يأبى عام 2012 أن يودعنا إلا ويتركنا مع الزيف والكذب الذى تمارسه سلطة محمد مرسى وجماعته الذين يتلبسون ثياب ثورة 25 يناير.. وهى منهم براء.. فقبل يوم من نهاية العام واستقبال عام جديد يرتفع سعر الدولار بشكل جنونى ويتراجع سعر الجنيه أمامه بطريقة لم تحدث من قبل، وأصبحت كل الطرق والحيل التى كانت تمارس قبل ذلك لم تعد تنفع أو تصيب، وما يتبع ذلك من زيادة أسعار السلع.. فأغلب السلع تعتمد على الدولار، لأننا ما زلنا دولة مستورة، وحتى مستلزمات الإنتاج نستوردها.. وأصبح هناك قلق كبير لدى الجميع، خصوصا مع النية المسبقة لمرسى وحكومته وجماعته فرض رسوم وضرائب جديدة دون أى خطة أو وجهة نظر أو شفافية مع الناس.. لكن مرسى لا يهمه أى شىء من ذلك، فيخرج ليقول ومن دون أى دراسة أو فكر «تراجع الجنيه لا يقلقنا ولا يخيفنا» وهو الذى وقف أمام مجلس شورى صهره أحمد فهمى قبل يومين «السبت الماضى» فى خطبة وعظ جديدة يرسم صورة وردية دون أى دليل.. ويتهم معارضيه بأنهم «المفلسون».. وفور انتهاء خطابه يخرج البنك المركزى ببيان عكْس ما قاله.. ليؤكد حدوث أزمة كبيرة فى الواقع الاقتصادى «الحرج»! مع غياب الشفافية، الذى يتعامل به مرسى وجماعته مع الناس الآن.
وبدأ عام 2012 وكأن الثورة لم تقم ضد نظام استبدادى.. فجاؤوا هم باستبدادهم وبتنظيمهم السرى لحكم البلاد! ووضعوا دستورا على مقاسهم ويطلقون عليه دستور الثورة والثورة براء منهم ومن دستورهم، وقد وضعوه لخدمة مصالحهم وحلفائهم للسيطرة.. وأتوا بنائب عام خاص وملاكى لمحمد مرسى.. كيف يسير على التعليمات.. ولم يراعوا اعتراض أعضاء النيابة على التعدى على النيابة العامة والقضاء.. وأجروا استفتاء ومارسوا فيه كل الانتهاكات التى لم يكن يستطيع أى نظام استبدادى مثل نظام مبارك أن يجرؤ على فعله من تزوير وتسويد البطاقات ومنع المعارضين والمسيحيين من التصويت.. لدرجة أن يتم قطع الكهرباء عن بعض اللجان فى محافظة معروفة بتصويتها ضد دستورهم الإخوانى، ولاستغلال الأجواء لمزيد من التزوير..
أطلقوا أنصارهم أمام المحكمة الدستورية لإغلاقها ومنع قضاتها من الدخول لنظر قضايا كان من الممكن أن يتغير بها مسار التشريع، خصوصا بعد إعلان مرسى الدستورى الاستبدادى «الذى صدر فى 21 نوفمبر الماضى».. وحتى لا يتم حل مجلس شورى صهر محمد مرسى، وهو الذى جرى انتخابه بأقل من 7٪ وبقانون غير دستورى، وذلك حتى يتم إقرار دستورهم ولإعادة تشكيل المحكمة الدستورية بعد تفصيلها لاستبعاد أحد أعضاء المحكمة.. وتحول «شورى» أحمد فهمى، صهر محمد مرسى، بقدرة دستورهم المشبوه إلى التشريع وبعد تعيين 90 عضوا من الموالين.. وحتى لا يصرخ عصام العريان.. ويسأل أين البرلمان.. أين البرلمان؟!
فهل يُعقل أن يكون مجلس باطل يصدر تشريعات لمرحلة ما بعد الثورة؟! وهل يعقل أن يكون مجلس ثلثه بالتعيين.. هو صاحب تشريعات ما بعد ثورة؟ هكذا يفعل الإخوان.. ويكذبون.. ويمررون ما يريدونه عبر مندوبهم فى قصر الرئاسة ثم يدعون إلى حوار بعد ذلك للتوافق والخروج من الأزمة وهم أصحاب الأزمة.. لقد قسم الإخوان ومندوبهم محمد مرسى الشعب ويُخرجون منه الآن أسوأ ما فيهم، بعد أن جمعتهم الثورة وأطلقت أحسن ما فيهم.. ليبهروا العالم خلال أيام الثورة ضد مبارك ونظامه واستبداده..
لقد كشف الثوار فى بداية العام عن وجه الإخوان عندما انطلق الهتاف الشهير «بيع.. بيع.. الثورة يا بديع».. عندما خرج الثوار من أجل التأكيد على أهداف الثورة التى سقط فيها الشهداء فى حين كان الإخوان يحولون الثورة إلى احتفالات مع العسكر، بعد أن اتفقوا مع الجنرالات لسرقتها. وهو ما كشفت عنه أيام العام الماضى.
لقد كان عاما صعبا بفضل الإخوان وسياستهم ومندوبهم فى قصر الرئاسة محمد مرسى.. ويأتون بعد ذلك ليدعون أن الأمور ستكون وردية بفضل الشعب وتوافقه.. فبعد كل ما يفعلون من تقسيم الشعب واحتقار وتزوير إرادته يريدون من الشعب أيضا أن ينهض ويعمل ويتوافق.
لقد كان عام 2012 عاما صعبا.. والأمور فى عام 2013 لا تبشر حتى الآن بأى خير على يد محمد مرسى وجماعته..