هل يدرك محمد مرسى المخاطر التى تمر بها البلاد حاليا منذ توليه مندوبيَّة الإخوان فى قصر الرئاسة؟ وهل يدرك محمد مرسى أن هناك أزمة اقتصادية طاحنة تمر بها البلاد حاليا.. ويُنتظر أن تستفحل هذه الأزمة فى الأيام المقبلة فى ظل سياساته الفاشلة، أقصد سياسات الإخوان؟!
وهل يدرك محمد مرسى أن ثورة جياع قادمة ستقضى على الجميع باستمرار سياساته الحالية التى لا تتوافق أبدا مع أهداف الثورة ووضع بلد فى حجم مصر؟
وهل يظنّ محمد مرسى أن السياسة الأمنية التى يعتمد فيها على اللواء محمد إبراهيم هى الحل للأزمة؟!
وهل يدرك محمد مرسى أن جيلا جديدا خرج من الثورة خلال العامين الماضيين لا يأبه بحلوله الأمنية وقنابل داخليته ولا خرطوشاتها ولا رصاصها الحى.. ولا اعتقالاتهم ولا تعذيبهم.. وإنما هم مصرُّون على استعادة ثورتهم المسروقة.. التى سرقها وسَطَت عليها جماعة مرسى؟
وهل يدرك محمد مرسى أن مجيئه بنائب عامّ خصوصى يعمل لصالحه ولصالح الجماعة لن يُسقِط عنه مسؤولته فى قتل المتظاهرين؟!
يبدو أن محمد مرسى لا يدرك أى شىء من ذلك..
فهو حتى الآن ليس هو الحاكم للبلاد.. وإنما هو مندوب الجماعة على كرسى الرئاسة.
فهو لا يشعر بأى خطر تمر به البلاد.. ويسير على ما يأتيه من تعليمات الجماعة ومكتب إرشادها وشاطرها!
ويعتقد مرسى -كما تعتقد جماعته- أنه حصل على مغانم فى وجوده فى قصر الرئاسة.. فلا بد من استغلالها.
فالرجل مبسوط بالأبهة والموكب الذى يسير به والحراسات.. رغم أنه وعد بأنه لن يسير بتلك الحراسات.. وفتح صدره فى ميدان التحرير أمام الناس.. بأنه لن يرتدى واقيًا من الرصاص.. فإذا به يسير بعشرات السيارات والحراسات المدججة بكل أنواع الأسلحة، وهى التى تكلف ميزانية الدولة الخربة ما لا يقل عن 4 ملايين جنيه فى كل طلعة، بما فى ذلك أداؤه صلاة الجمعة (!).
فلا مانع أيضا من استمتاع أسرته بهذه الفخامة الرئاسية.. والحياة على قفا الشعب وخزانته التى أوشكت على الانهيار.. فتذهب زوجته أم أحمد إلى طابا بعيدًا عن حصار «الاتحادية» والمظاهرات التى تطالب بإسقاط محمد مرسى ورحيله بعد أدائه الفاشل فى إدارة البلاد.. وتقسيم البلاد إلى أهله وعشيرته.. ومعارضين يطلق عليهم أنصارُه ومُوالوه اتهامات كاذبة فاجرة.. وبلاغات إلى النائب العام «الخصوصى» بالتحريض ضد مرسى وأدائه الهابط والفاشل وديكتاتوريته واستبداده.. فأصبحت مطالب الثورة فى الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية اتهامات تحريضية ضد مرسى.. يا سبحان الله!
ولأن مصر ومؤسساتها أصبحت من مغانم محمد مرسى وجماعته.. فصاروا يوزعون المناصب والوظائف على أنفسهم.. ومواليهم وأتباعهم.. ليس مهما الكفاءة أو المهارة أو القدرة على العمل والانحياز للدولة.. كل ما يهمهم أن يسيطروا بالأتباع ولو كانوا عديمى الموهبة.. وقد ظهر بالفعل افتقارهم إلى أى موهبة أو قدرات للمشاركة أو فى شد المجتمع إلى الأمام.. فهم يسعون إلى جذب البلد إلى الخلف وبكل قوة.
ولم يتعلم مرسى من درس جمال مبارك.
ولم يتعلم أتباعه فى الوزارات من درس جمال مبارك.
وليفاجئ الناس بتعيين ابنه عمر مرسى فى وظيفة مهمة فى وزارة الطيران، وعلى كادر خاص فى مشروع للبنك الدولى (!).
ويخرج علينا سعادة الوزير ليبرر تعيين ابن رئيسه بأنه تقدم لإعلان -رغم أن الوزارة قالت إنه إعلان داخلى، يعنى للعاملين فى الوزارة فقط- وأنه نجح فى الامتحان.. وأن لديه لغة وحاسبا آليا.. ولا نعرف لماذا لم يعينه محمد مرسى فى «ناسا» التى ادَّعى أنه كان يعمل بها عندما كان فى أمريكا.
إن الدولة فى نظرهم أصبحت مغانم لهم ويريدون الانتفاع بها.. وانظروا كل الشخصيات الموجودة فى المناصب.. ستجدونها قريبة بعضها لبعض، فضلا عن صِلات النسب.. ولعل مثال أحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى «الباطل»، الذى حصنه مرسى، دليل على ذلك.