قوات الأمن تعتقل العشرات من النشطاء الدوليين في العريش وتمنعهم من مغادرة المدينة أعضاء "مسيرة غزة" باتوا في شارع مراد أمس أعلن منظمو «مسيرة غزة نحو الحرية» أمس قرارهم بتنظيم مسيرات يومية علي كورنيش النيل أمام برج مركز التجارة العالمي حيث مقر بعثة الأممالمتحدة في مصر. وقال الناشط الحقوقي الأمريكي تايج باري منسق المسيرة الموجود في القاهرة إن «المنظمين قرروا القيام بمسيرات يومياً علي كورنيش النيل من الساعة الحادية عشرة صباحاً حتي الساعة الثالثة ظهراً حتي تسمح الحكومة المصرية لنا بالعبور إلي قطاع غزة». وأضاف باري أن الوفود الدولية للمسيرة الموجودة في القاهرة ستنضم جميعها إلي المسيرة مشيراً إلي أن معظم الوفود فشلت في التوجه إلي الحدود المصرية، مؤكداً أن الوفد الإيطالي تم إيقافه بعد الخروج من القاهرة أمس في السويس ومنعته السلطات من التوجه إلي العريش. وأكدت منظمة «مسيرة غزة نحو الحرية» عن الجانب الأمريكي آن رايت أن مجموعة النشطاء الدوليين في «التحالف الدولي لكسر الحصار غير القانوني علي قطاع غزة» عازمة علي اختراق حظر السلطات المصرية المفروض علي تحركاتهم، واستمرار محاولتهم بكل السبل للوصول إلي القطاع المحاصر. وقالت رايت إن المجموعة حددت موعداً للقاء أحد المسئولين بالأممالمتحدة في مركز التجارة العالمي ظهر أمس لطرح المشكلة عليه وإجراء مباحثات حول الطرق الممكنة للدخول إلي القطاع في ظل حظر الحكومة المصرية. جاء ذلك فيما استمر اعتصام النشطاء الفرنسيين أمام سفارتهم بمصر احتجاجاً علي منع وصول الأتوبيسات إليهم. وقطع الفرنسيون الطريق علي حركة المرور أمام السفارة في شارع مراد بالجيزة بعد أن أعاقت السلطات المصرية وصول الأتوبيسات التي استأجروها من إحدي شركات السياحة الخاصة. وأحاط عشرات من سيارات الشرطة المصفحة بالمنطقة حول السفارة كما انتشر المئات من قوات مكافحة الشغب. وأكد المشاركون في المسيرة أن المفاوضات مستمرة لكنهم مصرون علي العبور إلي غزة وتوفير الأتوبيسات التي ستقلهم إلي رفح. وقالت منظمة المسيرة اوليفيا زمو إنّ «وكالة السفريات التي وقعنا معها عقدًا أبلغتنا لتَوّها إنه ليس بوسعها إرسال الحافلات؛ لأن السلطات المصرية لم ترخص لها بذلك». وقام عدد من المشاركين في الاعتصام أمام السفارة الفرنسية بمقابلة السفير الفرنسي للاستعلام عن سبب هذا التأخير ليخبرهم بأن السلطات المصرية لها الحق الكامل في قراره بإلغاء التعاقد مع شركة الحافلات والسفارة لا تستطيع أن تقدم لهم شيئاً. كما نصب المحتجون خيامًا أمام السفارة استعدادًا لتمضية الليل فيها. وقال أحدهم: «لن نتزحزح من هنا طالما لم نحصل علي حافلاتنا». وأوضح المنظمون أنّ ناشطين آخرين من جنسيات أخري يعتزمون الانطلاق يوم الاثنين إلي رفح. وأكد أحد المشاركين في المسيرة، رفض ذكر اسمه أن المسيرة ستستمر في التحرك وستصل إلي قطاع غزة حتي وإن منعوا عنهم الحافلات فإنهم سيستقلون المواصلات العامة للوصول الي قطاع غزة. واحتجزت قوات الأمن خلال الاعتصام أطقم تصوير العاشرة مساء علي قناة دريم و90 دقيقة علي قناة المحور بالإضافة الي احتجاز الصحفيين