انتقد الكاتب علاء الأسواني الطريقة التي تُدار بها الدولة خلال المرحلة الراهنة؛ مؤكدًا أن مطالب الثورة لم يتحقق منها إلى هذه اللحظة سوى مطلب واحد، وهو محاكمة مبارك. ويرى الأسواني -خلال لقائه في برنامج "في الميدان" على قناة "التحرير"- أنه على الرغم من أن الثورة المصرية هي الثورة الوحيدة التي نجحت في خلع أسوأ حاكم استبدادي في العالم؛ لكنها تركت النظام القديم كما هو دون إسقاطه. وأعطى الأسواني مثالًا على النظام القديم الذي لا يزال قابعًا في السلطة بقطاع الأمن الوطني، الذي يرى أن الفارق بينه وبين مباحث أمن الدولة هو مجرد تغيير الاسم فقط؛ فعندما حُلّ جهاز أمن الدولة المكوّن من 1400 ضابط، تم نقل 400 ضابط فقط إلى أعمال إدارية بوزارة الداخلية؛ بينما ظل 1000 ضابط من أمن الدولة يقودون القطاع الجديد؛ أي أنه لم يحدث أي تغيير؛ على حد وصفه. وشدد الأسواني على أن من حقه انتقاد المجلس العسكري؛ لأنه أصبح جهةً سياسية تقود البلاد، ولا ينبغي الاعتراض على انتقاد المجلس ما دام في حدود السياسة دون التدخل في شئون القوات المسلحة. المجلس العسكري لم يشترك في الثورة.. ولا نريد تكرار أول طلعة جوية وحول عدم إطلاق القوات المسلحة النار على المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير، أكد الأسواني أنه أمر يجب تقديره للمجلس العسكري؛ لكن هذا أمرٌ طبيعي يتسق مع تاريخ الجيش المصري، ولا ينبغي أن نظل نكرر ذلك حتى يترسخ لدينا أن القوات المسلحة هي التي قامت بالثورة، وأن الشعب كان مع مبارك؛ "لأن الحقيقة أن المجلس العسكري لم يشترك في الثورة؛ فالشباب هم من قاموا بها حتى أسقطوا مبارك، ولا نريد تكرار موضوع أول طلعة جوية بتكرار ذكر أن المجلس حمى الثورة". الإخوان وغزوة أحد وأشاد الأسواني بالألتراس وشباب الإخوان المسلمين ودورهم مع أهالي منطقة وسط البلد أثناء موقعة الجمل؛ مضيفًا: "الألتراس وشباب الإخوان وسكان المناطق الشعبية لعبوا دورًا مهمًّا في موقعة الجمل ولولاهم لخسرت الثورة". ووجه علاء الأسواني اللوم لجماعة الإخوان؛ لأنه على الرغم من مشاركتهم في الثورة؛ فإنهم تعجّلوا "جمع الغنائم"؛ مؤكدًا أن هناك فارقًا في التفكير بين قيادات الإخوان وشباب الجماعة؛ محذرًا إياهم من أن حرصهم على الفوز بأغلبية البرلمان سيكون بمثابة هزيمة المسلمين في غزوة أحد، بعد أن تركوا المعركة وذهبوا لجمع الغنائم. السلفيون حوّلوا الحرام إلى حلال واستعجب الأسواني موقف السلفيين في الوقت الراهن من الديمقراطية والحياة السياسية، بعدما كانوا يُكَفّرون من يعمل بالديمقراطية؛ بل حرّموا الخروج في المظاهرات أثناء الثورة؛ لأن ذلك يعد خروجًا على الحاكم. وقال الأسواني في تهكم: "كيف تحوّلت الديمقراطية عند السلفيين من الكفر إلى الحلال.. ولماذا يقومون الآن بتكوين أحزاب؛ على الرغم من أنهم كانوا يحرمون ذلك؟!!". أهداف الثورة لم يتحقق منها إلا محاكمة مبارك وبسؤاله عن أهداف الثورة وما تحقق منها إلى الآن، أكد أن من يديرون البلاد لا يتحركون إلا بعد ضغط شديد، و"كأننا لم نقم بثورة، وأكبر دليل على ذلك أن مبارك ظل أربعة أشهر دون محاكمة، وتم تحويله للمحاكمة بعد ضغط شديد، وهو المطلب الوحيد الذي تحقق من أهداف الثورة إلى الآن". في الدول المحترمة لا يوجد مسئول يضع استقالته تحت تصرف أحد وعن أداء حكومة الدكتور عصام شرف؛ خاصة في أحداث ماسبيرو، قال الأسواني: "أنا لم أشاهد أداء لحكومة الدكتور شرف حتى أقيّمه، وكان على الدكتور شرف أن يفي بوعده الذي قطعه أمام المتظاهرين في ميدان التحرير بأنه سيعود للميدان إن لم تتحقق مطالب الثورة خلال أسبوعين، وقد مر 8 أشهر ولم يتحقق شيء؛ فلماذا لم يفِ بوعده؟". وأكد الأسواني أنه في الدول المحترمة عندما يريد مسئول أن يقدم استقالته، يصرح بذلك إلى وسائل الإعلام ويخرج في مؤتمر صحفي ليوضّح أسباب استقالته؛ لكن لا يوجد بالدول المحترمة مسئول يضع استقالته تحت تصرف أحد. البرادعي هو الأفضل بفارق كبير واختتم الأسواني حديثه حول الفترة المقبلة بقوله: "الدكتور محمد البرداعي هو أفضل المرشحين لرئاسة الجمهورية"، وتابع: "لا أريد أن يغضب أحد من المرشحين للرئاسة مني؛ خاصةً أصدقائي منهم؛ لكني أقول كلمة حق بأن البرادعي لديه مشروع جيد، وهو الأفضل -بفارق كبير- لرئاسة مصر خلال الفترة المقبلة".