وجه 17 من النخب الإيرانية الموالية للحكم، بينهم وزير الخارجية الإيراني الأسبق ومستشار المرشد الإيراني الأعلى في الشؤون الدولية الدكتور علي أكبر ولايتي، والرئيس الأسبق للبرلمان وصهر المرشد الأعلى الدكتور حداد عادل، رسالة إلى الرئيس المصري محمد مرسي أعربوا فيها عن استعدادهم لنقل التجربة الإيرانية في مجال أسلمة الدولة. وحسب موقع "افكار نيوز" الأصولي المحافظ وجه الموقعون رسالتهم بمناسبة الذكرى الثانية للثورة المصرية معتبرين تجربة "الثورة الإسلامية الإيرانية" تجربة ثمينة يمكن الاحتذاء بها في مصر لبناء نظام الحكم على أساس ديني وبمشاركة شعبية.
يذكر بأن "الولي الفقيه" أو ما يتداول في وسائل الإعلام العربية باسم المرشد الأعلى للنظام يحتل رأس هرم السلطة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ويتمتع بصلاحيات دستورية مطلقة من قبيل القيادة العامة للقوات المسلحة وتنصيب وعزل أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام، والفقهاء في مجلس صيانة الدستور، ورئيس السلطة القضائية ورئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون وقائد الحرس الثوري بالإضافة إلى توشيح حكم رئيس الجمهورية بعد انتخابه وإقالته بعد إصدار حكم العزل من قبل المحكمة العليا.
كما جرت العادة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن أي رئيس جمهورية إيراني لا يعين أو يعزل أي وزير سيادي من قبيل وزراء الخارجية والداخلية والأمن والنفط إلا بعد موافقة المرشد الأعلى أي الولي الفقيه.
وجاء في جانب من الرسالة الموجهة للرئيس المصري والتي تدعوه إلى تطبيق الشريعة: "لقد تحققت إنجازات ضخمة باهرة في مجال التنمية السياسية والاقتصادية والثقافية والاعمارية . فعلى رغم ما فُرض على الشعب الإيراني من حرب ضروسة دامت ثماني سنوات، بالإضافة إلى أنواع الحصار الاقتصادي والسياسي، تفتخر الجمهورية الإسلامية اليوم بأنها من خلال تمسكها بالإسلام وتمتعها بالقيادة الحكيمة الإلهية لكل من الإمام الخميني وآية الله خامنئي، قد نجحت في القضاء على الفقر والحرمان في مناطقها الريفية ومدنها المحرومة، وفي نفس الوقت أحرزت حيزا محترماً في ميدان العلم والتقنية".
ثم عدد الموقعون على الرسالة مجموعة من "الإنجازات" في المجالات العلمية والتعليمية والصناعية والاقتصادية والمعيشية وعزوا ذلك لإقامة الحكم الديني في بلادهم.
وأكدوا للرئيس المصري "إننا نأخذ الإنجازات الكثيرة الحاصلة في المؤشرات الكمية والنوعية في إيران الإسلامية، نتيجة تجربة الثورة الإسلامية التي أخذت التوازن بين الفرد والمجتمع، وفي أجمل صوره، بعين الاعتبار. إن البرنامج الرئيسي القادم للدولة يترکز علي "بناء الحضارة الإسلامية الحديثة".
وأكد الموقعون على الرسالة الذين أسموا أنفسهم ب"المفکرين المسلمين في إيران" مستعدون ل"وضع ما لديهم من تجارب و خبرات علمية" تحت تصرف الحکومة المصرية والشعب المصري.
وفي الختام دعا الموقعون على الرسالة الرئيس مرسي أن يجعل أساس إدارة الحكم على قاعدة دينية دون أن يأبه ب"الأهداف والضغوط الدولية وأجواء ما يسمي بالحرکة التنويرية المتأثرة بالاتجاهات القائلة بفصل الدين عن مسرح السياسة والثقافة والاقتصاد".