قامت قناة National Geographic مؤخرا بإعادة عرض فيلمها الوثائقي المثير "دبابير من الجحيم" (Hornets From Hell)، وفيه عرضت لمعركة حدثت بالفعل بين الدبابير اليابانية العملاقة والنحل الأوروبي، وفي هذه المعركة استطاعت الدبابير أن تحقق انتصارا مذهلا، بالرغم من التفوّق العددي للنحل والذي يبلغ ألف نحلة لكل دبور. عرض الفيلم ما يمكن وصفه بالمذبحة الحقيقية؛ حيث تمكّن 30 دبورا يابانيا من اقتحام خلية نحل أوروبي تنتج العسل وقتل 30 ألف نحلة في 3 ساعات تقريبا؛ إذ إن النحل الأوروبي لا يمتلك وسائل دفاعية قوية لمواجهة الدبابير التي تستهدف في الأساس اليرقات داخل الخلية، وذلك على خلاف النحل الآسيوي الذي يمتلك أداة فعّالة لمقاومة الدبابير العملاقة التي يفوق حجم الدبور الواحد منها حجم 4 نحلات صغيرات. ففي آسيا يمتلك نحل العسل سلاحا فتاكا ضد الدبابير وهو الحرارة؛ حيث يقوم النحل بالتجمّع والتكدّس بأعداد كبيرة فوق وحول أي دبور دخيل، ثم تبدأ على الفور بتحريك أجنحتها بسرعة كبيرة لتولد حرارة شديدة لا يمكن أن تتحمّلها الدبابير التي تموت احتراقا في هذا الفرن الحي. يرصد فيلم "دبابير من الجحيم" مشكلة كبيرة تعانيها أوروبا منذ عام 2004، وهي الدبور الياباني العملاق الذي دخل القارة العجوز عن طريق الخطأ مع حاويات نباتات تمّ استيرادها من الصين إلى فرنسا، ومنذ ذلك الحين انتشر هذا الضيف "الثقيل" في دول أوروبا المختلفة؛ نظرا لقدرته الفائقة على التحمّل والطيران لنحو 60 ميلا في الساعة، وشكّل مصدر رعب حقيقيا لمنتجي العسل؛ حيث ساهم بشكل ملموس في تقليل أعداد النحل، وتقليص إنتاج أوروبا من العسل. وركّز الفيلم بشكل كبير على وحشية الدبابير التي يمكن للدبور الواحد منها قتل أكثر من 40 نحلة في الدقيقة الواحدة بطريقة بشعة عبر اقتلاع أجنحتها أو رؤوسها وتحويلها إلى غذاء لصغارها، إلى جانب السائل اللزج الذي تنتجه الدبابير بعد مضغ النحل لتحصل من خلاله على الطاقة التي تلزمها هي وصغارها.