شهدنا شهراً طويلاَ و مُتعباً للأسواق المالية، و ها قد انتهى شهر آب مع توقعاتنا بتحسن أحجام التداول و عودة التحركات بشكل تدريجي للأسواق مع زخم البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع و قرارات الفائدة الخميس القادم . تصاعدت حالة عدم اليقين حول النظرة المستقبلية لمسيرة التعافي، و انعكست المخاوف على الأسواق مما أدى إلى تذبذب التداولات، في حين أن الشعور العام يبقى هوا لفيصل، و يأمل صُناع القرار في البنوك المركزية لإنهاء حالة النمو المتراجعة التي تواجه الاقتصاديات. لا تزال أزمة الديون السيادية هي مصدر قلق منطقة اليورو بالإضافة إلى النظرة المستقبلية الهشة للاقتصاد في المملكة المتحدة، و ينحصران معاً بين المطرقة و السندان مع تراجع مسيرة التعافي عالمياً بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة الولاياتالمتحدة. يبقى التركيز على إشارات النمو و بشكل أهم على تقرير الوظائف الأمريكي و الذي سيُبقي على حالة التذبذب في الأسواق الأوروبية حيث أنه سوف يبين مدى ضعف عجلة النمو في أكبر اقتصاد في العالم، كما سيحدد الشعور العام اتجاه الأسواق هذا الأسبوع. سيبدأ هذا الأسبوع مع بيانات ثقة المستهلك من أوروبا و التي ليست من المتوقع أن تُصحح الأوضاع، خاصة بعد مؤشر ZEW الأسبوع الماضي و مؤشر IFO الذي كشف عن تراجع مستويات الثقة في الاقتصاد وسط تفاقم أزمة الدين السيادية و تراجع توقعات النمو. كما سيكون التركيز في منطقة اليورو على التوقعات الأولية على مؤشر أسعار المستهلكين و التي من المتوقع أن تبقى ثابتة عند 2.5% خلال شهر آب، و أن أي إشارات تراجع الضغط على التضخم ستدعم التوقعات من أن يقوم تريشية بتيسير السياسة النقدية لدعم النمو. سوف تأخذ ألمانيا نصيب الأسد هذا الأسبوع مع توقعات تراجع مستوى المبيعات و تراجع أداء قطاع العمالة الذي سيُظهره تقرير الوظائف خلال شهر آب، حيث رأينا نمو قطاع العمالة و لكن معدل البطالة بقي ثابتاً. قد تُظهر القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي الألماني نمواً هشاً يصل إلى 0.1% مع التوقعات بتراجع مستوى الصادرات و الإنفاق الحكومي و البناء و الاستثمار الرأس المالي. من الأخبار الأخرى هذا الأسبوع، الناتج المحلي الإجمالي السويسري الذي سيكون تحت المجهر لتقييم تأثير الارتفاع المُطرد الذي شهدناه للفرنك السويسري على عجلة النمو. صدر عن الاقتصاد السويسري العديد من البيانات الجيدة أشارات إلى تحسن الاقتصاد خلال الربع الثاني و أن مسيرة التعافي لا تزال مرنة بشكل أو بآخر مع ارتفاع قيمة العملة، و لذلك فإن أي اشارات بتياطؤ الاقتصاد سيدعم التوقعات بتدخل البنك الوطني السويسري مرة أخرى لوقف هذا الارتفاع. و بالنسبة للاقتصاد البريطاني، لن يكون هنالك بيانات اقتصادية سوى مؤشر مدراء المشتريات للصناعة، و الذي أن يبقى هو على الأقل في نمواً مقارنة بمثيله لمنطقة اليورو الذي دخل في انكماش. سيكون أسبوعاً حماسياً و مليء بالبيانات الاقتصادية، و سيتأثر بشكل كبير من البيانات التي ستصدر عن الولاياتالمتحدة و أهما تقرير الوظائف، و لذلك سيكون أسبوعاً متذبذباً متأملين برؤية أي إشارة تهدئ الأسواق و تخفف من حدة المخاوف المسيطرة على الأسواق.