نفّذ المتعصبون العنصريون الأمريكيون تهديدهم، وحرقوا نُسَخاً من المصحف الشريف وهاجموا الإسلام، وقال بعضهم: إن الله يكره الإسلام! عيّنوا أنفسهم وكلاء عن الله. مثل أي متعصب لا يرى غير نفسه، وكنيسة "ويستبورو بابتيست" تُعدّ خارجة عن إطار القانون الكنسي الأمريكي، وتبرأت منها كافة الكنائس والفصائل المعمدانية، ويقودها القس "فريد فيلبس"، ويتبعه عدد من أفراد عائلته.. ومن المفارقات أنه يعلن كراهيته لأمريكا، ويرى أن الله غاضب على أمريكا، وأن أحداث 11 سبتمبر إشارة على هذا الغضب، ويقول: "الله يكره أمريكا الملعونة، ويكره الدين الإسلامي"، ولهذا حرقوا المصحف والعلم الأمريكي. ويهاجم "فيلبس" الكنيسة الكاثوليكية، ويقول: إن "القساوسة يغتصبون الأطفال، والبابا يسمح لهم بذلك، وقد رفع أهالي ضحايا أحداث سبتمبر قضايا على الكنيسة التي تبدو تحت قيادة شخص عنصري مختلّ، وتزعم الكنيسة معرفتها بعدد الأشخاص الذين يدخلون "الجحيم"، وبالطبع يضع زعيمها نفسه مع أتباعه وأقاربه في الفردوس". وهؤلاء -مثل القس "جونز" والمتطرفين عموماً- لا يعترفون باختلاف البشر وتنوعهم، وربما أحياناً تراهم يكرهون أنفسهم. ومع الاعتراف باختلال هؤلاء العنصريين؛ فإنهم يجدون صدى لأفكارهم، ولا يتصوّرون أن هناك بشراً يختلفون عنهم أو مع أفكارهم، وهؤلاء يحتاجون إلى علاج يواجه تطرفهم، ويمنعهم من إيذاء الآخرين، ويفترض أن يلجأ المسلمون في الولاياتالمتحدة إلى القضاء؛ لمقاضاة "فيلبس" و"جونز" بتهمة إهانة الأديان وازدرائها، ونتمنى ألا يلجأ بعض المسلمين لتنفيذ تهديداتهم والتعامل بالمثل، أو شنّ هجمات على كنائس المهووسين؛ بما يمنحهم المزيد من الأضواء؛ لأنهم يبحثون عنها؛ بل إنهم أعلنوا حزنهم من تجاهل الإعلام لهم، وهم يمارسون أفعالهم المجنونة. ومن اللافت للنظر أن كثيراً من الأمريكيين رفضوا دعاوى الكراهية التي بثّها "فيلبس" أو "جونز"، وتظاهروا تضامناً مع المسلمين.. وكانت مواقف المسيحيين في مصر والعالم ضد هذا الفعل المشين، وحتى أقباط المهجر رفضوا ذلك؛ باستثناء بعض المهووسين من أمثال "موريس صادق"، الذي تربّى وعاش في مصر ويمارس ضدها الكراهية، ويصعب أن نحسبه على مصريي الخارج؛ لأنه سبق واستجار بإسرائيل.. "موريس" ومعه عدد قليل يسيئون للمصريين في الخارج، ويزرعون الكراهية والعنصرية، وإذا كان لدى "جونز" و"فيلبس" حجج من شحن اليمين المتطرف في أمريكا، والإساءة المتعمدة؛ فإن "موريس" وأمثاله يعرفون أنهم يكذبون باسم المسيحيين في مصر، ويمارسون مع متعصبين ينتمون للإسلام هَوَساً يُضاعف من الكوارث. وحتى الآن فالمسلمون قد التزموا العقل، وأظن أن هذه الحملة المتصاعدة ضد الإسلام، ربما تكون بداية لإعادة النظر في علاقة الإسلام بالغرب؛ لأن المسلمين تعرّضوا لحملات كراهية منذ "سبتمبر" بسبب تصرفات قلة متعصبة، ودفع الأبرياء في أفغانستان والعراق ثمناً مضاعفاً، ثم يجدون أنفسهم مطالبين بسداد فاتورة جديدة للكراهية باسم الدين، وكل الأديان منها براء. نُشِر باليوم السابع بتاريخ 13/ 9/ 2010