السلام عليكم.. مبدأيا أنا ولد عندي 23 سنة، مرتبط بقالي سنة ونص، وبتدور في دماغي بعض التساؤلات، ومش لاقي حد أتكلم معاه غيركم بصراحة. أنا ارتبطت ببنت معايا في الجامعة بقالنا سنة ونص لحد الآن، والبنت بتحبني جدا جدا، أنا لما ارتبطت بيها أنا اللي عرفتها إزاي تحب، وإزاي تقول "بحبك".
هي كانت ليها زمايل في الجامعة مش كتير؛ ولكن معدودين على الإيد.. وطبعا أنا كان ليّ جروب بتاعي، ودخلتها في الجروب بتاعنا أيام ما كنا لسه زمايل في الجامعة، وبعد كده كل واحد راح لحاله بعد التخرج.
وفي الفترة دي كان أكتر من واحد من زمايلي وصاني أقول لها إنه عايز يرتبط بيها، وهي طبعا كانت بترفض نهائي الموضوع ده، وتقول لي: "أنا مش عايزة ارتبط.. والموضوع ده مقفول".
والمشكلة إن أغلب الناس اللي كانوا عايزين يرتبطوا بيها من جيراني، والسؤال هنا.. بعد ما أنا ارتبطت بيها، وإن شاء الله تقريبا الأسرتين عارفين بموضوع الارتباط، وإن شاء الله هنعمل خطوبة رسمي بعد تساهيل ربنا.. هل حكاية إن كل واحد كان بيقول لي إنه عايز يرتبط بيها ده يسيء ليّ؛ رغم إن الكلام ده كان قبل ارتباطي بيها؟ وهل كده هيدور كلام عليّ بعد جوازي بيها، ويقولوا إني كنت باحاول أخليها ترتبط بحد من زمايلي؟ دي كانت أول نقطة. وأنا آسف على الإطالة.
تاني حاجة دلوقتي بعد ارتباطي بيها سنة ونص كاملة والأسرتين عارفين والبنت بتحبني لدرجة كبيرة جدا وبتقف جنبي في حاجات كتير جدا وبتساندني، وبتعمل كل حاجة علشاني، واللي باقوله ليها بتعمله، وبتحكي لي على كل حاجة من الصغيرة للكبيرة مش بتكدب عليّ.
أنا عارف إنك هتنتقدني بس أنا مريت بتجربة قبل كده كانت مؤلمة في حياتي خايف تتكرر تاني واتخدع.. بس أنا قلت إنها بتحبني وبتخاف عليّ وبتقف جنبي؛ يعني بارد على نفسي.. طيب ما ده اللي أنا حاسه؛ بس خايف ليكون في الموضوع إن أنا مش عارف ومحتار.
سألت أمي إيه رأيك فيها قالت لي: "أنا حاسة إنها طيبة أوي أو هبلة أوي"؛ لأنها بتتكلم بعفوية، بس مشكلة أمي إنها حساسة وعايزة معاملة خاصة؛ لأنها حساسة من أقل حاجة أو كلمة.
أختي قالت لي: "البنت طيبة جدا، واللي في قلبها على لسانها، واللي بتحسه بتقوله، وبتتكلم بمنتهى العفوية"، أنا مش عارف هل يا ترى أسمع كلام أمي لأنها أكيد عايزة الأنسب ليّ؟ ولا لأنها حساسة، وكانت عايزة تجوزني بنت ذات منصب وحسب لأني أعمل بالنيابة العامة؟؟
مع العلم إن أهل البنت اللي أنا مرتبط بيها ناس كويسين جدا، ومرتاحين ماديا، ووالدها يعمل بمكان مرموق.
أنا تركت لك حرية الإجابة، ويا ريت نبقى أصحاب ونتكلم سوا؛ لأني لسه عندي كلام كتير جدا وعايز أكمله.. والسلام ختام وعفوا على الإطالة.
Killer.man
مرحبا بك صديق "بص وطل"، ولا تعتذر أبدا فأنت لم تطل علينا، وإنما أطلت وأثقلت على نفسك بأفكار وأوهام لا أساس لها من الصحة.
هل تعلم أين تقع المشكلة الحقيقية في معظم مواضيع الارتباط والزواج؟
المشكلة في أن كثير من الأولاد والبنات لا يقدرون مسئولية الكلمة، ولا يعرفون قيمة ما أحله الله لنا، وضرر ما حرمه الله علينا.
فحينما منعنا الله من الدخول في علاقة ارتباط بآخرين ما دامت نية الزواج وأساسياته وشروطه من تكافؤ وثقة ليست متوافرة، ومنعنا من التحدث واللهو بالكلام دون داعٍ؛ كان من الأهداف الأساسية تفادي ما يحدث بعد هذا من مشكلات؛ خاصة كما حدث معك حينما تصورت أن هذه الفتاة يمكن أن تكون كاذبة أو مخادعة كالسابقة.
