أنا أولا باشكر "بص وطل" لأنه دايما بيحلّ كل مشكلاتي أنا نفسيا تعبانة جدا عندي مشكلة إن أنا جوازي الشهر اللي جاي، وخطيبي حاسة أنه اتغير معايا وبقى مش طايق كلمة مني ولا حتى بيكلمني ولا بياخد رأيي في أي حاجة. على الرغم من إننا كل حاجة كنا بنختارها مع بعض، ولما باسأله ما لك؟ بيتنرفز عليّ، ومش بيسأل عليّ زي ما كان بيعمل الأول، ولا بيفكّر يكلّمني في التليفون.. وحاسة إننا بنبعد عن بعض في الفترة اللي المفروض إننا نكون قريبين من بعض أكتر وأكتر.. أنا خايفة منه وحاسة إنه داخل في الجد وعايز يغيّر رأيه.
مع العلم إني مخطوبة بقالي 3 سنين، أنا قلقانة وخايفة يكون ده طبعه الحقيقي، أو يكون عايز يغير رأيه.. أنا مش عارفة أعمل إيه أرجو الرد.
s_a_2200
لكِ كل الحق يا عزيزتي أن تقلقي.. فسلوك خطيبك لا يريح ولا علاقة له من قريب أو بعيد بسلوك رجل مُقدم على إتمام زواجه بفتاة يحبها، لا أقول إنه لم يعد يحبك؛ ولكني أعني أن سلوكه بعيد كل البعد عن ذلك المنتظر من أي شاب في مكانه.
أما عن تفسير ذلك السلوك فقد يكون في أمر من ثلاثة: إما أنه مُصاب بحالة توتر نتيجة لبعض الضغوط؛ وهذا يعني أن عليكِ الإلحاح في سؤاله عن سبب تغييره وتحمل ردّ فعله العصبي والمثابرة والتحايل حتى يتكلم، وأن تتناقشا فيما يواجه وتحاولي مساعدته على المرور به، أو أن ما به هو التوتر الطبيعي لشاب مُقدم على تغير مهم في حياته -أعني الزواج- وهذا يتطلب منكِ بعض الجهد؛ لطمأنته وتهدئة عصبيته وإزالة مخاوفه، أو يبقى ذلك الاحتمال الذي ذكرتِه وهو أن تكون تلك هي طبيعته الحقيقية، وهنا لا أجد أمامي سوى أن أنصحك بعدم إتمام تلك الزيجة لو اتضحت لكِ صحة ذلك الظن.
ولو كان بالفعل -كما قلتِ أيضا- قد بدأ يتردّد بشأن زواجه منكِ مع إحساسه بأنكما "دخلتما في الجد" فعليكِ التعامل بحزم ومصارحته بأن عليه حَسم موقفه فورا، وإجابة السؤال التالي بكل صراحة ومباشرة: هل يريد حقا الزواج منكِ؟ أم إن على كل منكما البحث عن نصيبه بعيدا عن الآخر؟ وعليه الإجابة بحسم دون مراوغة أو مداراة، فأنتما لستما بصدد لعبة بسيطة، نحن نتحدث هنا عن زواج، وبالتأكيد عليكِ التفكير في إجابته مرارا، فلو لم تستريحي لها فأنتِ صاحبة الحق الكامل في اتخاذ ما ترينه مناسبا من قرارات.
أما لو عجزتِ تماما عن تفسير تصرفاته تلك أو عن تغييرها فمع الأسف لن يكون أمامكِ سوى فسخ الارتباط؛ لأنكِ لن تقبلي بهذه المعاملة من أي إنسان مهما كنتِ متعلقة به!
ففي كل الأحوال لا يمكن أن ترتبطا برباط جدي كالزواج والحياة تحت سقف واحد وهو يعاملك بالشكل الذي ذكرتِه؛ من تهميش وزجر وإهمال، وتعامل معكِ كأنكِ -عفوا- كَمّ مُهمَل، تلك ليست المودة والرحمة والتواصل الإنساني الراقي المتمثل في العلاقة الزوجية.
ولأن الزواج السليم ليس مجرد اسم، بل فعل وسلوك ونمط حياة؛ فإن أي ارتباط يحمل صفة واسم الزواج ولكن يخلو من مكوناته من توادّ وتراحُم ومشاركة؛ هو زواج مُعتَلّ غير سوي ولا متكافئ، محكوم عليه بالفشل ما لم يُصلِح المقصر -أحد الزوجين أو كلاهما- من شأنه ليعطي زواجه المعنى الحقيقي الذي نزّله الله تعالى من فوق سبع سماوات.
إذن فلتتوكلي على الله وتقولي كل ذلك لخطيبك، ولو تطلب الأمر تأجيل زفافكما.. ولا تخشي ما قد تخشاه الفتاة من قيل وقال مما يكثر عند تأجيل الزفاف أو إلغائه -لا قدّر الله- إذ إن ما عليكِ أن تخشيه حقا هو حياة تعسة مع شخص يسيء معاملتك، وأي شيء آخر يجب أن يكون أهون عليكِ من ذلك.