هل تواجه مصر موجة عنف لن تنتهى؟ وهل ما زال تنظيم الجماعة يمتلك آليات للتحرك وإدارة العنف فى مصر؟ وكيف يتصرف العضو الإخوانى فى مثل هذه اللحظات؟ وإلى متى يمكن أن تستمر عملية الانتقام؟ وكيف تنعكس عملية فض اعتصامى رابعة والنهضة على «المواطنين المغرر بهم»؟، وكيف يتصرفون وإلى أى مدى يمكن أن يندمجوا داخل عمليات العنف؟ تساؤلات عديدة حاولت «الدستور الأصلي» الإجابة عنها خلال هذا الحوار مع سامح عيد وهو باحث إسلامى شاب عاش داخل سراديب جماعة الإخوان، وكان أحد أعضائها ثم انشقّ عنها.. يتحدث من خلال معرفته بالجماعة وتنظيمها وبنائها الذى قامت عليه.
■ بداية.. هل نحن أمام موجة عنف لن تنتهى؟
- لو تمكنت الدولة من إنهاء المرحلة الأولى من العنف خلال الأسبوع الأول وقامت بخطوات قوية، فلن تكون مصر أمام موجة عنف لا تنتهى.
■ ما أهم تلك الخطوات التى ينبغى اتخاذها من وجهة نظرك؟
- بداية حظر جماعة الإخوان المسلمين ومطالبة مكاتب المحافظات بحل التنظيمات والهياكل، ومطالبتهم بذلك إما بشكل طوعى وإما بالقبض على ممثلى مكاتب المحافظات لشل حركة الجماعة داخل المحافظات، والأمر الثانى الإصرار على مواجهة العنف بالرصاص دون التعرض للسلميين، خصوصا أننا لاحظنا تغييرا فى رسالة المرشد العام التى وجهها أمس وتصريحات جهاد الحداد بتأكيد السلمية بعد تصريحات أوباما، وعليه هم يحاولون إنكار مسؤوليتهم عن العنف.. فيتم التعامل بالرصاص الحىّ مع أى معتدٍ على المواطنين أو المنشآت.
إلى جانب ضرورة الالتزام بالحزم فى تطبيق حظر التجوال وبعدها مرحلة الاغتيالات التى يمكن السيطرة عليها، إضافة إلى أن عمليات العنف التى يمكن أن توجد لن تضرّ بمسيرة الدولة، والأهم مع كل هذا الإسراع بتنفيذ خارطة الطريق وأن تمر فى مرحلة سريعة جدا وينبغى الخروج من مأزق الدستور خلالها بدستور مؤقت يستمر عدة سنوات حتى يلتقط الكل أنفاسه.
■ فى تصورك كيف يتصرف مَن أُطلق عليهم «المواطنون المغرَّر بهم» بعد فض الاعتصام؟ وما دورهم فى حالة العنف حاليا؟ وكم كانت نسبتهم من وجهة نظرك؟
- 90 % ممن كانوا فى اعتصام رابعة العدوية من وجهة نظرى كانوا سلميين، ومن يمارس العنف هم مجموعة التنظيم الخاص الذين لا يتجاوزون 10% من وجهة نظرى، وهم مجموعات خاصة تابعة لمحمود عزت نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وعددهم لا يزيد على 500 فرد وربما زاد فى العامين الماضيين، ولكنها ليست جموع الإخوان. إضافة إلى أن الاعتصام كان يضم متعاطفين ليسوا إخوانا وقد انضموا باعتبار ما تقوم بتزييفه جماعة الإخوان بأن الإسلام يضيع، وهؤلاء من عامة الناس وليس لهم تنظيم وسيعودون إلى منازلهم، وعليه أتصور أن 90% ممن كانوا داخل الاعتصام لا يمارسون العنف، ومع مرور هذا الأسبوع سيعودون إلى منازلهم ويعيشون مع إحباطهم لفترة من الزمن.
■ إلى أىّ مدى ممكن أن تبقى وتؤثر آثار عملية فض الاعتصامات على من كانوا داخل الاعتصام من وجهة نظرك؟
- مرحلة الغضب قد تنتهى بعد أسبوع أو 10 أيام، فى حال لو تمكنت الدولة من السيطرة على الأمور. ومرحلة الإحباط قد تستمر شهرا أو شهرين، ولا بد من وجود حوار معهم، وتأكيد أن هناك حزنا على قتلى الإخوان السلميين كما يوجد حزن على قتلى الشرطة، والعمل على كسب أرضية مشتركة.
■ وكيف ترى انعكاس ما تم على أهالى القتلى فى الاعتصام وتعاملاتهم مع جيرانهم ونظرتهم إلى المواطنين فى الشوارع؟
- الشعب المصرى بطبيعته متدين وطيب.. مات لنا ألف مواطن من قبل فى العبارة التى غرقت فى البحر الأحمر، ومات الشباب والثوار فى ثورة يناير ولم يقم أهاليهم بعنف، هم يدعون على الظالم ويسلمون أمرهم إلى الله والدعاء بأن ينتقم الله من المتسبب فى قتل أبنائهم ولا يتجهون إلى العنف.
■ هل العنف الذى يجرى حاليا يتم بأوامر تنظيمية أم يمارَس من خلال مجموعات بقرارات منفردة؟
- الفرد الإخوانى لا يأخذ أوامره إلا من مسؤول الأسرة المباشر له، ولا ننسى أن اللحظة الراهنة فيها تحالفات تشمل الجماعات الإسلامية والإخوان وقطاعات من السلفيين وربما السلفية الجهادية وربما أيضا أجهزة مخابراتية.. وأرى أن التنظيم الإخوانى لا يزال قائما، وأعضاؤه متواصلون وهيكله قائم.. فالمسيرات التى تخرج تتحرك بأوامر التنظيم، ولو هناك مجموعات مسلحة من الممكن أن تكون تابعة للمجموعات الخاصة، وربما تكون الجماعات الإسلامية، ولهذا ندعو إلى ضرورة حظر الجماعة.
■ تقصد أنه إذا تم حظر الجماعة وقطع التواصل بين أفرادها سوف تقل موجة العنف؟
- لن تكون كبيرة ويمكن السيطرة عليها، خصوصا أن الجماعة خلال ال30 عاما الماضية كانت طبيعتها فى تربية أفرادها لا تقوم على العنف وتقوم على السلمية أكثر، وانعكس ذلك فى تصريحات العريان خلال أحداث ثورة يناير، حينما كان يتحدث مؤكدا أنهم «مش بتوع ثورة» وعليه فالسواد الأعظم من الإخوان نهجهم ليس العنف.
■ ما تفسيرك لحرقهم الكنائس؟
- حرقهم الكنائس من وجهة نظرى ليس للاعتقاد كما يقال إن الأقباط هم سبب إسقاط نظام مرسى أو محاربة المشروع الإسلامى، وإنما حرق الكنائس يأتى فى إطار مخطط لمحاولة تحويل مصر إلى سوريا ثانية، وبما أننا مختلفون عن سوريا فالمحاولة الموجودة أمامهم هى إحداث فتنة بين المسلمين والمسيحيين.
■ إذن حرق الكنائس وانتشاره فى المحافظات يتم بقرار تنظيمىّ؟
- نعم.. وربما يتم بالتنسيق مع جماعات إسلامية أخرى.