ونسيت حديثك عنها وعن أدبها وأخلاقها وحسن تعاملها مع زملائها؛ بل وأنك أول من علمها معنى وقيمة الحب والمشاعر الجميلة المرتبطة بالنية الصادقة في تكوين منزل وأسرة سعيدة بإذن الله تعالى.
استوقفتني وبشدة جملتك "الأسرتين عارفين بموضوع الارتباط وإن شاء الله هنعمل خطوبة رسمي بعد تساهيل ربنا".. لماذا هذا التأخير؟؟! فهي خطوبة وليست زواج، والأهل على علم بالموضوع وراضيين، إذن تساهيل بالنسبة لأي شيء؟!!
أما بالنسبة لأصدقائك ووجهة نظرهم في ارتباطك بالفتاة التي اختارتك واخترتها؛ فليس له أي أساس، فكم من فتاة تقدم لها كثيرون ثم تزوجت بأحد أقاربها، أو تقدم لها قريب وتزوجت بقريب آخر، فالزواج في البداية والنهاية قسمة ونصيب.
ذكرت أن سنك 23 سنة، وأشعر أنك في مرحلة عمرية لا تزال قراراتك فيها غير ناضجة، أو لنقل أن صورة الفتاة التي تريد مشاركتها حياتك لا تزال غير واضحة أمامك، وهذا ما يجعلك تختلق مشكلات أو أشياء تضايقك من هذه الفتاة بشكل غير مقصود.
ما ذنب الفتاة التي وثقت فيك، وصارحتك بحبها، وعرفتك على أهلها، وفضلتك واختارتك من بين الجميع.
مع احترامي الشديد لوالدتك وتقديري لها؛ لكني أحتج وبشدة على تكرارك لعبارة: "إنها طيبة أوي أو هبلة أوي"، قد تكون والدتك بالغت في وصف طيبة الفتاة وتلقائيتها.
ولكني لست مع من يشبهون الطيبة بالهبل؛ فكلما كان الإنسان على خلق، ويمتلك قلبا كبيرا، ويشعر بالمسئولية تجاه الله عز وجل وتجاه نفسه وأسرته ومن يحب، كان شخصا ذو كرامة وعزة نفس، وحساسية، واحترام لذاته وللآخرين؛ ولكن اتقي شر الحليم إذا غضب.
لا تتصور أن هذا الحمل الوديع الذي وقف بجانبك في أشد المواقف سيظل هكذا إذا فقد ثقته في من أحب ووثق فيه.
نعم أنت وكيل نيابة -حفظك الله- وتستحق أفضل البنات؛ ولكن ليس لمنصبك أو لأنك من أسرة كبيرة ومستواك المادي مرتفع؛ ولكنك تستحقها لقربك من الله، وابتغاء رضاه في كل كبيرة وصغيرة، بحسن أخلاقك، ومراعاتك لمشاعر الآخرين، وتحملك للمسئولية تجاه كل من حولك حتى في الكلمة.
لا أكذبك القول.. أشعر أن مشاعرك تنتابها بعض الحيرة والتذبذب تجاه الفتاة دون ذنب لها، وهذا ناتج عن صغر سنك، وعدم اكتمال شخصيتك؛ بدليل خوفك من كلام الناس، وأنت لم تخطئ في حق أي إنسان أنت والفتاة.
نصيحتي لك أخي أن تستخير الله عز وجل، وتتقرب منه قدر المستطاع، وتكون أكثر صدقا مع نفسك، وإذا قررت إتمام الارتباط بهذه الفتاة الخلوقة؛ فيجب أن تتم الخطبة في أسرع وقت، ولا دعٍ لجعل السنة ونصف سنتين.
ولا تهتم أبدا بكلام الناس، وتذكر حكاية جحا وابنه والحمار؛ حينما لم يركبا الحمار فسخر منهما الناس، فاهتم بكلامهم وركب الحمار؛ فقال الناس ما هذا الرجل قاسي القلب يركب الحمار ويترك ابنه يسير.. فحينما جعل الابن يركب ومشي هو، اتهم الناس الابن بالدلال وقلة الأدب؛ كيف يركب ووالده يسير على قدميه.. فركب جحا وابنه على الحمار فقال الناس ما هذه القسوة؛ يركب الاثنان على ظهر الحمار المسكين.. فحمل جحا وابنه الحمار فاتهموهما بالجنون.. وفي لحظة عدم إدراك رمى جحا الحمار في النهر.
المغزى من الحكاية أنك لن ترضي الناس مهما فعلت؛ لذا فكل ما عليك هو أن تراعي الله وتتوكل عليه وتفعل ما أنت مقتنع به ويريحك ويسعد قلبك.
دعواتي لك بالتوفيق، والرأي السديد، والقرار الصحيح، وأتمّ الله خطبتكما على خير فأنتما أطيب من بعضكما.