اشتباكات مستمرة ومصادمات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن فى محافظة الدقهلية، على مدار اليومين الماضيين، حيث قام العشرات من المحتجين بميدان الثورة بالمنصورة، صباح أمس «الثلاثاء»، بالتجمهر أمام ديوان عام محافظة الدقهلية، أمام مدخل 2، لدعوة الموظفين للمشاركة فى العصيان المدنى الذى بدأته المحافظة منذ السبت الماضى، وللتنديد بما قامت به جماعة الإخوان المسلمين من اعتداء على المحتجين والداعين للعصيان المدنى باستخدام الحجارة والعصى. وكانت الدعوة التى لاقت استجابة كبيرة لدى العاملين بمبنى ديوان عام محافظة الدقهلية، شهدت انضمام الموظفين إلى المتظاهرين أمام المبنى، وقد ردَّد المتظاهرون هتافات، منها «انزل واضرب فى الستات.. ما هى غلطتنا مش غلطتكم سبناكم يا مكتب إرشاد»، و«مرسى جبان وعامل فتوة واحنا معاكم وبكل قوة»، و«دم المصرى مش رخيص.. شدّى حيلك يا سويس»، و«ثورة وراجعة وثورة قوية ضد الإخوان والحرامية»، و«قولها قولها فى كل مكان.. الميدان مش للخرفان»، و«يسقط يسقط حكم المرشد»، و«عبد الناصر قالها زمان الإخوان مالهومش أمان»، و«عصيان عصيان لسقوط الإخوان»، و«همّ اتنين مالهومش أمان الصهاينة والإخوان»، و«بيع بيع بيع مصر يا بديع»، و«والله زمان وبعودة.. ليلة أبوكم ليلة سودا»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، و«الشعب يريد إعدام الرئيس»، و«طول ما الدم المصرى رخيص يسقط يسقط أى رئيس».
المحتجون أعلنوا مواصلة عصيانهم المدنى، والاعتصام أمام ديوان عام المحافظة، من أجل استجابة العاملين بديوان المحافظة إلى الإضراب الذى بدؤوه، بينما انسحبت قوات الأمن من محيط ديوان المحافظة بعد الاشتباكات الضارية التى وقعت أمس وأُصيب فيها أكثر من 15 شخصًا، بينما أصدرت مديرية أمن الدقهلية بيانًا أعلنت فيه إصابة 11 شخصًا، من بينهم ضابط.
وكان ميدان الثورة بمدينة المنصورة والشوارع المحيطة به، قد شهدت حالة من الكر والفر واشتباكات عنيفة بين الثوار المعتصمين فى الميدان وقوات مكافحة الشغب، وهى الاشتباكات التى بدأت منذ ساعات الظهيرة، أول من أمس «الإثنين»، واستمرت حتى الساعات الأولى لصباح «الثلاثاء»، وقد استخدمت فيها قوات الأمن كميات كبيرة جدًّا من الغاز المسيل للدموع، الذى امتد تأثيره لمدى أكثر من كيلومتر مربع فى محيط ميدان الثورة، ويتزامن العنف المفرط للشرطة مع أول أيام تولّى اللواء سامى الميهى، مهام منصبه كمدير لأمن الدقهلية.
من جانبه، أكد الدكتور أسامة فريد وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، عدم وقوع أى ضحايا فى الاشتباكات المستمرة بين الأمن والمتظاهرين فى محيط ديوان عام محافظة الدقهلية، نافيًا ما تردَّد عن وفاة طفلين حديثى الولادة نتيجة إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع من قبل قوات الأمن لتفريق المتظاهرين بميدان المنصورة، وأكد فريد أن مديرية الصحة فى حالة طوارئ مستمرة لاستقبال أى حالات وإسعافها فى الحال، وأن سيارات الإسعاف موجودة فى أماكن الاشتباكات، مشيرًا إلى أن الاشتباكات أمس أمام محافظة الدقهلية، أسفرت عن إصابة 10 أشخاص، منهم 7 بمستشفى طلخا و3 بالمستشفى الدولى، لتلقّى العلاج، كما أكد أن إصاباتهم بسيطة وفى حالة مستقرّة.
