أنا عندي مشكلة ويا ريت تحلّوها معايا، أنا بنت عندي 17 سنة وخلاص على أبواب الكلية إن شاء الله، اتقدم لي واحد قريبي شاب كويس وأهله ناس طيبين بالرغم من إن كل الناس شايفة إنهم بيحبوا المظاهر أوي، ولو كده والدي هيوافق عليه مع إن العرسان كتير حولي.. مشكلتي بقى إني باخاف جدا من كل الناس، من نظراتهم وكلامهم وحاسة إني خايفة منهم، أنا قعدت مع خطيبي ولقيته متشابه معايا في حاجات كتير، وفي نفس الوقت خايفة تفكيري يتغيّر لما أدخل الكلية، مع إني واثقة إن أنا تفكيري مش سطحي علشان أبص لأي أمر يخصني بشكلية.. بالعكس.. أنا ماقولتش شكله ولبسه أنا قلت أخلاقه وصفاته، يا ريت تقولوا لي أعمل إيه، إزاي أتغلّب على خوفي وخجلي وإزاي أقدر أشده ليّ وأنسيّه خطيبته الأولانية؟ وهو مرتاح لي وأنا كمان مرتاحة له. ويا ريت كمان تقولوا لي هو أنا ممكن أبقى زي أي بنت في تفكيرها ونظرتها لأي شاب لشكله وبس؟ أنا عمري ما باحسبها كده، بالعكس.. هو كويس وفيه مواصفات أي شاب تحلم بيه أي بنت، بس أنا خايفة تيارات الكلية تغيّر مجرى حياتي، وتخليني إنسانة أشوف الحاجة من غير ما أفكر هي في مصلحتي ولا لأ.
a.alex
يا عزيزتي كل ما تمرين به من أفكار وخوف وقلق وتداعي أفكار، أمور طبيعية في سنك ومرحلتك الدراسية والحياتية بشكل عام. وما يضاعفها أنكِ لا تغادرين مرحلة الحياة المدرسية إلى الحياة الجامعية فحسب, بل إنكِ تستعدين لارتباط رسمي تمهيدا لأن تصبحي -بإذن الله- زوجة وأمّا ومسئولة عن بيت وأسرة. كل هذا ولا تريدين أن تقلقي وتخافي؟ ولكني أنبّهك لأمر مهم، من الطبيعي أن نهتم بنظرة الآخرين إلينا، لكن علينا في النهاية أن نبقى "نحن"، نحاول أن نحسّن من أنفسنا ونحقق التوازن المطلوب بين ما نريد أن نكون عليه وما يريد مجتمعنا ومحيطنا منا، لكن بشرط أن نكون على طبيعتنا وأن نراعي تقاليد وظروف مجتمعنا ووسطنا، هكذا ببساطة وتلقائية دون إفراط أو تفريط. ولو تحدثنا عن ثقتك بنضج تفكيرك فأنا أتفق معكِ في هذه النقطة، فأنتِ بالفعل نظرتِ في الأساس إلى أخلاق الشاب الذي تقدّم لكِ، ثم بعد ذلك تأتي النظرة الفاحصة لباقي الأمور، وكذلك فكّرتِ جيدا فيما قد يطرأ عليكِ من تغيّرات بسبب الدخول في تيار الحياة الجامعية، وهذا أيضا دليل على التفكير الناضج والنظر البعيد للأمور، إذن فلا داعي للشك في نضجك الاجتماعي. بقيت نقطة.. قلقك من أن تتغير نظرتك للحياة بعد دخولك المرحلة الجامعية وتأثرك بالمحيط الجامعي، هذه مسألة أتفق معكِ بخصوصها، بالفعل يوجد احتمال وارد أن تتأثري بحياتك الجامعية وتصاب أفكارك ببعض التغيرات التي تؤثر بدورها على نظرتك لارتباطك. ولكن الحل بسيط، لماذا العجلة؟ لماذا لا تؤجلين ارتباطك رسميا بهذا الشاب لحين قضائك فترة كافية في الجامعة، ولنقل الترم الأول مثلا، وإلى هذا الحين تقتصر الرابطة على جلسة عائلية يتم فيها إعطاء كلمة مبدئية بالموافقة على ارتباطكما ولكن مع إتاحة الفرصة لكِ للتفكير أكثر في خططك المستقبلية؟ أعتقد أنه حل منطقي ومطلب عادل من قِبَلِك وعلى المتقدم لكِ -أيا كان- احترامه. أعتقد أن في هذا حلا جيدا لمشكلتك -إن كانت ثمة مشكلة أصلا- ومخرجا لكِ من حيرتك، فاتحي إذن فتاكِ في هذا الأمر وأخبريه بمخاوفك بكل صراحة، وصدقيني سيحترم -إن شاء الله- صراحتك وسيقدر احتياجك هذا، ويتجاوب معه. وخلال تلك الفترة، حاولي الاقتراب من والدتك بشكل أكبر لنيل بعض الخبرة حول تلك المرحلة من الحياة، لأن السبب الأساسي لحالة الخوف التي تعيشينها هو دخولك مرحلة لا تعرفين عنها سوى القليل، وبالمعرفة يتكشّف ما نخشاه وندرك أبعاده، مما يساهم في تقليل الخوف حتى ينتهي تماما. توكلي على الله ونفّذي هذا الكلام، وسيوفقك الله تعالى لما فيه الخير.. تحياتي.