تبادل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو قام بتصويره أحد مواطنى السويس من شرفة منزله يكشف إصابة ضباط الأمن الأمركزى بحالة هياج شديدة قاموا على إثرها بتحطيم سيارات المواطنين بأحد الشوارع ثم الاشتباك مع بعضهم البعض.
حيث كشف الفيديو عن قيام قوات الأمن المركزى بمهاجمة سيارات المواطنين وتحطيمها بالعصيان التى يحملونها، وفى إحدى اللقطات يشتبك بعض الجنود مع بعضهم البعض، مرجحين أن يكون ذلك هو سبب نزول الجيش للسويس. وأرجع نشطاء تلك الحالة إلى الإرهاق الشديد الذى تعرض له الجنود على مدى اليومين الماضيين، وبخاصة أمس الجمعة خلال الاشتباكات بمدينة السويس فى ذكرى الثورة، بالإضافة إلى مانتج عن ضغط عصبي على إثر مشاهدتهم لإصابة زميل لهم ووفاته. استنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعى ما حدث من الجنود، بخاصة بعد ما نقله شهود عيان ونشطاء من السويس عبر تغريداتهم على موقع "تويتر" بما يفيد أن جنود الأمن المركزى أصيبوا بحالة من الهياج الشديد بعد مقتل زميل لهم، وقاموا بإطلاق الرصاص الحى عشوائيا على المتظاهرين، مما تسبب فى إصابة العشرات من بينهم أطفال، مما دفع المسئولين للاستعانة بالجيش لتأمين المدينة والتدخل بعد أن فقد الضباط السيطرة على الجنود. حيث قال الناشط السويسي منعم غريب، عضو حزب التيار المصرى واصفا ما حدث فى تغريدات له عبر حسابه الشخصي على تويتر "أول ما لقينا العساكر طلعت فوق المبانى بتاعة المحافظة قولنا بس شويه وهيضربوا حى، اتضرب عليهم خرطوشين واتولع تحتهم عشان ينزلوا، مانزلوش، بس حدف الطوب قل شويه، بس كانوا رجعونا مسافة كبيرة، شوية لقينا النور فى الشوارع طفى، قولنا بس كدة خلاص، ولسه بنجرى ورا بعض لقينا الحى اتضرب، العساكر كانت مستلمه أسلحه حى من بدرى، وكانوا بيهوشوا بيه، ولما جه الوقت استخدموه بغباء، وتكسير وتوليع فى ممتلكات الافراد، ولما كانوا بيقدموا علينا كانوا بيشتموا فى السويس وهما بيولعوا فى العربيات، وفى ست وبنتها كانتا بيصوتوا من عمارة ضربوا عليهم نار.. الغل من السويس واضح". تابع غريب قائلا "الناس كلها كانت بتقول إنهم المرة دى مستغبيين ومزودينها أوى والرصاص الحى مع العساكر ده كان قمة العبط وكانوا قاصدين، وقاعة الأفراح اللى دخلوها كسروها، أى حد من الداخلية هيقول احنا فقدنا السيطرة على العساكر يبقى كداب، وهما اللى محركين العساكر ومسلمينهم السلاح، حتى المستشفى العام العساكر مارحموهاش وضربوا عليها برده، العساكر كسرت حاجات بعيدة جدا عن الاشتباكات وكمان فى اتجاه عكس الاتجاه اللى كانت فيه الاشتباكات أصلا". واختتم عضو التيار المصرى تغريداته قائلا: "ويظل السؤال الأبدى لحد امتى السويس هتقعد تدفع وتحاسب وماتاخدش حاجة بعد كده! احنا لو محافظة كفار مش هيحصل فينا كدة، وبرغم كل ده أجمل لقطة فى يوم النهارده الأعداد الكبيرة فى الاشتباكات والأجمل منها اللى كانت فى المستشفى من اللى بيتبرع وبيساعد". فيما قال الناشط أحمد منعم فى شهادته عما حدث "العساكر النهاردة كانت عامله زي الطور الهايج كانوا بيجروا ورانا ب"الحي"، وبيكسروا كل العربيات والمحلات اللي بيقابلوها، وضربوا حي في ناحيتنا عادي كده، وفى واحد شاهد من عمارة نزل وقال: إن العساكر هما اللي كسروا العربيات وولعوا في اتنين، الدور التاني بتاع العمليات في المستشفى العام كان بالدور يعني واحد يشيلوله الرصاصة يخش اللي بعده، وأنا هناك كان فيه 55 حالة رصاص حي وفى طفل عنده 12 سنة مات جنبنا". واختتم منعم تغريداته قائلا: "الشعب كله النهارده كان في المستشفي بيساعد ما بين اللي بيشيل واللي بيساعد بتاع بنك الدم واللي بيتبرع بالدم، لكن يا خوفي حق الشهداء دول يروح زي بتوع أحداث مديرية الأمن بعد ماتش بورسعيد، السبع شهداء اللي محدش فاكرهم غير اللي ماتوا جنبهم.. الدم المصري رخيص والدم السويسي أرخص". وقد أثارت شهادت غريب ومنعم وغيرهم من نشطاء السويس موجة من الجدل والغضب على مواقع التواصل التى أدان روادها ماحدث من جنود الأمن المركزى، معتبرين تلك نية مبيتة من الداخلية لقتل وقمع المتظاهرين. ورفض بعضهم التماس العذر لجنود الأمن المركزى على هذا السلوك، متسائلين باستنكار إذا كان هذا هو رد فعل غاضب من الجنود لمقتل زميلهم فلماذا لا يتم التماس العذر لغضب أى متظاهر سلمى يتم الاعتداء عليه أو يتم قتل متظاهر مثله بجواره وغضب أى متظاهر، على حد قولهم. فيما أبدى البعض تعاطفا مع الجنود والضغوط التى وقعوا تحتها ليخرج سلوكهم عن السيطرة، منتقدين سياسة الداخلية والرئيس مرسي بالدفع بهؤلاء دائما لخطوط المواجهات وعدم تدريبهم نفسيا ومهنيا للتعامل مع المتظاهرين وفض الاحتجاجات السلمية وفقا للمعايير والقوانين الدولية، مما تسبب فى إعادة حالة الاحتقان بين الداخلية والشعب مرة أخرى، وكأن الحال كما هى عليه منذ عهد مبارك، حسبما قالوا.