مروة عبد الفضيل أكّدت جانجاه حسني -شقيقة الفنانة الراحلة سعاد حسني- أنها لن تترك حقّ شقيقتها يضيع هدرا مهما مرّت السنوات على وفاتها. جاء ذلك تعقيبا على حفظ التحقيقات في البلاغ الذي تقدّمت به جانجاه، والذي اتهمت فيه كلا من صفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق ورئيس مجلس الشورى المنحل، وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، ونادية يسري صديقة سعاد، والنقيب رأفت بدران من أفراد التنظيم السياسي السري بوزارة الداخلية، بالتآمر لمقتل السندريلا. وقالت جانجاه، في تصريح خاص ل"بص وطل": "إذا فشل القانون في أن يُريح شقيقتي سعاد في تربتها؛ فليس أمامي سوى الفضائح، ولكني سأقوم بتأجيل هذه الخطوة إلى أن أطعن على قرار الحفظ". وأضافت جانجاه: "القانون بقراره هذا أشعل النار في جسدي وجسد شقيقتي؛ لأن القرار ظالم وينقصه الكثير". وتساءلت جانجاه: "كيف كان القاضي مقتنعا بالشهود الذين سمعهم وبكل الأدلة التي تقدّمت بها، وفي الوقت نفسه يأمر بحفظ التحقيقات؟". وأوضحت جانجاه أن هناك شيئا ما يدور في الكواليس، لافتة النظر إلى أن هناك عناصر خارجية لها يد في التعتيم على مقتل سعاد، لكنه شيء ليس غريبا؛ خصوصا أن قضية مقتل رجل الأعمال أشرف مروان أيضا تمّ التعتيم عليها، والقاسم المشترك بين أشرف وسعاد أن الاثنين تمّ قتلهما في لندن، وهذا إن دلّ على شيء؛ فإنه يدلّ على أن لندن متواطئة مع مصر في التعتيم على مثل هذه القضايا التي لها علاقة بالنظام السابق الذي ما زال حتى الآن يحكمنا رغم تواجد بعضهم خلف القضبان، مؤكّدة أن مقدرة هؤلاء الأشخاص لا يعوقها أسوار. واختتمت جانجاه حديثها قائلة: "حسبي الله ونعم الوكيل فيمن يريد أن يظلم شقيقتي حتى وهي بين يدي الله، ألا يكفيهم ظلمها في حياتها؟ ولكن أعيد وأكرّر أني لن أصمت ولو على جثتي". وكان قاضي التحقيق قد استمع لأقوال جانجاه، والتي قرّرت أن الفنانة الراحلة سافرت إلى إنجلترا في غضون شهر يوليو 1997 للعلاج على نفقة الدولة من مرض أصابها بالعمود الفقري، واستمرّ ذلك لمدة 9 أشهر، وبعدها صدر قرار رئيس الوزراء بوقف علاجها على نفقة الدولة، وهو ما اضطرّها إلى التفكير في كتابة مذكراتها عن مشوار حياتها وبيعها للإنفاق منها على علاجها، وكانت مذكراتها تتناول عددا من الشخصيات التي تحتلّ مواقع للسلطة في مصر؛ من بينهم صفوت الشريف الذي تولّى تجنيدها ضمن فنانات أخريات للقيام بأعمال منافية للآداب بزعم الحصول على معلومات تتعلّق بالأمن الوطني للبلاد. وبحسب مزاعم شقيقة السندريلا ما إن عَلِم الشريف بتلك المذكرات حتى اتفق مع حبيب العادلي ونادية يسري ورأفت بدران على قتل الفنانة خارج البلاد لمنعها مِن نشر مذكراتها، والحصول على الأشرطة المسجّلة بصوتها، والتي تروي فيها مشوار حياتها. واستندت جانجاه فيما قرّرته إلى صور ضوئية لمستندات منسوب صدورها لِمَا يسمّى ب"التنظيم السياسي السري" بوزارة الداخلية، وتتضمّن تلك الوثائق خطة تصفية سعاد حسني عن طريق إلقائها مِن شُرفة سكنها في لندن، وهو ما يظهر أن الحادثة انتحار؛ بسبب الحالة النفسية للراحلة نتيجة مرضها.