[ساحة المعركة مهيّأة الآن لنصر تاريخي للتيارات الجديدة ] ساحة المعركة مهيّأة الآن لنصر تاريخي للتيارات الجديدة عبد الرحمن يوسف واجب اللحظة الراهنة هو الحشد وتنظيم الصفوف وخلق الكيانات السياسية التي تستطيع أن تُنافس بشكل حقيقي؛ لأن مَن ينافسنا قدره الهزيمة إلا إذا أخلينا له الساحة، فحينها سيتمدّد في الفراغ، ليس عن جدارة وتمكّن بل بسبب تخاذلنا وتهاونا ويأسنا.
إن الانتخابات البرلمانية القادمة -وما بعدها من انتخابات في المحليات- هي فرصة كبرى للتيارات الشبابية الجديدة التي تعلّمت خلال الشهور الماضية العمل السياسي، ونزلت الساحة في حملات رئاسية وفي أحزاب ناشئة وفي انتخابات الشعب والشورى، كل هذه التجارب من الممكن الاستفادة منها والبناء عليها، من أجل توفير بديل حقيقي لملايين المصريين الذين لا يريدون انتخاب الفلول، ولا يريدون انتخاب الإسلاميين "الفشلة" الذين لم يكونوا على مستوى الثقة التي منحها لهم الناس.
لو تخاذل شباب الثورة عن ملء هذا الفراغ فإني أؤكّد أن فلول الحزب "المنحل" ستملؤه بحكم طبائع الأشياء، ولكن إذا تقدّم شباب الثورة فإن الناس لن تخذلهم.
واجب المرحلة الآن أن يتقدّم أمثال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والأخ الأستاذ حمدين صباحي ليُقدّما كيانات سياسية جديدة، تتحالف هذه الكيانات مع بعض الأحزاب القائمة، ومن الممكن أن تندمج بعض الأحزاب في هذه الكيانات الجديدة، لكي يرى الناس جسدا سياسيا فيه من رموز الوطن ما يبعث على الثقة، ويغري بأن يجربا معهم كيف يمكن أن يحدث التغيير السياسي السلمي.
ومن الواجب على هذه الكيانات أن تتعظ مما حدث للتيار الإسلامي وكيف كان الاستعجال مهلكة، وكيف كان الطمع في السلطة داءً عضالا أدّى إلى انصراف الناس عمن وثقوا فيهم في ظرف شهور قليلة.
لا بد من البدء فورا من أجل تدريب الشباب، واختيار الوجوه التي سيتمّ الدفع بها للانتخابات، ولا بد من البحث عن المموّلين الشرفاء الذين سيُدعّمون هذا المشروع الوطني العظيم "وما أكثر هؤلاء".
ساحة المعركة مهيّأة الآن لنصر تاريخي للتيارات الجديدة خلال الانتخابات البرلمانية القادمة.. ولكن مَن يتقدّم؟