أبدى الكاتب الكبير يوسف القعيد استيائه من التكهنات والتوقعات التي وضعها مرشحي الرئاسة في الفترة السابقة بالفوز، وأن هذه التوقعات لا تحترم المواطن المصري؛ لأن الجميع يتعامل مع هذه التوقعات على أنها النتائج النهائية ؛ وذلك في لقاء خاص لبرنامج "الحياة اليوم" والذي عرض منذ قليل. ويقول القعيد، متسائلا: "ما الذي يمنع المستشار فاروق سلطان أن يظهر ويقول باقي عدد معين من الأيام على إعلان النتائج، وما السبب وراء تركه تلك المساحة للشائعات!!". ويضيف: "لقد أسئنا لفكرة الحصول على النتائج وأصبح كل مرشح يملك نتائجه الخاصة، وتوقعاته بالفوز، وهذا لا يحدث في أي مكان آخر سوى مصر، وحتى في اختيارنا لمرشحينا؛ ففي الجولة الاولى قمنا بانتخاب من نحبهم والثانية انتخبنا من نكرهه أقل من الآخر ". وأتبع: "وضعنا أنفسنا في صورة مخيفة نرغب فيها ان نخرج بأقل الخسائر ،والإعادة ستخرجنا فقط من نفق أن ينجح أحدهما والأخر يقوم بحرق البلد؛ نقول أننا نحترم نتائج اللجنة ولكن أنا رئيس مصر القادم؛ وهذا هو التناقض عينه". وأعرب العقيد عن أسفه بشان صندوق الانتخابات: "صندوق الانتخابات ليس قاعدة في بلد يعاني من الفقر والأمية، استغل المرشحين تلك النقطة واحتياج كثير من الأشخاص للحصول على أصواتهم، وعلى الرغم من أنني لم أعش بالخارج إلا إنني لم أسمع بالرئيس فلاديمير بوتين أو باراك أوباما يعطون المنتخبين زيت وسكر". وفيما يتعلق بالإعلان الدستوري المكمل أوضح يوسف القعيد أن ما أوصلنا لثورة 25 يناير هو السلطة المطلقة، مفسرا: "السلطة المطلقة مفسدة مطلقة وحصول الرئيس السابق على السلطة المطلقة حوله لديكتاتور وهو ما أوصلنا لهذه المرحلة، وأنا مع تحديد سلطات الرئيس القادم". وأضاف: "الإعلان المكمل يعيبه توقيته؛ لأنه بدا كما لو أنه يخطف شيء من الشعب قبل أن يحصل على الحقيقة، ولكن في نفس الوقت علينا أن ننتبه لفكرة أن الرئيس موظفا عند الشعب". وفي الجزء الثاني من الرنامج، وصف يوسف القعيد التدخل الأمريكي وتصريحات هيلاري كلينتون -وزيرة الخارجية الأمريكية- بأنها تدخلات "فجة"، قائلا: " مطالبة هيلاري بتسليم السلطة إلى الفائز فى الانتخابات الرئاسية، وقولها بضرورة تبنى الجيش دورًا آخر، أمرا غير مقبول على الإطلاق، ونحن نعلم جيدا أن أحد المرشحين على اتصال بأمريكا منذ فترة وهذا ليس بخطأ فمن حق الرئيس القادم أن يتحاور مع الجميع حتى ولو كان مع الشيطان". وأضاف: "اتوقع أن تحدث تغييرات في العلاقات مع أمريكا في حال فاز د. محمد مرسي أو الفريق شفيق، ولكن أتوقع أن يكون الضغط الشعبي أقوي في إحداث تغييرا نوعيا في العلاقة مع أمريكا وإسرائيل وإيران، وأخشى أن يحدث التغيير مع حماس في حال فوز الإخوان". والتقط القعيد أطراف الحديث، قائلا: "حدود الوطن من المقدسات، وما سمعناه عن مساجد غزة حينما أعلن الدكتور محمد مرسي فوزه، وأن تصبح غزة وسينا أرض واحدة!! ولكن يجب أن يعلم الرئيس القادم أن حدود مصر أمان والمحافظة عليها أمر واجب". وختم الكاتب الكبير يوسف القعيد حديثه قائلا: "أرغب في أن يدرك الشعب أمرا وهو أن الأربع سنوات ليست فترة حاكم سيحكم مصر؛ وإنما هي فترة سيكون فيها موظفا لديهم يقوم على مصالحهم، وأتمنى ألا يكون فوز أحد المرشحين تصفية حساب ضد الآخر؛ لأن هذه البلد تستحق التضحية والتنازل من أجلها".