السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...أنا عندي مشكلة بسيطة، ومش عارف إن كان وصفي لها بأنها بسيطة ولا مصيبة. أنا شاب خاطب وعندي 31 سنة، وبحب خطيبتي الحمد لله، وهي كمان بتحبني؛ بس مش ده حبنا اللي وصل لقمته.. أحياناً تحصل بيننا قبلات وأحضان؛ ولكن الحب والشوق زادوا، وبقى لمس لأجزاء من الجسم مع القُبَل برضه. أنا على خلق وباصلّي وباعرف ربنا كويس وأعرف الحلال من الحرام؛ ولكن الشيطان.. وكل مرة بنزعل من بعض وبيحصل بيننا خناق بسبب الحوار ده، وكأنه عقاب ربنا؛ بل هو بالتأكيد عقاب ربنا؛ ولكن برضه مش باقدر أسيطر على نفسي، المفروض إني أنا باجّهز لعش الزوجية وقريباً سنتزوج إن شاء الله. فأنا خايف من عقاب ربنا أكتر بكتير من أي حاجة في الدنيا، وندمان أوي، وهي كمان زعلت مني، ومش عايزة تكلّمني، وبتقول لي إن أنا مش بحبها؛ بس والله أنا مش كده خالص، عايز رد يريحني، وإزاي أنسّيها الزعل ده علشان هي مش عايزة تكلمني تاني. ل.ر
بداية أنت تقول عندي مشكلة بسيطة، ومش عارف هي بسيطة ولا مصيبة.. وأنا أقول لك إجابة على هذا السؤال ما قاله نبينا الهادي الكريم: "لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار".. فمهما كان ما لا يرضي الله صغيراً؛ فمع الإصرار عليه يكون الإصرار ذنباً كبيراً.. فلعل رسالتي وصلت إليك. فيا صديقي.. أنت في مرحلة الشباب وخطيبتك كذلك، والضعف البشري وارد؛ وخاصة أن الشيطان يريد أن يوقعكما في الحرام ليفسد عليكما الحلال؛ فماذا أنت فاعل؟ إن غياب الأهل وعدم ملاحظتهم للمخطوبين في هذه المرحلة يجعل الأمور تصل لما وصفته.. فأنت غفّلت أهلها وغلب عليك ضعفك، وأدركت ضعفها لتسرق القبلات والأحضان.. ثم لم يكتفِ شيطان النفس بهذا؛ فبدأت تدخل في مرحلة أخرى وصفتها بأنك تلمس أجزاء من الجسم!! طبعاً لم تذكر الأجزاء حياء من ذكرها؛ فهل تستحي من لمسها بقدر حيائك من ذكرها.. يا أخي الحبيب.. لا ألومك لوم الواعظ الذي لا يرى ما فينا من ضعف؛ بل أنصحك نصيحة الأخ الذي يخشى عليك وعلى ما بقي من علاقتك بهذه الفتاة، التي لولا أنها عفيفة حقاً لما أغضبها ضعفها وضعفك، وما أغضبها فِعلها وفِعلك.. أتدري؟ جاء شاب لرسول الله يطلب منه أن يأذن له بالزنا.. فلما غضب الصحابة بمنطق الحلال والحرام تكلم طبيب القلوب محمد صلى الله عليه وسلم، وقال: "خلوا بيني وبينه".. فانصرف الجمع وبقي المريض مع الطبيب الأعظم؛ فقال له النبي: "أفترضاه لأمك؟ أفترضاه لأختك".. وأخذ يعدد عليه كل من يهمه أمرهم من النساء؛ فلما أقر الشاب أنه لا يرضاه لأي امرأة من أهله؛ نصحه بالصوم والصبر.. وأنت يا عزيزي تقول بأنك في طريقك للحلال.. وأن باب الحلال مفتوح وقريب جداً.. فلا تغلقه بيديك.. اتصل بها واعتذر لها وعدها، وخذ عهداً على نفسك ألا تلمسها في حرام أبداً.. واصبر حتى يأتي الله بأمره ويجمعكما بيت الزوجية.. ولا تختلِ بها، ولا تحاول أن تستدرجها للحظة تضعف هي فيها أمامك، وتذكّر أن من تعفف عن شيء في حرام ناله في حلال.. استغفر يا أخي الحبيب على ما فعلت، وطهّر نفسك من خيانتك لنفسك ولها ولأهلها الذين وثقوا فيك؛ فأنت الرجل والأمر بيديك أنت؛ فإذا فعلت ذلك سامحك الله وفرح بك أنك نصرت الحق في نفسك على وساوس الشيطان؛ بل وسيعينك على إتمام الأمر في حلال.. يا أخي.. الله طيب.. طيب وعفو وغفور.. فتب واستغفر وأصلح الأمر وصالح خطيبتك واعتذر لها واحمد الله أن وهبك فتاة تعرف الذنب ويؤلمها فعله.. وفقك الله وشرح صدرك وجمع بينك وبينها في حلال.