بعد وقوع هجمات 11 سبتمبر وانهيار مركز التجارة العالمى فى نيويورك، قامت الدنيا ولم تقعد.. ولاحقت وصمة الإرهاب ربوع العالم الإسلامى من أدناه إلى أقصاه لتسحق كل أخضر ويابس بهدف إذلال المسلمين، لكونهم مسلمين، إرهابيين، همجيين يستحق دينهم الحنيف أن يُطارد ويُلاحق بعد أن التصقت به وصمة العنف وترهيب الآمنين الأبرياء من آكلوا الهامبرجر والمقانق مع شرائح اللحم المقدّد مع مشروب النبيذ فى بلاد العم سام! فهل ما زلت عويل يا خليل؟! وظلّت هذه الأسطوانة المشروخة تدور وتدور.. وتلف وتلف لتصدّع رؤوسنا وتضعنا فى موضع المدافع عن نفسه ووطنه ودينه الحنيف، لينتهى هذا الفيلم الهندى الهابط الغامض بغزو أفغانستان.. ثم تلاها العراق.. وقد تطلّب ذلك أمورًا ضرورية لا بد منها، فتم إعادة تجهيز وتصنيع وتأييف دولة قطر على الطريقة الأمريكانى لتكون مركزًا للقواعد الأمريكية وبوتقة لصهر السموم والمكائد الخسيسة والمؤامرات الدنيئة، وحتى يتم تخطّى العيب الجغرافى فى بعد أمريكا عن أنجر الفتّة العربية التى طالما حلمت بالتهامها.. فهل ما زلت عويل يا خليل؟! كما أن أمريكا أيضًا فى أمس الحاجة إلى سماع دبّة النملة فى بلادنا التى تدب فيها الرجل مطرح ما تحب.. وبالمرّة تكون الحبيبة قطر مركزًا للنكد والتنكيد على المستعصيين من بلدان العرب، فيتحقق لها أهمية ومكانة ربما تعوّضها عن حالة انكسار الخاطر وإحباط النفس يا ولداه.. لكونها أشبه بفسفوسة خلفها طفح جلدى على الخريطة العربية.. فهل ما زلت عويل يا خليل؟!
فى ذاك الوقت كانت اللحى والجلابيب البيضاء القصيرة علامات فزع ونفور عند الشعب الأمريكى وشعوب كل بلاد الغرب الأوروبى، وكل بلاد الخواجات من محترفى الاستعمار عبر تاريخ البشر!
.. وحاول المسلمون واجتهدوا فى إقناع الغرب أن الإسلام براء من الإرهاب.. وأن الإرهابيين كتنظيم القاعدة والتنظيمات الجهادية الأخرى هم بشر أشرار مخبولون غير أسوياء خارجون على القانون والعرف الإنسانى.. وأننا كعرب ومسلمين نرفضهم ونشجب أفعالهم المخزية اللى خلّت رقبتنا أد السمسمة والنعمة الشريفة يا أمريكا.. فهل ما زلت عويل يا خليل؟! و(يا عينى) قلوبنا كانت بتتقطع على ضحايا الإرهاب الذين سقطوا سواء فى برجى 11 سبتمبر.. أو فى سائر حوادث الإرهاب فى محطات القطارات فى إنجلترا أو إسبانيا.. أو فى المدارس والمسارح والملاعب.. أو فى أى من وسائل الحياة العامة..! لكن أمريكا كانت تقول «لا».. أنتم كاذبون دمويّون ولاد كلب.. وحنخلّى سنينكم سودا يا غوغائيين يا مجرمين.. يا تربية السيف والخيل والليل والبيداء! ونحن نفرط فى الشحتفة.. ونقسم أننا لسنا كذلك.. بل على العكس تمامًا، ده إحنا طيبين وولاد حلال وأبسط من البساطة وأنعم من قلب كوز البطاطا.. فهل ما زلت عويل يا خليل؟!
