سوزي الجنيدي اختتم منتدى باكو الإنساني الدولي الثالث أعماله والذى عقد فى اذربيجان فى الفترة من 31 أكتوبر إلى 1 نوفمبر وشارك فيه عدد من العلماء والسياسيين ورجال الثقافة والتعليم، وممثلى المجتمع المدنى ووسائل الإعلام من مختلف بلدان العالم. واشار البيان الختامى الذى صدر اليوم ووزعته سفارة اذربيجان ان الحاضرين أكدوا على أهمية الإسهام فى عملية تحقيق أهداف تطوير الألفية، ووضعوا نصب أعيننا ضرورة تحقيق التضامن على كافة مستويات التعاون الدولى والإقليمى، فضلا عن أهمية التكامل العلمى والإنسانى والثقافى لضمان استمرار عمليات التنمية. وأقروا أن المستوى المعاصر لتطور تكنولوجيا المعلومات وأنظمة النقل والاتصالات العالمية، والفرص المتنامية للحشد الكونى للقدرات البشرية، تتيح الشروط المواتية لبلوغ مستوى جديد من الحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة. كما لفت المشاركين الانتباه إلى أن تحفيز الاقتصاد القائم على أساس زيادة الاستهلاك المستمر، و انه لا بد أن يتسم بالقيود الأخلاقية والإنسانية والتى تفرضها الموارد. ضوء أشاروا الى أن أحد أسباب التدهور المستمر لأحوال البيئة المحيطة فى العالم كله، يتمثل فى البنية غير الرشيدة للاستهلاك والإنتاج، التى تفاقم من حدة الخلل القائم فى التنمية، كما تعد قضية مثيرة للقلق البالغ. وطالبوا النخب السياسية والثقافية والعلمية، والهيئات الدولية وممثلى المجتمع المدنى، تدعيم أواصر التعاون فى عصر العولمة، طبقا للمتطلبات التى يفرضها النظام الأخلاقى الإنسانى الجديد. وأكدوا أن تطوير القدرات البشرية من خلال نقل الابتكارات العلمية إلى نظم التعليم، يحتل موقعا مركزيا ضمن الجهود المبذولة لضمان عملية التنمية المستدامة، فضلا عن أن تدعيم التعاون فى هذا المجال يعد عنصر أساسى للتنمية البشرية. كما منح المشاركون اهتماما خاصا نحو ضرورة إلقاء الضوء على قضايا التعددية الثقافية فى وسائل الإعلام، وذلك من أجل منع كراهية الأجانب والعنصرية والتعصب، بما يصب تحت راية بناء ثقافة التسامح. واعربوا عن يقينهم فى أن عصر ما بعد الحداثة، سوف يتسم بعلاقات الحرص والاحترام نحو مختلف مظاهر الهوية الوطنية، وبأن التسامح والحوار والتعاون فى إقامة الثقة والتفاهم المشترك، يعد أفضل الضمانات للسلم والأمن. واكدوا على ضرورة استخدام وسائل التنمية المستدامة، ودعوا كافة الدول إلى ضمان التخطيط والاستهلاك على مستوى الاكتفاء الرشيد، بما يؤدى إلى تحقيق نمط الحياة الذى يلبى متطلبات الحضارة البيئية. واقروا بأهمية التطور التكنولوجى، القائم على أسس الإنجازات المتحققة فى مجال البيولوجيا الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية، وذلك بهدف النهوض بنوعية الحياة البشرية ومعدل عمرها، بما يقود إلى إزالة الفوارق الملحوظة فى العالم فى الوقت الراهن بين تلك المؤشرات. والجدير بالذكر أن برنامج المنتدى الدولي الذي استمر يومين تم باقامة موائد مستديرة على مواضيع تخص بفئات مخصصة وهي مواضيع "التقارب المعلوماتي والخطوط العريضة للاستقبال" و"التداعيات الرئيسية للقرن ال 21" و"الوجوه الانسانية للتطور الاقتصادي" و"المستجدات العلمية ونقلها إلى البيئة التعليمية" و"التعددية الثقافية والاصالة :بحثا عن التوافق في الاراء والقيم في المجتمع" و"الوعي الذاتي الوطني في العصر ما بعد الحداثة" و"التنمية المستدامة والحضارة البيئية" و"انجازات البيولوجيا الجزئية والتقانة البيولوجية: من النظريات إلى العمليات" و"القضايا الملحة للاعلام والصحافة في فضاء المعلومات المعولم".