أكد الدكتور محمد بديع -المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- أن الرئيس محمد مرسي هو الرئيس الفعلي لمصر، مشددا على أنه لا يقبل أن يتدخل في عمل أحد أو حتى التوسط عنده لأحد، وهذا هو تعليم الإسلام وتربية مدرسة الإخوان، على حد قوله. وأضاف بديع في حواره مع جريدة الشرق الأوسط اللندنية اليوم (السبت) أن هذا كلام لا يستحق الرد، وهو صادر عن نفوس مريضة عز عليها أن تتحرر إرادة الشعوب، وأوضح أنه قد قابل الرئيس مرتين فقط منذ توليه السلطة.. مرة مع بعض القيادات الإسلامية لتهنئته بعد تسلمه السلطة، ومرة أخرى مع كل أطياف المجتمع في حفل إفطار شيخ الأزهر. وأردف: "هو الآن رئيس كل مصر، وكلنا وراءه في قراراته، ولعلكم تتابعون مدى التأييد الشعبي لقراراته الموفقة التي صدرت في الآونة الأخيرة، والتي تؤكد مدى تواصل الرئيس مع المواطنين وشعوره بقضاياهم ومشكلاتهم وسعيه الحثيث لحلها ولتأسيس الدولة الحديثة التي ننشدها جميعا". وعن تصريحات مرسي الأخيرة في إيران وانعكاس ذلك على الشارع العربي قال بديع: "في الحقيقية إن تصريحات فخامة الرئيس كانت معبرة عن رأي جموع الشعب العربي، لأنه منهم وليس غريبا عنهم، وهذه المرة الأولى التي نشعر فيها بأن هناك رئيسا يتفاعل مع قضايا أمته بهذه الشفافية والوضوح والحسم الذي وفقه الله إليه". وأتبع: "في الحقيقة أنا لم أتفاجأ، لأن معرفتي بفخامة الرئيس تجعلني على ثقة تامة فيه وفي قدراته التي لم يظهر منها إلى الآن إلا القليل، وبإذن الله ينفع الله به وبعلمه وبإمكاناته بلده وأمته". وذهب بديع في سرد السمات الشخصية للدكتور محمد مرسي خصوصا مع بداية معرفته به، حيث إنهما عملا معا في جامعة الزقازيق منذ ثلاثين عاما، مشيرا إلى أنه رجل رباني متواضع وحكيم وقوي الشخصية، وعالم بارز وسياسي محنك ومحب لوطنه وأمته. وعن تأثير وصول الرئيس مرسي إلى حكم مصر في اتساع رقعة التنظيم العالمي للإخوان في الغرب قال بديع: "فخامة الرئيس استقال من جميع مناصبه القيادية في الجماعة والحزب، فجماعة الإخوان قائمة ومنتشرة في معظم أنحاء العالم، تُقدم الخير والنفع للمواطنين منذ عشرات السنين من قبل الثورات وبعدها، وقد تربوا جميعا رجالا ونساء على القيم والفضائل وعلى خدمة المجتمعات التي يوجدون فيها حتى ولو في بلاد غير إسلامية، ملتزمين بدساتيرها وقوانينها، فما بالكم بالبلاد العربية والإسلامية؟! وذلك لأن خير الناس أنفعهم للناس -كل الناس- وقد أمرنا الله أن نتعاون على البر والتقوى فقط ولا نتعاون أبدا على الإثم والعدوان". وعن علاقة الجماعة بالأقباط في مصر علّق بديع: "هم إخواننا في الوطن؛ لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وعلاقتنا بهم ممتازة على عدة مستويات سواء رسمية أو شعبية، وقد نجح على قوائم حزب الحرية والعدالة العديد منهم، وهناك أيضا العديد منهم في القيادات العليا في الحزب". وتابع: "نحن نؤثر العمل والإنتاج في علاقتنا بهم على الدعاية والإعلام، وقد تواصلت شخصيا بالزيارات الودية وليست الدعائية مع البابا شنودة قبيل رحيله، وكذلك للأنبا باخوميوس بعد تقلده منصبه، وزارني هو أيضا، وكذلك للإخوة الإنجيليين وشباب وفتيات الكنائس، وتبادلنا معهم الزيارات وبناء جسور الثقة والتفاهم لبناء مصر الثورة بعد أن أصبحنا جميعا اتحاد ملاك مصر". الجدير بالذكر أن الدكتور محمد بديع عبد المجيد هو المرشد العام الثامن لجماعة الإخوان المسلمين خلفا للدكتور محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق، في سابقة هي الأولى على مر تاريخ الجماعة في مصر باختيار مرشد عام للجماعة بالانتخاب في ظل وجود مرشد عام على قيد الحياة، وليصبح محمد مهدي عاكف صاحب لقب أول مرشد عام سابق للجماعة.