قالت مجلة "ذي وورلد توداي" البريطانية ان مصر على حافة التغيير، ليس فقط بسبب قرب انتخابات الرئاسة ولكن ايضا بسبب عمر الرئيس حسني مبارك الذي سيتم هذا الشهر 82 عاما من العمر ويحكم البلاد منذ 28 عاما. مضيفة ان مصر تمر بحالة جديدة في التغيير بسبب عودة الدكتور محمد البرادعي. مشيرة الى ان حاجز الخوف يضعف في البلاد والمعارضين والافراد يلجأون الى الانترنت للدعوة للديمقراطية. وقالت المجلة الصادرة عن المعهد الملكي للشئون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس)، في مقال كتبته الباحثة في شؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا مها عزام، ان الوضع الاقتصادي في ظل حكم مبارك اسفر عن نتائج متضاربة. مشيرة الى ان الاصلاح ادى الى نمو تجاوز سبعة بالمئة خلال الانتعاش الاقتصادي، لكن نحو اربعين بالمائة من الشعب يعيشون تحت خط الفقر. واضافت ان معدل البطالة اقترب من 10 بالمئة. كما ان التضخم يدور حول نفس النسبة. واضافت ان معظم الثرائ يتركز في ايدي نخبة جديدة فاحشة الثراء تربطها علاقات بنظام الحكم. واضافت ان الفوارق الاقتصادية الجديدة خلقت فجوة اجتماعية واسعة. وتابعت المجلة ان التغيير يجب ان يكون قريبا في مصر بعد نحو ستة عقود قضتها تحت حكم ديكتاتوري، مشيرة الى ان الرؤساء المتعاقبين على مصر لم يمنحوا الشعب حق المشاركة السياسية. ولفتت المجلة الى ان حالة التغيير هذه ترجع في جزء منها الى الضغوط على مصر للاصلاح السياسي ابان فترة ولاية الرئيس الامريكي السابق جورج بوش عام 2005، اضافة الى المعارضة الداخلية، والدعوات المتعالية للقوى الداخلية بارساء الديمقراطية. واضافت الى ذلك تزايد مساحة الحرية الممنوحة للاعلام ولجوء المعارضين والافراد بشكل متزايد للانترنت لنشر الدعوة للديمقراطية، اضافة الى تراجع حاجز الخوف لدى المواطنين. وقالت المجلة ان البرادعي اعلن رغبته لخوض الانتخابات الرئاسية لكن ان التعديلات الدستورية التي اجريت في 2005 كانت تهدف الى تمهيد الطريق لجمال مبارك لخلافة والده. واشارت المجلة الى ان امكانية جمع البرادعي لتوقيعات 250 في مجالس المحافظات لخوض الانتخابات صعبة خاصة وان هذه المجالس يسيطر عليها الحزب الوطني الحاكم. ولفتت المجلة الى ان غياب البرادعي عن المشهد السياسي في مصر لمدة طويلة وبعده عن فضائح الفساد التي لطخت النظام في مصر تجلعه مرشحا مرغوبا. وتابعت المجلة ان ظهور حركة كفاية والمعارض ايمن نور في الانتخابات الرئاسية 2005 اثبت ان تحدي الحكومة امر ممكن. وقالت المجلة ان ظهور مرشحين راغبين في المشاركة في الانتخابات غير متوقع الى حد ما في ظل القيود السياسية المفروضة على المشاركة السياسية في حكم مبارك. ولفتت المجلة الى ان احد المؤشرات على شعبية البرادعي هو جماعة الفيس بوك المؤيدة لترشيحة للانتخابات على الفيس بوك والتي بلغ عدد اعضائها حوالي 100 الف عضو. وقالت المجلة ان اهم مساهمات البرادعي حتى الان هي انه اظهر امكانية وجود منافسين اخرين على الرئاسة من خارج زمرة الحكم. وتابعت المجلة ان البرادعي سيتمكن من القيام بخطوة رئيسية في تحدي النظام القائم، اذا ما استمر في الحفاظ على ائتلاف المعارضة. ولفتت المجلة الى تزايد المعارضة لفكرة الخلافة في مصر من منظمات المجتمع المدني والرموز السياسية، وتابعت ان استمرار النظام عبر توريث جمال مبارك سيدفع باتجاه تصاعد المعارضة من كافة القوى السياسية بما في ذلك جماعة الاخوان المسلمين. واختتمت المجلة بالقول ان التغيير السياسي في مصر سواء كان الى المزيد من الديمقراطية او عدم الاستقرار، سيكون له اثر هام على الاقليم ومن شأنه ان يساعد في اطلاق ديناميكيات جديدة لتغيير الانظمة في الشرق الاوسط.