عدد من خبراء السياسة أكدوا أن تظاهرات جماعة الإخوان المسلمين أمس فى جمعة «الطوفان» فشلت لأن الشعب المصرى أصبح يكرههم كرهًا شديدًا، وأن القبض على قيادات الإخوان ساعد أيضا على إضعاف حركة شباب الجماعة مما أدى إلى تراجع أعدادهم أمس، وأكدوا أن شباب الإخوان بعد فشل تظاهراتهم ليس أمامهم سوى خيارين، إما أن يعلنوا أنهم مع المرحلة الانتقالية ويمارسوا السياسة بعيدا عن العنف والقتل، وإما أن يستمروا فى الإرهاب. أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة الدكتور مصطفى كامل السيد قال إن فشل تظاهرات جماعة الإخوان أمس جاء بعد أن تخلى حلفاؤهم عنهم بسبب الوعود الكثيرة التى أعطتها لهم الجماعة فى وقت مضى، ولم يحققوا منها أى شىء، وأن أى دعوات عن مليونيات قادمة ستبوء بالفشل، مضيفًا أن قوات الجيش والشرطة نجحت فى السيطرة على المشهد أمس، وبعد فشل المظاهرات لن يكون أمام الإخوان إلا خيار واحد من خيارين إما أن يعلنوا أنهم مع المرحلة الانتقالية ويمارسوا السياسة بعيدا عن العنف والقتل، وإما أن يستمروا فى الإرهاب، وبذلك سيخسرون كل شىء، ولن تستطيع جماعة أن تهزم شعبًا أو دولة.
واستطرد قائلا «إن الإخوان فى مرحلة ضعف شديد، وهم الآن ليسوا فى مواجهة الجيش أو الشرطة فقط، لكنهم فى مواجهة الشعب المصرى، وهذا ما شاهدناه فى الأيام السابقة عندما كان الشعب يخرج يدافع عن ممتلكاته الخاصة والممتلكات العامة، مشددا على أن هذه التظاهرات لن تؤدى إلى نتيجة حتى لو تضاعف تعداد المشاركين بها، لأن المطالب التى ترفعها غير مقبولة».
وفى السياق نفسه قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان جهاد عودة إن تصدى الأهالى أمس لأنصار جماعة الإخوان فى أثناء التظاهر كان متوقعًا، لأن الشعب تعلم الدرس، وأصبح على معرفة تامة بما يقوم به الإخوان، ولن يشارك فى أى من هذه التظاهرات، بل سيستمر دائما فى مواجهتهم، ولن يرأف بهم إذا تمت المواجهة بينه وبينهم فى أى مليونيات لهم.
أما الخبير فى مركز الأهرام الاستراتيجى للتحول الديمقراطى الدكتور عمرو هاشم ربيع فقال إن فشل تظاهرات يرجع إلى إحباط العديد منهم بعد أن تم القبض على القيادات التى كانت تخطط وتدبر، مؤكدا أن أعمال العنف المتفرقة فى تظاهرات الإخوان أمس بمناطق متفرقة بالجمهورية لم تكن بنفس الصورة التى شاهدناها من قبل، وهو ما يدل أن أعدادهم قلت ولن تزداد بعد ذلك، لافتا إلى أن تظاهرات أمس كتبت «النهاية» لجماعة الإخوان.
ومن جانبه أعرب أستاذ السياسة الدكتور جمال زهران عن اعتقاده أن الجميع شرقًا وغربًا ومحبًا وكارهًا اكتشف غش وخداع هذه الجماعة التى تتخذ من الإسلام سلّما للتغرير بالبسطاء والطيبين، وقال «نحن المصريين شعب طيب اكتشفنا أننا وقعنا فى فخ النصابين والمغرورين والكاذبين والمنافقين والمرتشين لخيانة بلدهم، فهم خائنون والخائن عندنا يحاكم بالإعدام وكل هذه الأسباب كانت عاملًا مساعدًا على فشل تظاهرات الإخوان، وأوضح زهران أن الإخوان لم ينجحوا فى جمعة «الطوفان» أمس لأن الشعب أصبح يكرههم كرهًا شديدًا، وهو من يواجههم ويتصدى لهم».