قالت صحيفة الجارديان إن نظام الرئيس محمد مرسي أظهر أنه لن يستسلم للتهديد بوقوع انقلاب عسكري، بعد ساعات فقط من إعطاء الجيش مهلة 48 ساعة لاسترضاء الملايين الذين نزلوا إلى الشوارع للمطالبة برحيل الرئيس. ورأت الصحيفة أن تهديدات اللواء عبد الفتاح السيسي، بالتدخل العسكري المباشر في العملية السياسية "إذا لم تتحقق مطالب الشعب"، تلمح أنه على مرسي إما أن يتنحى أو على الأقل الدعوة لانتخابات مبكرة.
وقالت إن الرئاسة أشارت إلى أنها تنظر إلى البيان بوصفه انقلابا عسكريا، وتلمح إلى أن مرسي سيكون آمنا طالما أن إدارته لا تزال تحظى بدعم الولاياتالمتحدة.
ونقلت عن أحد مساعدي الرئيس، قوله: "أننا نرى بوضوح أن هذا هو انقلاب عسكري"، وأضاف "لكن الاقتناع داخل الرئاسة هو أن هذا [الانقلاب] لن يكون من الممكن المضي فيه دون موافقة أمريكية".
واعتبرت أن تعليقات مساعد الرئيس تشير إلى أن النظام يأمل في استمرار الدعم الأمريكي، وتعكس -على حد قول الصحيفة- أيضا أن الرئاسة تعول على احتمال أن الجيش لن يخاطر بإزعاج أمريكا، التي تمده بتمويل كبير.
وكشفت الصحيفة أن سفيرة الولاياتالمتحدة إلى مصر قضت الأيام الأخيرة في محاولة لإقناع شخصيات من المعارضة بالدخول في حوار مع مرسي بدلا من دعم الاحتجاجات.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن التدخل العسكري مجددا في السياسة سوف يكون مرحبا به من قبل كثير من المصريين، الذين فقدوا الثقة في كل من الرئاسة وقيادات معارضتها؛ حيث اندفع الآلاف نحو ميدان التحرير للاحتفال وإطلاق الألعاب النارية، واستقبال الطائرات الهليكوبتر العسكرية التي تحلق فوقهم بهتافات "الجيش والشعب يد واحدة".
غير أن آخرين على حد قول الصحيفة، أصيبوا بالرعب من احتمال التدخل العسكري مجددا، ورأوا أنها ضد الثورة، خوفا من تكرار ما حدث مع المجلس العسكري الذي حكم البلاد لمدة 18 شهرا بعد سقوط مبارك عام 2011.