تعليقا على ما ذكرته صحيفة روزاليوسف المصرية قبل عدة أيام، حول توسّل سوزان مبارك زوجة الرئيس المخلوع حسني مبارك لسبعة من رؤساء وقادة وزعماء العالم؛ لإنقاذ زوجها المحبوس على ذمة قضية قتل شهداء الثورة -وغيرهم ممن قتلهم معنويا- كتبت صحيفة يسرائيل هايوم العبرية أنه لا يمكن لأحد إنقاذ مبارك من عقوبة الإعدام المتوقعة بحقه! كتب يوسي بيلين -السياسي الإسرائيلي المعروف- في مقاله بالصحيفة مساء أمس (الإثنين) أنه لا يمكن لأحد من زعماء وقادة ورؤساء العالم إنقاذ الرئيس المخلوع حسني مبارك، بعد أن توسّلت إليهم سوزان زوجته؛ لإنقاذه من حبل المشنقة وابنيها جمال وعلاء، بعد أن توجّهت إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، ومستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل، والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وآخرين؛ في محاولة يائسة لإنقاذ الرئيس المخلوع وابنيه، ومساعدتهم في الخروج من مصر". كتب بيلين أن أهم نتائج الثورة المصرية التي اندلعت في الخامس والعشرين من يناير 2011 كانت دخول مبارك وابنيه ومساعديه وباقي نظام حكمه إلى السجون، فضلا عن تحالف الإخوان المسلمين مع الجيش المصري، وحصول جماعة الإخوان على أعلى الأصوات ونسبة عالية من نتائج انتخابات البرلمان المصري للعام 2012، فهم من يحددون رئيس مصر القادم، مؤكدا: "إنه إذا ما قرر الجيش المصري إنقاذ مبارك ومساعديه وابنيه فإنه سيواجَه بهجوم ضارٍ من قبل الإخوان المسلمين والإسلاميين "المتطرفين" وشباب التحرير؛ لأنهم يرغبون في رؤية مبارك وهو على حبل المشنقة".
وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن "قادة وزعماء العالم ليسوا بالعاطفة لمنح مبارك وابنيه هذا الطلب، فثمة حاكم مستبدّ سيطر على مقاليد الأمور لما يزيد على ثلاثين عاما كاملة، أقام فيها حكم العسكر، وإن كان براجماتيا ومواليا للغرب، لكن ستنتهي محاكمة مبارك وزبانيته قريبا، وإن لم يتم الإسراع في تلك المحاكمة فإن شباب التحرير سيثورون مرة ثانية، وسيكون قتل مبارك مسليا ومطمئنا في آن"!
وأضاف قائلا: "سيكون مطمئنا للغرب أن يحافظ الجيش المصري على مقاليد الأمور، ويمسك بزمامها جيدا، حتى ولو تحالف مع الإخوان المسلمين، وهو ما سيكون مقبولا لدى من تقبّل رسالة التوسل من سوزان مبارك"! الغريب في مقال يوسي بيلين أنه لا يحمل أي عاطفة لمبارك ونظامه وحكمه الذي ساند وساعد إسرائيل طيلة الثلاثين عاما الماضية، ويشير ضمنيا إلى تعاطفه مع الثوار المصريين وثورة يناير، ويعتقد أن توسّل سوزان مبارك لقادة وزعماء العالم ليس له محل من الإعراب!