وقد دخلت المواجهات بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين بالمنصورة مرحلة جديدة، حيث نجحت المفاوضات بين قيادات أمنية بمديرية أمن الدقهلية والثوار المعتصمين فى ميدان الثورة بالمنصورة فى إخلاء سبيل أحد المجندين المحتجزين لدى الثوار ومبادلته باثنين من المتظاهرين المحتجزين لدى قوات الأمن.
وكان العشرات من الشباب المعتصمين بميدان الثورة بالمنصورة والغاضبين من حماية الداخلية لنظام الإخوان وانحيازها إليه فى المواجهات التى دارت، صباح أمس، بميدان الثورة بين المعتصمين والإخوان بتحطيم سيارة إسعاف تحمل مجندًا مصابًا فى المواجهات التى دارت بين الشرطة والمتظاهرين، حيث قام العشرات من الشباب الغاضبين بوضع متاريس أمام سيارة الإسعاف المتّجهة إلى مستشفى المنصورة الدولى فى ميدان أم كلثوم، وقاموا بوقفها وتحطيمها باستخدام الحجارة والعصى وإنزال أحد المجندين الذى أُصيب خلال المواجهات واقتياده إلى مكان مجهول.
وأكد المتظاهرون أن احتجازهم إلى المجند جاء لمبادلته بعدد من زملائهم المحتجزين لدى قوات الأمن، وقاموا باحتجازه داخل إحدى العمارات المحيطة لموقع الاشتباكات.
وقد أدّت الاشتباكات التى دارت فى محيط ميدان الثورة ومبنى المحافظة بالمنصورة إلى تحطم زجاج سيارتَى إسعاف كانتا بموقع الأحداث، بسبب تبادل تراشق الحجارة وقنابل الغاز والمولوتوف بين المتظاهرين وقوات الأمن، وتحمل السيارتان أرقام «م ه ر 764 - إسعاف»، و«م ه ر 648 - إسعاف»، وتحرر محضر بذلك حمل رقم 2833 جنح قسم ثانى المنصورة.
وقد قامت قوات مكافحة الشغب بحصار مقر التيار الشعبى بشارع قناة السويس وإلقاء القنابل المسيلة للدموع على مدخل العمارة الموجود بها المقر بعد أن قام الثوار بتحويله إلى مستشفى ميدانى، وقامت القوات باحتجاز ثلاثة من النشطاء فى أثناء المواجهات الليلية، وهم هشام عونى وأشرف حمدى عبد الفتاح وأحمد سمير، وتم اقتيادهم إلى قسم أول المنصورة.
من جهة أخرى، أصدر ائتلاف صحفيى الدقهلية، بيانًا صحفيًّا، مساء أول من أمس، أدان فيه اعتداء الإخوان على الزملاء محمد طاهر مراسل «الوفد»، وهانى عبد الشافى مراسل قناة «الحياة»، ورامى القناوى مراسل «الدستور»، بالضرب والإهانة والاستيلاء على الكاميرات الخاصة بهم فى أثناء تأديتهم واجبهم المهنى فى نقل أحداث العنف التى نشبت أمام مبنى المحافظة، صباح اليوم.
وأضاف الائتلاف أن الزملاء قاموا بتحرير محضر بالواقعة بقسم ثانى المنصورة، واتهموا فيه قيادات من الجماعة وبعض أعضائها بالتعدّى عليهم، مشيرين إلى إدانتهم بشدة أساليب العنف التى يمارسها أعضاء الإخوان والتيارات الإسلامية ضد الصحفيين.
وطالب الائتلاف، فى بيانه، النائب العام، بفتح تحقيق فورى فى الاعتداءات المتكررة التى قام بها أعضاء من الجماعة ضد الصحفيين بمحافظة الدقهلية وكل محافظات مصر.
وشدَّد الائتلاف على تضامن جميع أعضاء الائتلاف مع زملائهم فى المحاضر التى قاموا بتحريرها إلى حين القصاص ممن اعتدوا عليهم، مضيفًا أن الصحفيين ليسوا طرفًا فى أى صراع بين القوى السياسية، وأنهم حريصون على ممارسة عملهم بكل حيادية وأمانة، مشيرًا إلى أن كل مَن يعتدى على صحفى مهما كان انتماؤه السياسى فهو بلطجى، «وإننا لن نتراجع عن أداء واجبنا مهما كانت الصعوبات التى نواجهها، فلن نسمح أن يُقصف قلم صحفى أو يتم التعدى عليه وتمر الحادثة مرور الكرام».