وأن العالم الخارجى يساندهم ويريدهم بعد أن عقدوا الصفقات معه.
وهى جماعة تجيد عقد الصفقات من أجل السيطرة والتمكين.
فعقدت الصفقات مع المستبدين لتكون إطارًا لهم بحثًا عن مصلحة والحفاظ على «يافطة الجماعة».. وهكذا كانت علاقتهم بنظام مبارك.. ولم يكن لديهم أى مانع فى دعم مشروع توريث جمال مبارك فى مقابل الحصول على وجود رسمى (!).
ولم يكن لديهم أى مانع فى فض اعتصام التحرير فى أثناء ثورة 25 يناير بعد أن ذهبوا إلى عمر سليمان للاتفاق حول ترتيب المرحلة المقبلة.. وهم الذين كانوا يرفضون الدعوة للتظاهر والخروج يوم 25 يناير، بل إن محمد مرسى الذى ذهب إلى غير رجعة ويبكون عليه هو الذى أصدر تعليمات بعدم خروج أعضاء الإخوان فى المظاهرات.
فلم يكونوا أبدا أهل ثورة.. فهم أهل صفقات.
ومنذ اليوم الأول بعد الثورة.. استطاعوا أن يسيطروا على المشهد ويعقدوا الصفقات من جديد بعد ادّعائهم أنهم كانوا الثوار.. وفعلوا كل ما فى جهدهم من أجل إقصاء الثوريين وأصحاب الثورة الأصليين وعلى رأسهم الدكتور محمد البرادعى الذى يشهد له الجميع بدوره فى الثورة على نظام مبارك واستبداده.. وقد سمعتها بنفسى من أحمد منصور المختبئ الآن فى رابعة العدوية.
ويصدر بيانات حرب الإخوان على الشعب المصرى على «تويتر» أن دور البرادعى انتهى منذ يوم 12 فبراير وبرحيل حسنى مبارك، وقد قال هذه الكلام فى اليوم التالى من لقائه بخيرت الشاطر الذى أخرجته الثورة من السجن.
وتحالفوا مع جنرالات معاشات المجلس العسكرى.. واستطاعوا أن يسيطروا عليهم ليضعوا خريطة طريق فاسدة للمرحلة الانتقالية بأن تكون الانتخابات أولا قبل الدستور بشكل مغاير لما يجب أن تكون عليه الأمور فى فترات ما بعد الثورة والانتقال إلى المرحلة الديمقراطية.
وأجرموا سياسيا فى حق الشعب المصرى.
وأتوا ببرلمان باطل.
وأتوا بدستور فاسد وطائفى.
وهدَّدوا ببحور الدم إذ لم تذهب إليهم السلطة.
ونجحوا فى إجهاض الثورة.. رغم إدعائهم الآن أنهم ثوار 25 يناير (!).
وسيطروا على السلطة مرة خلال مجلس الشعب الباطل ومرة أخرى عن طريق مندوبهم محمد مرسى، ومارسوا الفساد السياسى.
وأجرموا فى حق مؤسسات الدولة.. واعتدوا على القضاة والقضاء وحاصروا المحكمة الدستورية.. وحاصروا مدينة الإنتاج الإعلامى لإرهاب الإعلاميين.
ومارسوا الفشل.. ولم يحققوا أى مطالب للثورة.
وتعاملوا مع الشعب أنه ليس له أى حق فى هذا الوطن رغم أنهم لا يعترفون بالوطن.. وإنما كل همهم الجماعة وسيطرتها.
فمارسوا الإجروام فى حق ا لشعب.. هذا الشعب الذى منحهم فرصة عظيمة لحكم البلاد بعد الثورة، لكنهم فشلوا ولم يكونوا على قدر الثقة.
فخرجت الجماهير لسحب الثقة.. خرجت الملايين لتؤكد حقها فى ثورتها التى سرقها الإخوان ومحمد مرسى.
خرجت الجماهير ضد الفشل.
لكن الإخوان الذين لم يتعلموا أن الشعب هو صاحب القرار.. اعتبروا أن ما جرى انقلاب وراحوا يندبون ويستقوون بالأمريكان وبالعالم الخارجى بادّعاء الانقلاب على الديمقراطية!
وهم لم يكونوا ديمقراطيين أبدا.
ولم ينظروا إلى خروج الملايين لطلب الديمقراطية واستعادة واستكمال ثورة 25 يناير التى سطوا عليها.
فإذا بالإخوان يشنُّون العمليات الإجرامية ويستعيدون إرهابهم.. ويطلقون الإرهابيين على الشعب ومؤسساته.. ويسعون إلى الفوضى وتعطيل البلاد.
فهؤلاء إرهابيون.
وقياداتهم يحرضون على القتل من مخبئهم فى بؤرة رابعة.
لقد كانوا احتلالا مدمِّرًا للبلاد.
ويريدون الآن إعادة الاحتلال مرة أخرى.
فلا بد من محاسبتهم على كل جرائمهم.
لقد أجرموا فى حق الشعب.. ولن يتركهم دون محاسبة.
وأجرموا فى حق الدولة.. فيجب على موسسات الدولة التحرك من أجل حسابهم.