قرار مصر الأخير يكشف حجة «الأمن الوهمية» التي تتحدث عنها القاهرة مسيرة في شوارع القاهرة تضامنآ مع غزة أعلن منظمو «مسيرة غزة نحو الحرية» لكسر حصار غزة رفضهم اقتراحاً مصرياً بعبور عدد محدود منهم إلي القطاع المحاصر بدلاً من عبور كل النشطاء الدوليين البالغ عددهم نحو 1300 ناشط دولي يمثلون حوالي 42 دولة. وقال منظمو المسيرة في بيان أرسلوه ل«الدستور» إن قرار مصر السماح ل 100 شخص من المشاركين في المسيرة بالدخول إلي غزة يدل علي أن الحديث المصري عن رفض دخول المسيرة إلي القطاع لدواع أمنية، والجدل حول مسألة ال «أمن» هما حجة وهمية. وأوضح منظمو المسيرة أن اللجنة المنظمة للمسيرة رفضت اقتراحاً للسيدة الأولي سوزان مبارك بعبور 100 ناشط فقط إلي القطاع، مشيرة إلي أن اقتراح السيدة مبارك جاء بعد ثلاثة أيام من المظاهرات والاحتجاجات التي نظمها النشطاء في القاهرة والجيزة. وكانت تقارير إخبارية نقلتها صحف حكومية قالت إن الرئيس حسني مبارك هو من أعطي الأوامر بدخول مائة ناشط دولي إلي القطاع غزة عبر معبر رفح. وأضاف البيان «نحن نرفض رفضاً قاطعاً العرض المصري كمجرد لفتة رمزية. نحن نرفض الإجراءات الشكلية لتبرئة الحصار المفروض علي غزة. وستواصل مجموعتنا العمل من أجل دخول جميع المشاركين في المسيرة البالغ عددهم 1362 إلي قطاع غزة باعتبارها خطوة نحو الهدف النهائي وهو إنهاء الحصار بشكل كامل، وتحرير فلسطين. وأكد النشطاء استمرار احتجاجاتهم واعتصاماتهم في القاهرة والجيزة احتجاجاً علي منع السلطات مسيرتهم إلي القطاع، مطالبين بالسماح لهم بالعبور دفعة واحدة إلي قطاع غزة. وشهد يوم أمس الأول استمرار تظاهر النشطاء أمام نقابة الصحفيين بوسط القاهرة، فيما تحرشت قوات الأمن بمجموعة أخري منهم قرب السفارة الأمريكية. وقال مشاركون في الوقفة الاحتجاجية إنهم حوالي 25 ناشطاً وجاءوا لإبداء تضامنهم مع تسعة نشطاء دوليين وبدأوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً علي منع السلطات المصرية سفرهم إلي غزة. وكان «التحالف الدولي لإنهاء الحصار غير القانوني علي غزة» قد أعلن الأسبوع الماضي عن إطلاق المسيرة «مسيرة غزة نحو الحرية»، قائلاً إن المشاركين فيها سيبدأون في التجمع بالقاهرة في 27 ديسمبر الجاري. وكان من المقرر أن تدخل المسيرة إلي قطاع غزة اليوم لإطلاق مظاهرة سلمية في القطاع في 31 ديسمبر لكسر الحصار غير القانوني. في الوقت نفسه قال بيان للمسيرة إن أجهزة الأمن احتجزت نحو 50 ناشطاً أمريكياً كانوا ينظمون وقفة احتجاجية أمام سفارتهم بالقاهرة. وأكد البيان أن ناشطاً غير أمريكي علي الأقل اصيب خلال تحرش الأمن بالنشطاء ومنع وسائل الإعلام من الاقتراب منهم. وكانت سيدة نجت من المحرقة النازية ضد اليهود قد أعلنت أمس إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً علي رفض السلطات المصرية السماح لمسيرة دولية بالتحرك تجاه قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي عليه.