هناك نوع من الناس لا يحب أن يفارق النكد،وكأن بينهما ميثاق غليظ يأبى أن ينفك،فما إن عفا الله عنا بزوال حكم جماعة إخوان صهيون،حتى خرجت بعض الأصوات تنادى بعدم إقصاء تلك الجماعة المجرمة هى،ومن حالفها من الحياة السياسية،وكأن أصحاب هذه الأصوات يعيشيون فى دولة أخرى،أو فى عالم آخر،أوأن مرض الزهايمر قد داهمهم فى آن واحد فنسوا كل فعلته هذه الجماعة بمصر،وأبنائها،وحتى وإن تملكهم النسيان فهل غُشيت أبصارهم عن ما يحدث الآن؟أم سُكّرت آذانهم عن التهديد،والوعيد الذى ينطق به لسان القادة المجرمون لتلك الجماعة المحظورة الملعونة.كنت اتوقع بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها شوارع،وميادين المحروسة من قطع للطرق،وإعتداء على الممتلكات العامة،والخاصة،وترويع الآمنين أن يرجع أصحاب ذلك الرأى الذى يُعد فى حد ذاته بوابة خلفية لعودة نشاط تلك الجماعة المحظورة،ومن على شاكلتها للعمل السياسى مرة أخرى،وبشكل شرعى،وكأنها جماعة لم تخن الوطن،والمواطن.لا أعرف حقيقة،وعلى أى أساس تنادى تلك الأصوات بما يسمونه المصالحة؟!!المصالحة مع من؟!!مع القتلة،وسفاكى الدماء،أم مع من كان الغدر،والخيانة سبيلهم.هل نسى هؤلاء أن مندوب جماعتهم فى مؤسسة الرئاسة،المجرم المنزوع من الحكم بإرادة الله،والشعب،المدعو محمد مرسى كان على وشك بيع مصر لحلفائه الذين قتلوا أبنائنا فى سيناء حتى ترضى عن جماعته سيدتهم الملعونة الكبرى أمريكا.فكيف تطمئن قلوبكم لمن غدر بكم،وتآمر عليكم؟!وإننى لفى غاية العجب من موقف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الذى قَبِل أن يرأس ما تسمى بلجنة المصالحة بالشروط التى وضعها فضيلته.فيا مولانا الحذر الحذر،وتذكر الحكمة القائلة لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين فهؤلاء القوم يتلونون بحسب ما تقتضى مصلحتهم.وكيف تطمئن يا شيخ الأزهر لمن تاجر،ولايزال يتاجر بالدين؟هل هناك جرم أكبر من ذلك؟ألا يدعوك هذا إلى القلق من أن تضع يدك النظيفة فى يد من يتاجر بدينه؟وكيف تضمن صدق نواياهم فى تلك المصالحة؟أتحسب يا سيدى أنهم سيتغيرون،ويكن ولائهم للوطن قبل الجماعة؟أم تحسب أنهم سيتخلون عن حلمهم الذى بذلوا فى سبيله الغالى،والنفيس؟أرجو منك يا سيدى أن تصحح الوضع،وترفض رئاسة تلك اللجنة فالدم،والغدر،والإتجار بالدين،والخيانة لا تصالح فيهم أبداً. وإلى ذلك الحزب المتحالف مع جماعة إخوان صهيون المسمى بحزب النور الذى يحاول الآن أن يقوم بنفس الدور الذى قامت به من قبل جماعة إخوان صهيون،ويحاول أن يفرض إرادته على المشهد السياسى بالرغم من أنه قد أعلن إنسحابه من العمل السياسى لكن هذا هو دأبهم لا كلمة،ولا عهد،واقول لهؤلاء..بأى حق تطلون علينا بوجوهكم مرة أخرى فلا أنتم شاركتم بثورة 25يناير،ولاثورة30يونيو بل كنتم،ومازلتم الحليف الأقوى لتلك الجماعة المجرمة لكن الخطأ ليس بخطأكم بل هو خطأ الذى أعطى لكم أُذنه،وأطلق من أجلكم صوته منادياً بعودتكم مرة أخرى للحياة السياسية،بعد كل ذلك الخراب الذى حل بالبلاد،والعباد على أيديكم،وأيدى من حالفتم.
إننى أحمد الله أن الشعب المصرى الفطن،قد أعلن رفضه الكامل لهذه الأراء التى تنادى بالمصالحة،وهذا ما يثبت أن....