حقق المنتخب المصري الأوليمبي هدفه، ووصل إلى دورة الألعاب الأوليمبية بلندن 2012؛ برغم كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وتقصير المقصرين؛ يعني إيه الكلام ده؟ هنقول بالراحة ودون فذلكة ولا يحزنون. أولا استطاع المنتخب الأوليمبي أن يحجز التذكرة الأخيرة المستحقة لإفريقيا، بعيدا عن التذكرة المتأرجحة بين إفريقيا وآسيا، وأسعد هذا المنتخب المصريين في وقت استكثر فيه بعض الناس الفرحة عليهم، إلى جانب فرط الكوارث الكثيرة التي نعانيها في الوقت الراهن من انعدام الأمن لانعدام وجود أنبوبة البوتاجاز. ولكن كيف يكون كيد الكائدين وحقد الحاقدين؟ منذ تكوّن هذا المنتخب وهو يعاني هجوما شديدا من غالبية مدربي مصر المقاربين من الأعمار السنية للجهاز الفني لهذا المنتخب، أو الأكبر منه قليلا؛ لأنهم يرون أنهم الأحق منهم في قيادة المنتخب الوطني.. وإلى جانب هؤلاء الحاقدين فهناك بعض الإداريين ومالكي الميكروفونات في الفضائيات كانوا حاقدين بشكل صعب، وهاجموا الجهاز الفني وهاني رمزي -المدير الفني على وجه التحديد- في كل السهرات وعلى الكافيهات وعلى استحياء في بعض البرامج الفضائية؛ برغم أن هاني رمزي ومحمد عبد العظيم (عظيمة) هما الوحيدان في مصر الحاصلان على شهادات تدريبة حقيقية؛ حتى إنه عرض على رمزي تدريب فريق كايزسلاوترن تحت 19 سنة منذ نحو 4 سنوات كاملة. الغريب أن بعض المسئولين في الجبلاية -اللي هي "المزاريطة" زي ما إحنا عارفين- كانوا لا يُجيدون تخيّر الشخص الذي يستطيعون أن يُظهروا عليه عضلاتهم؛ خاصة أن الأنيميا تصيبهم أمام الآخرين سواء الأجانب أو المصريون المدعومون من البهوات الكبار، أما رمزي وجهازه فَهُم ضعاف ليس لهم ظهر، وأكبر دليل على ذلك أن رمزي لم يكن هذا جهازه الفني ووجده مُكوّنا رغما عن أنفه.. نعم فيه عناصر جيدة؛ ولكن به عناصر ليس لها أي تاريخ تدريبي يُذكر أو حتى إداري، والأغرب أن بعض هذه العناصر قفزت على المنتخب ببعض الحركات البهلاونية للوصول لكرسي في المنتخب الأوليمبي بأي شكل، ويكفي أن مدير الإعلام بالاتحاد -مدرب الطائرة السابق- يتكلم في فنيات كرة القدم وتقييم المنتخب بلا أي معني. وكيف يكون تقصير المقصرين؟ مع الأسف تقصير المقصرين يشمل البكوات في المزاريطة الذين لم يوفروا للمنتخب الاستعداد الجيد ليتم تجهيزة، وهو ما لا نسمح به في الاستعداد لأوليمبياد لندن 2012، وعندما صرخ رمزي من هذا التقصير، وجدنا من يتقمص دور المسئول عليه، ويأمره بألا يُصرّح للإعلام إلا بإذن؛ وكأنه مدرب فريق منتخب "الكي جي وان".. وقد شمل هذا التقصير أيضا عددا من اللاعبين الذين يسقطون كل فترة بسبب قلة أدبهم، وعدم لياقتهم، وكان آخر الخارجين من المنتخب قبل السفر مدافع الزمالك وحارس إنبي، وفي هذا تقليل لقوة المنتخب؛ ولكن رمزي أعلى مبدأ الأخلاق أولا قبل الموهبة والشهرة والنجومية، ولم يخشَ رمزي الهجوم الذي كان سيقطعه لو رجع دون تذكرة التأهل. ويشمل التقصير أيضا أفراد الجهاز الفني في عدم السيطرة على المنتخب بشكل قوي وحازم أمام استباحة القنوات الفضائية الخاصة، التي حصلت على نقل التصفيات حرفيا فيما يسمى "Exclusive"؛ حيث استباح هؤلاء المنتخب من مباريات وتدريبات وإقامة وحتى غرف النوم؛ فتم تشتيت تركيز اللاعبين والجهاز، وتدخّل مقدّمو البرامج في أسلوب اللعب والتشكيل والمكافآت، ولعبوا في عقول اللاعبين بشكل سافر للغاية؛ مما أخّر التأهل لآخر خطوة، وظهر أثر ذلك بشكل واضح بعد الفوز على جنوب إفريقيا والتأهل كأول المجموعة، بعد الخسارة من كوت ديفوار، والفوز الصعب على الجابون التي فازت بالتصفيات؛ فكان الأداء المخيب للآمال أمام المغرب عندما أصيب مرمانا بهدفين في أول 15 دقيقة؛ نتيجة أخطاء ساذجة.. فهل رأى أحمد الشناوي الرهيب كيف سقط في المستنقع بعد أن لعب الإعلام في عقله؟ وكيف تراجع حجازي بسبب الإصابة والانشغال بالإعلانات والعروض من الأهلي والزمالك، وعدم وجود فلوس في الإسماعيلي؟ وحتى عمر جابر الذي سبق أن تخطى حدوده هو ومحمد إبراهيم على رمزي بسبب استقوائه بالجهاز الفني السابق للزمالك بقيادة التوأم حسن، وانشغال لاعب مثل شهاب الدين أحمد بالهروب من جوزيه ودكته. وبرغم أنني قريب جدا من هاني رمزي؛ فإنني أوافق البعض في بعض التقصير الذي نبهني إليه بعض أصدقائي الرياضيين والإعلاميين؛ ولكني من الآن أقول لكل من يحب مصر ويغار على كل صغيرة وكبيرة فيها: "يجب أن يحصل رمزي على كل ما يريد؛ من معسكرات، وسفريات، وإفساح الطريق في المسابقات المحلية لهذا المنتخب الوليد الذي يجب أن نستثمر فيه؛ لسبب واضح وهو أنه سيلعب في الأوليمبياد، إلى جانب أنهم الأمل في الوصول لكأس العالم في 2014 بالبرازيل؛ هذا المنتخب هو المنتخب الوطني الأوليمبي، هو منتخب الوحدة الوطنية جمَع المسلم والمسيحي، واتفقا على رسم بسمة على شفاة مصر بعيدا عن الانتخابات والاعتصامات والتقطيع في جسد مصر الغالية.