السلام عليكم.. دي تاني مرة أكتب لكم.. أرجو المساعدة بالله عليكم. أنا مرّيت بظروف قاسية جداً طيلة حياتي، وكل ما أرتبط بشاب ويتقدم للخطوبة بشكل رسمي بعد فترة ألاقيه خاين، يعني أجده مع غيري أو يخطب عليّ وأنا مخطوبة له!! حاجة تضحّك صح؟! سمعنا عن اللي بيتجوز على مراته أما اللي بيخطب على خطيبته! جديدة مش كده؟! وأنا بالمناسبة مش مرتاحة مع أهلي، هم بيكرهوني وأبي بيمد إيده عليّ؛ رغم إن عندي 36 سنة، وأعمل بوظيفة حكومية وإخوتي رغم كل اللي باعمله عشانهم مش مقدّرين ده؛ حتى إنهم خلاص اعتبروني واحدة مش هتتجوز.. أختي الصغيرة قالت لي بعنف اصرفي إنتِ.. إنتِ فاضية ومش هتتجوزي.. كل ده لما حبيت أعلّمهم أن يتعاون الكل في مصروف البيت.. بصراحة زهقت وتعبت وتمنّيت الموت أكتر من مرة. وفي الفترة الأخيرة تعرّفت على شاب فلسطيني عن طريق النت، وحلف إنه معجب بيّ وهييجي مصر شهر 9 لكي يتزوجني، وأنه سوف يعوضني.. أنا خائفة لسبب؛ لأنه من أول يوم قال إنه معجب بيّ، ولما ورّاني صور للشقة اللي عاملها في فلسطين قلت له إني مش هاعيش هناك نظراً للظروف الموجودة، لقيته قال لي خلاص هاجيب لك شقة تمليك باسمك في مصر، وهاعمل مشروع وهيروح فلسطين كل 3 شهور في السنة، وبيقول لي خلي الأيام تثبت لك صدق كلامي، مش عارفة أصدّقه وأنتظر شهر 9، ولّا هو عاوزني لغرض في دماغه. ويا ريت لو فيه واحدة مصرية متزوجة فلسطيني أو مصري متزوج فلسطينية يقول لي إيه طباعهم.. أنا خائفة من الفشل، مش عاوزة أخوض تجربة وأندم تاني زي ما ندمت كتير. أرجوكم ردوا عليّ ولكم جزيل الشكر. monamon
صديقتنا: كل إنسان كما أنه يصنع قيمته؛ فهو كذلك يسمح لمن حوله بالتعامل معه بشكل أو بآخر؛ حتى وإن كان ذلك، دون تصريح بالقول أو الفعل؛ لكن هناك ما يسمى بمثيرات رد الفعل.. بمعنى أني أدعو من أمامي للتعامل معي بشكل معيّن أو ارتكاب رد فعل معين -دون أن تصرّحي له بذلك- من خلال تصرفاتك؛ فعلى سبيل المثال: من يقوم بفعل لا يروق لي ولا أتورع عن نهره؛ فإن هذا مؤشر سلبي يسمح له بالتمادي في ما يقوم به. وأنا أشعر أنك من هذه النوعية التي لا ترغب في تعكير مزاج من تحبهم أو من هي حريصة عليهم، ولذا فإنك تتوانين عن معاتبتهم في حقك؛ فتشجعيهم يوماً بعد الآخر على التمادي في أخذ حقوقك حتى يصبح هذا طبيعياً، ويكون طلبك لحقك هو الشاذ بعد ذلك. يظهر هذا السلوك مع إخوتك وأهلك ومن يتقدم لك على اختلاف التفصيل بينهم: فلو أنك طلبت من والدك -مع المحافظة على الأدب والاحترام- أنه لا يصح أن يضربك وأنت في هذه السن، وأن ذلك قد سبّب لك جرحاً عميقاً، ثم بعد ذلك تعبّرين عن هذا الجرح بأشكال كثيرة تظهر في حديثك معه، أو الاقتصار على طلبه؛ ولا شك أنه يشعر بك كإنسان طبيعي وكوالد يحبّ أبناءه. أما عن إخوتك؛ فالمعاملة كذلك تقتضي أن يقف كل على حقوقه، أما ما تجودين به أنت عليهم من مساعدة أو مال؛ فإنه يكون طواعية وبحبّ، ولا يرغمك أحد عليه؛ وحتى لو كانوا قد فقدوا الأمل في زواجك؛ فهل هذا يمنع أن تعيشي سعيدة تتمتعين بنِعَم كثيرة غير الزواج والإنجاب؟ أم أن الفتاة خُلقت فقط لتتزوج وتنجب؟ ما الزواج إلا خيط في نسيج الحياة؛ فلا تقتصري عليه ولا تعطي أحداً فرصة أن ينظر لك هذه النظرة.. قولي: نعم أنا لن أتزوج ولكني أريد أن أتمتع بشبابي وبمالي، وأن أخرج وأنفق وأحضر الحفلات وأشتري الملابس الجديدة وأخرج للرحلات مع صديقاتي.. إلخ. ولا أشك أخيراً أن هذا السبب أيضاً هو الذي يدعو مرضى النفوس إلى الإخلال بوعودهم معك وهروبهم من مسئولية الزواج؛ فلو أنك وضعت شروطاً للعلاقة، وطلبت من كل واحد أن يقف عند حدوده وأخطائه، وطالبت بحقوقك الطبيعية -في غير مبالغة- فإنك تجبرين الآخر على احترامك؛ حتى وإن كنت متنازلة عن هذه الحقوق.. أتعلمين أن الغرض الأساسي من المهر هو حفظ قيمة المرأة وإشعار الخاطب بجزء من العناء للحصول على هذه الدرة، وليس المهر أبداً تجارة أو ثمناً للفتاة كسلعة، أو فقراً من أهلها.. إن الحكمة منه في المقام الأول هو حفظ قيمتك؛ حتى لو ضيعته كله بعد ذلك. صديقتي.. لن يكون لك سبيل إلى ما أخبرتك عنه سابقاً إلا إذا تعلّمت كيف تحبين نفسك، وكيف تخططين للاستمتاع بحياتك، ووصلت لدرجة من الشعور بالكمال في ذاتك وبالكمال في متطلباتك؛ فإحساسك أنك منكسرة وأقلّ من غيرك من الفتيات وأنك (الحيطة المايلة في إخواتك) يعطيك دائماً هذا الخذلان وعدم المبالاة بالحياة حلوها ومرّها. ادخري جزءاً جيداً من دخلك لمتطلباتك الشخصية حتى ولو كانت أشياء تافهة، واجعلي الجزء الأكبر من يومك لنفسك؛ دون أن تطغي على حق أهلك وبيتك؛ اخرجي في رحلة مع زميلاتك، واخرجي للتسوّق واشتري ملابس جديدة، واذهبي لزيارة أقربائك، واشتركي في الأنشطة الثقافية والترفيهية وفي الجمعيات العامة حسب ما تفضّلين.. ببساطة تعلّمي كيف تحبين نفسك، وكوني مع القاعدة "أحبي نفسك تمنحْك الحياة". أما بالنسبة لهذا الشاب فلا تتعلقي به كأمل في النجاة؛ فبرغم تحفّظي على علاقات الإنترنت لأنها تفتقد لمصادقيات الحديث وغياب وسائل الاختبار وأدواته؛ لكن إن استطاع هذا الشاب أن يتجاوز كل ذلك ويأتي إلى مصر ويتقدم ويقبل بشروطك، ثم أخذْتِ فرصة لمعرفته واختباره، ثم اخترت طريقك معه؛ فلا بأس؛ على شرط أن تقطعي عليه كل طريق للعبث بك؛ فهو قد حدد موعداً أنه سيأتي إلى مصر في شهر 9؛ لكن حتى ذلك الحين يجب أن تنقطع الاتصالات بينكما حتى يأتي ويتقدم رسمياً. فإن فعل فبها ونعمت، وإن لم يفعل -وهو الاحتمال الأكبر- فلا تكوني ساعتها قد خسرت شيئاً. وفّقك الله ورعاك وأصلح لك حالك.