يعد معهد الكبد القومي بمدينة شبين الكوم الوحيد علي مستوي الوطن العربي الذي يقوم بخدمة مرضي الكبد في مصر والدول العربية والافريقية علي مدار السنوات الماضية. حيث بدأ تجربته الأولي الناجحة في زراعة الكبد من متبرع حي عام1991 وكان أول مركز علي مستوي الشرق الأوسط والرابع علي العالم وقام بتنفيذ برنامج زراعة الكبد علي المستوي القومي كأول جامعة مصرية في28 ابريل عام2003 وأجريت حتي الان90 عملية زراعة كبد.. ولكنه حائر بين جامعة المنوفية ووزارة الصحة وخاصة في النواحي المادية والاعتمادات مما ينعكس علي المرضي بالسلب ولابد من وضع بروتوكول بين جامعة المنوفية ووزارة الصحة لتطوير المعهد واستكمال المستشفي الجديد لاستيعاب اكبر عدد من المرضي. كما يواجه المعهد عدة مشاكل اخري أهمها قائمة الانتظار لتزايد دخول المرضي حيث يصل العدد في اليوم من300 الي400 مريض من جميع أنحاء الجمهورية والدول المجاورة بالاضافة الي قلة الاعتمادات.. وأكدت الاحصائيات لاستكمال المستشفي الجديد التابع للمعهد والمتوقفة منذ عامين تحتاج الي مبلغ200 مليون جنيه.. كما يعاني المعهد من قوائم الانتظار لمدة5 شهور قادمة. فكان لابد من التعرف علي أبعاد المشكلة من المسئول الأول عن المعهد الدكتور محمد عز العرب رئيس جامعة المنوفية والذي أكد ان المعهد يضم8 أقسام علمية في أمراض الكبد وتبلغ طاقته110 أسرة ويستقبل أكثر من300 مريض بالكبد من جميع أنحاء الجمهورية وبعض الدول العربية مثل سوريا والأردن والسودان واليمن وفلسطين.. مشيرا الي ان المؤشرات الأولية تؤكد تزايدا كبيرا في أعداد المرضي المترددين علي المعهد في السنوات الأخيرة حيث ارتفع عدد المترددين علي العيادات الخارجية وحدها33.3 الف مريض عام93.42005 الف مريض عام2009 كما ارتفع عدد مرضي العناية المركزة من338 مريضا عام2005 الي875 مريضا عام2009 اي بمعدل زيادة يقترب من الفئتين من ثلاثة أضعاف كما تضاعف عدد مرضي المناظير ومرضي الاستقبال والطوارئ عن نفس الفترة وكذلك ارتفاع عدد مرضي الموجات الصوتية بمعدل خمسة أضعاف عن نفس الفترة. وأوضح رئيس الجامعة ارتفاع متوسط عدد حالات زرع الكبد بالمعهد سنويا من5 حالات في عام2005 الي20 حالة عام2009 ليصل اجمالي عدد حالات الزرع بالمعهد الي حوالي90 حالة... وتوضح تلك المؤشرات بكل جلاء ثقة المرضي من مختلف انحاء الجمهورية في امكانيات المعهد الطبية والعلاجية وكوادره البشرية المتميزة. واعترف رئيس الجامعة بأن المستشفي يشهد حاليا حالة من التزاحم الشديد في الاستقبال والطوارئ ويرجع ذلك الي امتداد اعمال الاساسات في المستشفي الجديد لتشمل الموقع السابق المخصص للطوارئ وتخصيص ادارة المتعهد لموقع أقل من حيث المساحة المتاح لتقديم خدمات الطوارئ الحالية حتي تنتهي اعمال البناء وكذلك سياسة المعهد في قبول كل الحالات التي تأتي الي قسم الطوارئ نظرا لطبيعة مرضي الكبد من ناحية وقدوم غالبيتهم من أماكن بعيدة من ناحية أخري. وأوضح رئيس الجامعة ان الجامعة كانت سباقة في رؤيتها المستقبلية نحو ضرورة انشاء مستشفي جديد للمعهد بطاقة أكبر يستوعب الزيادة المتنامية في عدد المترددين علي المعهد وبالفعل وضعت الجامعة مخططا لإقامة المستشفي الجديد علي الارض المجاورة للمعهد بعد مبادلتها مع هيئة كهرباء الريف بمقابل مادي كبير... ورغم ذلك فان عددا من المشكلات القانونية والإدارية أعاق تنفيذ استلام الجامعة للأرض الجديدة حتي تم حلها مع الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء.... وتم خلال الثلاث سنوات الماضية منذ استلام الأرض الانتهاء من3 أدوار بالفاصل الأول وتنفيذ أعمال الخوازيق للفواصل الباقية وأعمال الخراسانات للأساسات والمباني للسور في الجهتين الشرقية والقبلية بتكلفة50 مليون جنيه نصفها في الموازنة العامة ونصفها من موارد الجامعة الذاتية وبعض التبرعات. وأكد رئيس الجامعة ان الجامعة تخطط حاليا لتدبير15 مليون جنيه في موازنة العام القادم لاستكمال طابقين في المبني الأول من المستشفي الأول وطابق واحد في كل مبني من الأبنية الثلاث الأخري تمهيدا لادخالها الخدمة وبدء التشغيل الجزئي للمستشفي والاستفادة من المشروع. وأضاف رئيس الجامعة ان هذا الصرح العظيم يحتاج حاليا الي حوالي100 مليون جنيه لاستكماله والانتهاء من تجهيزه حيث يمثل المستشفي طموحا للجامعة والمعهد في تخفيف الزحام علي المعهد واستيعاب اكبر عدد من المرضي مشيرا إلي ان الجامعة توجهت لمخاطبة المجتمع المحلي والأهلي للتبرع والمساهمة في استكمال المستشفي الجديد. وانتقلت الأهرام داخل المعهد للاستماع الي شكوي المرضي فقالت هنية عبد الله مريضة بالكبد انني احضر شهريا من محافظة البحيرة وانتظر من السابعة صباحا حتي اذان المغرب لكي اتمكن من صرف الأدوية الشهرية ونظرا للزحام الشديد لا أتمكن من الصرف فأنتظر للشهر القادم حيث تصل عدد الحالات التي تصرف أدوية يوميا الي400 حالة تقريبا ولا يتم ارجاء حالات لليوم التالي والذي يكون فيه العدد مضاعفا في ظل ضيق مساحة الانتظار وتزاحم المرضي. ويقول محمد الشربيني المسئول في اصدار قرارات العلاج علي نفقة الدولة بالمعهد ان حال قرارات العلاج قديما أفضل من حالها حاليا من حيث المبالغ التي تحددها وزارة الصحة حيت تتراوح مبالغ القرارات حاليا ما بين600 جنيه الي800 جنيه يصرف بها المريض احيانا علاج لمدة يوم واحد نظرا لارتفاع أسعار أدوية علاجا الكبد ويظل المريض يعاني من المرض باقي الشهر. وتشير صفاء علي رئيسة التمريض بالمعهد الي وجود عجز شديد في التمريض يصل الي60 ممرضة منذ عامين وتطالب الجامعة بتوفير العدد الكافي نظرا للزحام الشديد.