زعمت مصادر موقع ديبكا الإخباري العبري -قريب الصلة من الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية- أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر أوامره بسحب معظم القوات السورية المتمركزة في هضبة الجولان، قبالة الحدود السورية الإسرائيلية إلى دمشق، وبناء على ذلك تم سحب اللواء "ميكانيكا" الخامس من جميع قواعده قبالة هضبة الجولان المحتلة، من قِبل إسرائيل، بالإضافة إلى إخلاء مواقع المدفعية السورية التي كانت في المكان، ويدّعي الموقع الإسرائيلي أن هذه الخطوة من قِبل الأسد تحمل ثلاثة أهداف استراتيجية مؤثرة، هي: 1. دعم وتعزيز القوات العسكرية السورية النظامية التي تدافع عن العاصمة دمشق. 2. سينتج عن إخلاء جميع القوات النظامية السورية من هضبة الجولان خلق منطقة عازلة على طول الحدود السورية الإسرائيلية، وحينها ستصبح هذه المنطقة تحت سيطرة الثوار السوريين. 3. نتيجة لأن غالبية المجموعات المسلّحة التابعة للثوار السوريين في هذه المنطقة تنتمي إلى الجماعات الإسلامية المتشددة -بحسب موقع ديبكا- فإن الأسد يكون بهذه الخطوة مكّن تلك الجماعات من الوصول إلى الجدار الحدودي الفاصل بين سوريا وإسرائيل، وبناء على ذلك يرى كبار قادة الجيش الإسرائيلي بالمنطقة الشمالية العسكرية، أنه في غضون وقت قصير ستبدأ محاولات اختراق الجدار الحدودي، وضرب أهداف تابعة للجيش الإسرائيلي على طول الحدود المشتركة. ويقول الموقع الإسرائيلي إن هذه الخطوة هي خطوة ممنهجة من قِبل الأسد، الذي نفّذ خطة شبيهة لها خلال النصف الثاني من العام الماضي على طول الحدود السورية التركية، حيث سمح الأسد حينها للجماعات الكردية الانفصالية المسلّحة PKK بالدخول من العراق إلى المناطق الكردية التركية، والتمركز بطول الحدود السورية – التركية، وفي غضون وقت زادت هجمات الPKK على الأهداف العسكرية في جنوب تركيا، حيث كان المتمردين الأكراد ينفّذون هجماتهم تلك ثم يعودون للتحصن في قواعدهم الجديدة بسوريا، إلا أن تركيا ردّت على ذلك بالدخول في مفاوضات بين أنقرة والPKK، الأمر الذي أدى حاليا إلى وقف تلك الهجمات، لكنه لم يقضِ عليها بشكل كامل. وهنا تشير المصادر العسكرية لموقع ديبكا إلى أن هذا الخيار لن يكون متاحا لإسرائيل في حال نشوب سيناريو متكرر ضدها، وذلك لأن غالبية الجماعات المسلّحة في سوريا تابعة لتنظيم القاعدة، بحسب المصادر الإسرائيلية.