيضا مناقشات مستفيضة حول موضوع " القضايا الراهنة وسائل الإعلام في سياق العولمة الفضاء المعلومات " .