مدير المعهد: إنشاءات المستشفى الجديد متوقفة لعدم وجود موارد مالية.. وتبرعات أهل الخير ليست كافية معهد الكبد بالمنوفية مهمة صعبة وموارد قليلة ومرضى يفترشون الأرض أنعم الله علي محافظة المنوفية التي تقبع وسط الدلتا بوجود معهد الكبد القومي بشبين الكوم بفضل أحد علمائها النابغين هو الدكتور ياسين عبدالغفار الذي أنشأ المعهد عام 1986 ليكون بمثابة مؤسسة فريدة من نوعها في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط، حيث يقدم الخدمات العلاجية والبحثية لعلاج أمراض الكبد التي تعد من أخطر الأمراض التي تواجه مصر وأفريقيا والعالم العربي. يؤكد د. إمام واكد - عميد المعهد - علي الدور البحثي للمعهد، حيث يقوم بأبحاث عن أمراض الكبد ومعدل انتشارها وطرق علاجها وهذه الأبحاث تمول من جامعة المنوفية وصندوق تنمية البحث العلمي التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبجهود ذاتية من المعهد، إضافة لأبحاث مشتركة مع جامعات أجنبية ومشاركات بمؤتمرات علمية داخلية وخارجية، وتقدر الميزانية المخصصة لذلك بملايين الجنيهات ولذا تتوسع في المعامل لأهمية البحث العلمي لخدمة المرضي وبالفعل أنشأنا معمل أبحاث جديداً ولكن ضيق المكان يؤثر في المرضي وفي البحث العلمي أيضاً. وأضاف أن المعهد يقدم 60% من خدماته وإمكاناته للناحية العلاجية، مشيرًا إلي أن عدد الأسرة الحالية يصل إلي 130 سريرا ولكن الإنشاءات في المستشفي الجديد سيزيد عدد الأسرة ل300 سرير، وبالفعل تم عمل الأساسات بالكامل وإنشاء 3 أدوار وباقي أربعة أدوار ولكن الإنشاءات الكبيرة متوقفة لاحتياجنا لما يقرب من 120 مليون جنيه لإنهاء المبني. وعن تبرعات رجال الأعمال وأهل الخير لمساعدة المعهد في أداء رسالته كشف إمام عن أن جملة التبرعات تتراوح بين 3 و4.5 مليون جنيه من رجال الأعمال والشركات في صورة أجهزة طبية وإعانات نقدية ، ولكنها غير كافية بالمرة، لذا نناشد رجال الأعمال بالمحافظة وبأرجاء مصر تقديم الدعم الكبير والسريع للمعهد ليتمكن من القيام بواجبه والنهوض بهذا الصرح العلمي والطبي المتميز. وعن الدعم المقدم لإنهاء المستشفي الجديد أكد أن الجامعة توفر كل إمكانياتها المتاحة ولكن وزارة المالية لم تعطنا أي دعم وكذلك المحافظة لم تقدم لنا أي دعم، رغم حل المشاكل القانونية علي قطعة الأرض ملكية كهرباء الريف والتي أخذناها مقابل قطعة بديلة تنازلت عنها الجامعة لكهرباء الريف منذ أربع سنوات ولكن الدعم المالي يقف حائلاً دون استغلالها وإنهاء المستشفي الجديد. أما زكريا كليب شحاتة أمين عام المعهد فأكد أن الإنشاءات متوقفة بالفعل لحاجتنا ل200 مليون جنيه وما تم خلال 3 سنوات لا يمثل سوي 0.1 من المبني، موضحا أن الاعتمادات الواردة من وزارة المالية خلال 5 10 سنوات لا يغطي إنشاء المبني، وأشار إلي أن المستشفي الحالي مكتظ والأماكن ضيقة ويحتاج لدعم عاجل وكبير، فهناك انتشار للمرض يحتاج لتضافر كل الجهود للتصدي له. وعن كثافة العمل داخل المعهد يؤكد د. نبيل عمر أستاذ مساعد الكبد والجهاز الهضمي أن العيادة الخارجية تستقبل يوميا بين 300 و350 مريضا وقسم الاستقبال بين 50 و100 حالة يومياً وعدد الأسرة فقط 130 سريرا بالقسم الداخلي