والمصورين واستمر هذا الوضع حتي الساعات الأولي من صباح يوم أمس واستمر المعتصمون بترديد الهتافات المساندة لغزة والأغاني التراثية الفلسطينية. ومع بداية يوم أمس وفي تمام الساعة السابعة صباحاً حيث كان من المقرر أن ينطلق نحو 200 ناشط من الولاياتالمتحدة وكندا ودول أخري إلي مدينة العريش المصرية من أمام شارع معروف بوسط القاهرة، طبقاً لتنسيق مسبق مع الجهات المختصة، إلا أن قوات الأمن الموجودة منذ ليلة أمس حاصرت جميع الناشطين فور وصولهم إلي مكان التجمع وأحاطتهم بعدد كبير من قوات الأمن المركزي ومنعت عبورهم شارع رمسيس وحمل الناشطون يافطات باللغتين العربية والإنجليزية مكتوب عليها ( انقذوا غزة.. دعونا نمر لإنقاذ غزة). وفور علم المعتصمين بالتحرير بعدم ورود أي رد فعل من الجانب المصري قررت بعض المجموعات فيهم الانضمام لاعتصام الفرنسيين أمام السفارة الفرنسية وقرر بعض المشاركين الكنديين الاعتصام أمام السفارة الكندرية بالقاهرة أيضاً. وقال منظمو المسيرة في بيان وصل «الدستور» إن قوات الأمن المصرية ألقت القبض علي نحو 30 ناشطاً في فندق بالعريش كانوا يستعدون لمغادرتها إلي قطاع غزة، كما اعتلقت ثمانية نشطاء آخرين في إحدي محطات الأتوبيس.وأضاف البيان أن قوات الأمن أيضاً فرقت مسيرة لإحياء ذكري شهداء حرب غزة علي كورنيش النيل بالقاهرة. وأشار البيان إلي أن قوات الأمن المصرية سمحت للمعتقلين بمغادرة الفندق إلا أنها رفضت خروجهم من المدينة. وأضاف البيان أن مجموعة أخري تضمن ثمانية نشطاء بينهم أمريكان وبريطانيون وإسبان ويابانيون ويونانيون تم احتجازهم في محطة أتوبيس العريش بعد ظهر أمس الاول. في الوقت نفسه فضت قوات الأمن مسيرة سلمية لإحياء ذكري الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة نظمها النشطاء فوق كبري قصر النيل. وقالت الناشطة الحقوقية الأمريكية المشاركة في المسيرة ميديا بنيامين «ما زلنا نطالب الحكومة المصرية بالسماح لنا بالدخول إلي قطاع غزة..لقد زرنا جامعة الدول العربية طلباً للدعم.. وأن هناك عدداً من السفارات الأوروبية ستسلم التماساً إلي الرئيس مبارك.. وسندعو الحقوقيين حول العالم لدعمنا والاتصال بسفارات الحكومة المصرية لحثها علي السماح لنا بالعبور إلي غزة». من جانبها، قالت صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية إن قرار الحكومة المصرية منع قافلة «شريان الحياة 3» و«مسيرة غزة نحو الحرية» من الدخول إلي قطاع غزة ومن المتوقع أن يجلب عليها انتقادات شديدة، خاصة في ظل عدم الارتياح الشعبي من مشاركة الحكومة المصرية في الحصار الإسرائيلي المفروض علي القطاع، إضافة إلي الإعلان مؤخراً عن بناء الجدار الفولاذي. ومن المقرر أن تدخل المسيرة قطاع غزة في 29 ديسمبر وسيطلقون مظاهرة سلمية في القطاع في 31 ديسمبر لكسر الحصار غير القانوني. ومن المقرر أن يشارك في المسيرة حال إجرائها نحو 1400 شخص من 42 دولة في العالم بينهم العديد من الشخصيات المهمة من دبلوماسيين، ومطربين، وسياسيين، وكتَّاب، وأطباء، ومخرجين، وخبراء في الاقتصاد والسياسة، ونواب في البرلمان ومسئولين سابقين.