أكّدت إسرائيل اليوم (الخميس) على إجراء أوّل لقاء رفيع المستوى بين أحد مسئوليها ومسئول تركي، وذلك منذ نشوب خلاف بين البلدين، إثر مقتل تسعة نشطاء أتراك جرّاء هجوم نفّذته قوات خاصة إسرائيلية على قافلة سفن مساعدات كانت متجهة إلى قطاع غزة في مايو الماضي. وصرّح عوفر جندلمان -الناطق بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي- لل"بي. بي. سي" أن لقاءً سرياً تم بين وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر، ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو. وقالت المصادر الإسرائيلية إن اللقاء تم بناء على طلب تركي، وأشارت إلى أنه تم منذ أيام في دولة أوروبية يوم الأربعاء الماضي. وقد اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في بيان رسمي رئيس الوزراء نتنياهو بالتعدي على سلطاته من خلال ترتيب هذا الاجتماع بدون إبلاغ وزارة الخارجية. وأضاف البيان: "إنها إهانة للمعايير المتبعة، وضربة قاصمة للثقة بين وزير الخارجية ورئيس الوزراء". ومن ناحيته, أوضح مكتب "نتنياهو" أن رئيس الوزراء أقرّ طلباً ل"بن إليعازر" بعقد لقاء غير رسمي مع "شخصية تركية". ونسب في بيان إلى "أسباب تقنية" غياب التنسيق مع وزارة الخارجية. وحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة هاآرتس, فإن اللقاء جرى في سويسرا، أما التليفزيون التركي فذكر أن داوود أوغلو وبن إليعاز قد التقيا لأكثر من ساعتين يوم الأربعاء الماضي في فندق ببروكسل لإجراء محادثات حول انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي. وقالت محطة "إن تي في" التركية إن "أوغلو" و"بن اليعازر" قد اتفقا على إبقاء لقائهما سرياً وعدم نشر مضمون محادثاتهما إلا لرئيسَي الوزراء التركي والإسرائيلي، وأن يلتقيا سرياً مجدداً في موعد لاحق لم يحدد. وأوضحت المحطة نقلاً عن مصدر أن اللقاء جرى بدون علم كبير المفاوضين الأتراك "إيجيمن باغيس"، ووزير الزراعة "مهدي أكير" اللذين كانا في بروكسل مع داوود أوغلو. وأضافت أن الوزيرين بحثا وسائل إصلاح العلاقات الثنائية، وأن داوود أوغلو كرر موقف أنقرة بوجوب أن تُقدِّم إسرائيل اعتذاراً على ما جرى مع السفينة "مرمرة". جاء الكشف عن اللقاء بعد يومين من إعلان تركيا إغلاق مجالها الجوي بوجه الطيران العسكري الإسرائيلي، وكانت تركيا قد رفضت منح ترخيص لطائرة تابعة للجيش الإسرائيلي كانت متوجهة إلى بولندا بعبور مجالها الجوي. وأثر الهجوم الذي شنّه الجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية لكسر حصار غزة، على العلاقات الوثيقة السابقة بين البلدين، مما أدّى إلى استدعاء تركيا لسفيرها والدعوة إلى تحقيق دولي. وبحث "أردوغان" هذه القضية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين، وكرر بعد ذلك أن على إسرائيل أن تعتذر لبلاده. وقد رفضت إسرائيل التعاون مع لجنة تحقيق دولية مستقلة مفضّلة القيام بتحقيقها الخاص عبر لجنة تضم ممثلين دوليين. عن ال"بي. بي. سي"