والآن.. ما الذى بدّل الحال بحال آخر.. نحن نعانى من الإرهاب وتعذيب وقتل الأبرياء بشكل شبه يومى، على أيدى الإخوان المسلمين.. حثالة من المجرمين المتسلحين من كل بؤر الإجرام والإرهاب فى العالم.. يفصحون عن تبنيهم الإرهاب علانية وعلى الملأ.. يهددون دون خوف أو تردد بإحراق مصر وشعبها.. يخرجون إلى عرض الطريق ومداخل الجامعات والمؤسسات ذات القدسية وأعلى الكبارى العلوية يفترشون الأرض ليصلوا مدعين بسخرية أنهم أرادوا أن تكون صلاتهم قريبة من الله، فهى إذن صلاة كرتونية يقوم بها قتلة مهلوسون، مهووسون بسفك دماء البشر فى سائر أنحاء مصر حتى فى نجوعها وقراها.. يرابطون فى سيناء بأسلحتهم يقتلون الجنود والمدنيين الغزّل من الشعب المسالم.. بينما تستعبط أمريكا ورئيسها وسي إن إنّها.. فتعشق فجأة اللحى وعلى غير موعد.. وتلبس جلابيب بيضاء قصيرة يلوح من تحتها جينزات وبنطلونات الكاوبوى! ويزرفون الدمع على شرعية مرسى التى أهدرت.. وهو الحليف الحلّوف «بشد اللام».. الذى رضى بما لم يرضاه، ولن يرضاه رئيس غيره.. هو الرجل الأهم والأعم ويكفيه فخرًا أنه ضحّى بخدّه ليكون مداسًا لكل من سال لعابه وحلم بأن يدوس على مصر وأرضها وشعبها! نعم، تبكيه أمريكا وتتحسّر عليه يا كبدى لكونه رجلًا مهاودًا وبايع الجمل بما حمل، عطوفًا ودودًا مع إسرائيل ورئيسها ومشروعها الاستيطانى.. أسهم بقوة نادرة وهو ساحب ذيله بين رجليه فى صرف نظر حماس وكتائبها عن التنكيد على إسرائيل.. ووهب لهم سيناء ليرتعوا فيها أنفاقًا وتهريبًا ونهبًا وقتلًا.. أمريكا ترى فى مرسى رجلًا، والرجال قليل.. تراه فرصة رئاسية نادرة والفرص الخسيسة شحيحة الحدوث لن تتكرر ولا بعد ألف حول، كالغول والعنقاء والخلّ الوفى.. والسحلية أم راسين والفيل أبو زلومتين.. والمرشد أبو نقاب وتوكه فى شعره، وأندر ويير خليع بالدنتيلّا مرسوم عليه قلب أحمر وسهم أسود متهوّر..!
أوباما يا رجّالة لا ينام الليل.. حزين على «مرسى» الزناتى، هذا الرجل الذى استطاع بقدرة قادر أن يحوّل بوصلة الإرهاب من أنحاء العالم.. إلى صدر وطنه! رجل نفخ فى نفير الخسّة والجبن والدنائة فجمع حوله كل الأخساء الأنذال من مصاصى الدماء والخيرات مدفوعة الثمن من الأرض والعرض والشرف والوطنية والعقيدة.
أوباما لا يحترم مرسى.. ولهذا هو متمسّك به.. فهو الرجل النادر، الفرصة.. والرجال الفرص من هذه النوعية قليلون.. رجل يبيع ويخون وهو مبتسم.. يكذب ويقسم وهو يلعب فى لحيته ناصعة البياض والمعرفة..
فلا والذى خلقنا فراعنة وملوكًا للفن والحضارة والعلوم على هذه الأرض.. ستسقط لعنة الفراعنة عليكم جميعًا لتسحقكم وتفضحكم.
.. أمّا أنت يا أوباما.. فأصبحت مفضوحًا وليس لك من سبيل إلا أن تلمّ نفسك وكيانك الذى بعثره الفراعنة!!!!