هل استقالة فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب من الحزب الوطني وأمانة السياسات سوف تمنحه الاستقلالية؟.. السؤال بعبارة أخري.. هل كانت قرارات الإمام الراحل سيد طنطاوي.. الذي لم يكن عضوًا بالحزب الوطني.. مستقلة عن فكر الحزب الحاكم وحكومته؟.. الإجابة المؤكدة هي النفي.. فعضوية الإمام الأكبر بالحزب الوطني لن تقيده أو تجعله تابعًا.. كما أن عدم عضويته لن تجعله مستقلا.. وعلي مدار عصور التاريخ ستجد أن الجالس علي كرسي المشيخة أو الإفتاء يدور - غالبًا - داخل سياسات الحاكم.. لأنه هو من جاء به إلي الكرسي.. وبالتالي لا يمكن أن ينفض يده عنه.. وفي أكثر الأوقات التي كنا نشعر فيها باستقلالية الأزهر.. مثلما جري في عصري الراحلين عبد الحليم محمود وجاد الحق.. لم يكن الإمامان الجليلان أيضًا معارضين للحكم أو علي يساره في يوم ما. ظني أن الجدل الإعلامي الدائر الآن حول عضوية شيخ الأزهر للحزب الوطني.. قضية في غير محلها بل لا أري لها معني.. لأن العضوية أو عدمها ليست الفيصل.. والمطلوب أن نبحث في أصل المسألة.. وهي كيف نجعل شيخ الأزهر مستقلاً فعلاً وليس قولاً.. وغير تابع للسلطة الرسمية.. عبر تفعيل قانون جديد للأزهر.. لا يتبع فيه الإمام الأكبر لرئيس الوزراء.. وأن تكون له هيئته وإدارته المستقلة بعيدًا عن التماس مع سلطات أخري.. وأن يلي في البروتوكول رئيس الدولة مباشرة.. كما أن اختيار شيخ الأزهر بالانتخاب أو بالتعيين من بين أكثر من ثلاث شخصيات اقتراح يستحق الدراسة لأنه يصب في خانة استقلالية الشيخ والمشيخة.. عندما يتم ما سبق يمكننا حينئذ أن نتحدث عن مدي ملاءمة عضوية الشيخ الجليل في الحزب الحاكم أم لا. كان حري بنا أن نترك الشيخ داخل مشيخته بضعة أيام.. ثم نسأله بعدها عن فكره.. والطريقة التي سيدير بها الأزهر.. وهل سينكفئ الأزهر علي نفسه ويتقوقع محليًا - في عهده- كما هو حاله الآن أم أنه سيعيد للأزهر وجهه المشرق؟.. نريد أن نسمع من فضيلة الإمام ما هي خطته لتنقية مناهج الدراسة داخل المعاهد الأزهرية أم أنه سيتركها تلقي الكثير من الغث في عقول خريجي الأزهر.. مما يجعلنا نعود إلي الوراء.. ثم عليه أن يحدد خطته بتوقيتات محددة حتي يمكننا متابعتها وسؤاله عنها فيما بعد. وهل سيدخل الشيخ الجديد بأزهره إلي مناطق الجدل الديني التي ستسحبه إلي معارك إعلامية.. مما سيؤثر في صورة الأزهر ومكانة شيخه الجليل.. مثلما تكرر مع الإمام الراحل طنطاوي في قضايا مثل النقاب أو السلام علي الرئيس الإسرائيلي؟!.. خاصة أن أسئلة وسائل الإعلام لشيخ الأزهر كانت نمطية.. مثل ما رأيه في التطبيع وهل سيترك الحزب الوطني أم لا.. ظني بوجود قضايا أكبر يستحق سؤال الإمام عنها مثل التقريب بين الشيعة والسنة.. الانفتاح علي الآخر.. تغيير الصورة الذهنية عن الإسلام عالميًا.. مولانا الإمام لا يضيرني عضويتك بالحزب الوطني.. أو رأيك في قضايا التطبيع بل يهمنا حتي نحدد موقفنا منكم.. أن تجيب علينا وتقدم لنا رؤيتك الشاملة في تطوير الأزهر وعودته إلي مكانته التي تليق به.. جامعًا وجامعة.. وأظنك قادرًا، والمؤكد أن الأزهر يستحق.. ساعتها يمكن مناقشة مسألة عضويتك في الحزب الوطني.. في انتظار خطتك يامولانا.