لا أعرف -ولا يعرف غيرى- كيف يواجه محمد مرسى مستقبليه فى زياراته الخارجية بعد ما يحدث فى مصر الآن؟! كيف سافر محمد مرسى إلى ألمانيا.. وهناك ثورة ضده وضد جماعته فى مصر؟
.. ثورة على سياسات الإخوان التى تريد أن تكون مصر عزبة خاصة لهم.
.. ثورة ضد الدستور المشبوه الذى فرضه محمد مرسى وجماعته بالإكراه على الناس.
.. ثورة ضد اعتدائه على السلطة القضائية وجعلها سلطة تابعة لجماعة الإخوان.
.. ثورة ضد النائب العام الملاكى الذى أتى به محمد مرسى وجماعته.
.. ثورة ضد سياسات مرسى الاقتصادية التى تزيد من أزمة البلاد.
.. ثورة ضد حكومة قنديل الفاشلة.
.. ثورة ضد عودة الشرطة على يد الإخوان للقهر.. وضرب المتظاهرين وقتلهم.
.. ثورة ضد الفشل «العظيم» الذى يحقّقه محمد مرسى فى جميع المجالات.
.. ثورة ضد مَن سرقوا ثورة 25 يناير.. واعتبروها ثورتهم.. وغيرهم من الفلول رغم فلولية الإخوان، وأنهم مَن سعوا إلى النظام السابق، وحاولوا أن يحصلوا على أى اعتراف.. ولم يكن لديهم أى مانع تأييد النظام السابق حتى فى مشروع توريثه طالما سيعترف بهم.
لقد خرجت الناس فى أغلب محافظات مصر ضد السلطة الجديدة.. وذهبت إلى ما يمكن أن نطلق عليه رمز النظام الجديد للاحتجاج أمامه.. لكن شرطة الإخوان وبأوامر قيادات الجماعة أطلقت القنابل والخرطوش والرصاص الحى.. ليسقط شهداء جدد فى الميادين وأرواحهم فى رقبة محمد مرسى ووزير داخليته الذى حوّل الشرطة فى خدمة الإخوان.. وضد الشعب.
.. ولم يقابل محمد مرسى وجماعته هذا الاحتجاج بالعقل ومراجعة مواقفهم.. ولكنهم ظلوا على غرورهم.. وكأنهم لم يتعلّموا مما جرى فى ال18 يومًا الأولى فى ثورة 25 يناير عندما أصر الشعب على ثورته وعلى إسقاط مبارك.. وكان وقتها الإخوان على استعداد للتخاذل وترك الثوار فى الميادين.. فى مقابل اعتراف النظام السابق بهم.. وهرولوا إلى عمر سليمان للتحاور معه.. «وبالمناسبة محمد مرسى كان فى وفد الإخوان الذى هرول إلى الحوار مع النظام السابق».
..فالناس فى ثورة، وخرجت بعد عامين على ثورتهم «المسروقة» من أجل تأكيد ثورتهم.. وتأكيد أهدافها التى تم إهدارها بنظام جديد يسعى إلى مصلحته وتمكين الجماعة من جميع مؤسسات الدولة.. وإقصاء القوى الحيوية فى المجتمع.
خرج الناس فى ثورتهم مرة أخرى من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
لكن للأسف لم يدرك محمد مرسى ذلك، ولا جماعته.
.. وبعد أن يسيروا فى طريقهم ولا ينظرون إلى الآخرين وعند الأزمات يدعون إلى حوار وطنى وهو فى الحقيقة «حَوَل وطنى» بمشاركة أهل وعشيرة مرسى وجماعته وليس بالقوى الفاعلة والحيوية.
.. ولم يكتفِ مرسى بذلك الهراء الذى يعتمده فى حكمه أو قل تنفيذ قرارات الجماعة باعتباره مندوبًا فى الرئاسة.. فإذا به يفاجئ الجميع بالعودة إلى الطوارئ حتى ولو كانت أيامًا معدودة.. فضلًا عما يفعله وزير عدله الذى يسعى إلى إقرار قانون لمصادرة المظاهرات وكأنه -وجماعته- مرة أخرى لم يتعلّموا من درس مبارك الذى حكم بالطوارئ لمدة 30 عامًا، ومع هذا خرجت المظاهرات ضده حتى تم إسقاطه، وقد قابل أهالى مدن القناة الطوارئ وحظر التجوال بالسخرية من مرسى وقراراته.. ونزلوا فى وقت الحظر بتحدٍ لإسقاط مرسى وقراراته.
فكيف يلتقى مرسى بمستقبليه وهو محمّل بكل هذا الفشل؟!
.. بالطبع لم يستطع مرسى أن يقنع الألمان بالكلام الذى لم يستطع أن يضحك به على المصريين.. بأن يبنى المؤسسات ودولة القانون.. فالواقع يقول إنه يهدمها.