الانتخابات الرئاسية بدون تعديل دستوري ستكون خدعة للمصريين .. ودعوة البرادعي تلقي صدي نتيجة الفقر محمد البرادعي قالت مجلة التايم الأمريكية في تقرير لها أمس إن الدكتور محمد البرادعي - المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحاصل علي جائزة نوبل- دخل في صدام مباشر مع النظام في مصر بمشاركته في مظاهرة الاسكندرية التي جرت للتنديد بتعذيب الشرطة المنهجي للمواطنين في الشوارع وأقسام الشرطة، معتبرة أن البرادعي لم تكن تجمعه بالمتظاهرين الكثير من القواسم المشتركة إلا أنه - ومنذ عودته لمصر في فبراير الماضي- بدأ يتبني الطرح الأقوي وهو إنهاء حكم النظام الحالي الذي يحكم مصر منذ 29 عاما، وهو طرح مختلف للغاية، خاصة في مصر التي يعتبر فيها لفظ «معارض للنظام» نادراً جدا. وذكرت المجلة الأمريكية في تقريرها الذي نشرته تحت عنوان «مستعد للتغيير في مصر» أن دعوة البرادعي ليس من العسير فهمها بالنسبة للمصريين الذين عاشوا سنوات طويلة جدا تحت حكم قانون الطوارئ القمعي، الذي تم تجديده في مايو الماضي ليفرض حظر التجمعات ويستخدم في الاعتقال الاحتجاز بدون وجه حق للمعارضين، مشيرة إلي أن غياب الحريات السياسية في مصر لم يكن بمعزل عن الاقتصاد، فقد حققت مصر نموا اقتصاديا في السنوات الأخيرة ولكن هذه الثروات لم تصل إلي أغلبية المصريين الذين يعيش نحو 40% منهم تحت خط الفقر منفقين أقل من دولارين يوميا، ولذلك فإن دعوة البرادعي للإصلاح السياسي وحكومة نظيفة واحترام حقوق الإنسان من السهل أن تجد صدي لها وسط المصريين. وأضافت التايم الأمريكية أن تحدي النظام المصري أمر محفوف بالمخاطر، خاصة أن نظام الرئيس مبارك لديه سوابق في التعامل بوحشية مع خصومه السياسيين، معتبرة أن البرادعي لا يركز عينيه علي قصر الرئاسة وإنما يعمل علي إصلاح النظام السياسي كاملاً، ناقلة قوله «ليس هدفي الرئيسي مقعد الرئيس وإنما أن تلحق مصر بالركب العالمي بتحقيق الديموقراطية»، مشيرة إلي الأهداف التي أعلن البرادعي رغبته في تحقيقها وهي إلغاء قانون الطوارئ وتعديل الدستور المصري للسماح للمستقلين بخوض الانتخابات الرئاسية وإلا فإنه بدون هذا التغيير فإن هذه الانتخابات لن تكون سوي خدعة، ومشيرة أيضا إلي تأكيد البرادعي أنه غير قادر علي إحراز تقدم كبير في بناء قاعدة شعبية له في الريف بسبب صرامة القوانين التي تمنعه من الحصول علي مكاتب كمقرات له إلي جانب أنها تمنعه من جمع الأموال لدعم حملاته. وأشارت المجلة الأمريكية إلي أنه برغم هذه العوائق فإن البرادعي استطاع أن يقوم بما يشبه - إلي حد كبير- الحملة الانتخابية الرئاسية، حيث إنه منذ عودته أسس الجمعية الوطنية للتغيير التي ضمت قطاعاً واسعاً من المثقفين والسياسيين والنشطاء والكتاب والممثلين وغيرهم، إلي جانب تلقيها دعما قويا من الجاليات المصرية في دول الخليج والولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا، مشيرة إلي أنه منذ أصدر بيانه الذي تضمن سبعة مطالب أساسية للتغيير حصل علي دعم الكثير من المصريين من مختلف أنحاء ومدن وقري مصر حيث حصل علي أكثر من 100 ألف توقيع من إجمالي مليون توقيع يرغب في الحصول عليه لدعم دعوته لتغيير الدستور وتحقيق مطالب الإصلاح السياسي. ومن جانبها أبرزت شبكة «يونايتد برس إنترناشيونال» الإخبارية تصريحات الدكتور محمد البرادعي التي قال فيها إن أعضاء من الحزب الوطني الحاكم أبدوا له تأييدهم الكامل لكل المطالب التي تقدم بها، معتبرة أن عودة البرادعي لمصر ودعوته للتغيير دعمت بقوة كل ما أشيع عن نيته الترشح لرئاسة الجمهورية ضد الرئيس مبارك - البالغ من العمر 82 عاما- قبل عودته إلي مصر بعد انتهاء عمله كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولفتت الشبكة الإخبارية إلي تأكيد البرادعي أنه لم يجر أي اتصال مباشر مع أعضاء الحزب الوطني الحاكم وذلك بسبب تأكده من كونه مراقبا مراقبة دقيقة، ناقلة عنه قوله «من المرجح أن هاتفي وبريدي الإلكتروني ومنزلي تحت المراقبة»، مشيرة إلي أن البرادعي يسعي إلي إصلاح يتيح المزيد من الحريات السياسية التي حجبت عن المصريين منذ اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ناقلة عنه أيضا قوله «إذا كان المصريون يريدون أن أرشح نفسي للرئاسة، فلن أخذلهم».