ونسبة الإشغال 100% والعمليات بين 50 و100 عملية وزرع كبد مابين 3 و4 حالات شهرياً وبالقطع نظراً للزحام الشديد فهناك قائمة انتظار طويلة للعمليات وللأسرة بالداخلي وهناك أولوية لدخول مرضي القئ الدموي والغيبوبة الكبدية والإلتهاب البريتوني، وأشار إلي أن المعهد يستقبل مرضاه من محافظات الدلتا والوجه القبلي والبلاد العربية أيضاً، مؤكدًا أن وحدة المناظير بالمعهد تحتاج لتطوير ودعم بأجهزة جديدة من وقت لآخر فهناك نقص بعدد المناظير والإمكانيات المادية لا تساعد علي مواجهة الأعداد الهائلة من المرض. وأوضح عمر أن فيروس «سي» هو المشكلة الصحية الأولي في مصر الآن فهو يصيب بين 25% 35% من عدد السكان وخاصة في الدلتا في الفئة العمرية بين 30 40 سنة وهي مرحلة العمل والإنتاج، وأشار إلي أن مرحلة العلاج تمتد من 6 شهور إلي سنة وتكلف المريض لو علي حسابه بين 50.000 60.000 جنيه. وكشف عن أن علاج الإنترفيون يكلف الحكومة 4 مليارات جنيه سنوياً، فالحقنة المستوردة ثمنها 1400 جنيه والمحلية ب370 جنيها يأخذها المريض أسبوعيا ولكن المرضي يتمتعون بعلاج التأمين الصحي أو نفقة دولة أو لحساب شركات، وهناك لجنة الزكاة بالمعهد تساعد بقدر الإمكان غير القادرين في نفقات العلاج والتحاليل وغيرها وأكد أهمية تدعيم الدولة للمراكز العلاجية لهذا المرض في سبيل مقاومة هذا المرض إضافة للتوعية والوقاية لعدم إضافة أعداد جديدة من المرضي لذا تظهر أهمية الاكتشاف والعلاج المبكر للمرض وتشير صفاء علي إبراهيم - رئيس هيئة التمريض بالمعهد - إلي عجز كبير بالتمريض خاصة بعد فتح أقسام جديدة لذا فهناك عبء كبير علي الموجودين في أعمال النوبتجيات بالأقسام المختلفة وشكت صفاء ضيق الحجرات بالمعهد وأشارت إلي أن عددًا من زميلاتها بهيئة التمريض كسبوا دعوي قضائية بأحقيتهم ببدل الجهود غير العادية وطالبت بمساواة الباقين دون أعباء مالية بالمحاكم وكشفت إحدي الممرضات رفضت ذكر أسمها عن أنه نظراً للضغط الهائل من المرضي علي الاستقبال ولا يوجد سوي 6 أسرة فقط ولا نستطيع عمل شيء سوي جلوس المرض علي كراسي لعدم كفاية الأسرة رغم حالتهم المرضية السيئة بقئ دموي أو نزيف ولكن ماذا نفعل؟ أما المرضي فأكدوا أن هناك معاناة حقيقية وشكوي من الزحام والمعاملة السيئة بسبب ضيق المكان واكتظاظه وقلة الإمكانيات المتاحة، بينما يفترش عشرات المرضي الأرض انتظارا لدورهم في الكشف وآخرين يتزاحمون علي منفذ صرف الدواء، يقول محمد السيد أبو العلا من عزبة جمعة (الباجور): حضرت لصرف علاج علي نفقة الدولة من السابعة صباحاً ونظل نقف حتي الخامسة مساء ولا احترام للمريض والمعاملة غير آدمية والزحام في كل مكان حتي في العيادات ويضيف إبراهيم عاشور «أبو رقبة بأشمون»: ليس هناك نظام في صرف الأدوية فأنا من أذان الفجر واقف أمام الشباك طول النهار علشان «حقنة الإنترفيون» أسبوعيا ونطالب بمعاملة طيبة للمريض وفتح منافذ جديدة لصرف الأدوية وبالقسم الداخلي بالمعهد يقول صبحي عبدالخالق ميت أبو شيخة بقويسنا أعاني مرض الكبد منذ 9 سنوات وأعالج بالمعهد بقرار علي نفقة الدولة وكنت أعمل سائقا لكنني حاليا بلا عمل، ورغم ذلك أتكلف حوالي 400 جنيه علاجًا شهريًا من خارج المستشفي.