يواصل السوق الأوروبي ارتفاعه مع مرور الجلسة ليعوّض بعضاً من الخسائر التي تكبدها خلال جلسة أمس الاثنين، واضعين بعين الاعتبار أن اقتصاد منطقة اليورو أفصح عن بيانات جديدة لتأتي مختطلة نوعاً ما ولكن ساهمت في تحسن مستويات الثقة ولو بشكل بسيط. انتشر التشاؤم خلال جلسة أمس الاثنين أثر تصريحات دول مجموعة العشرين، إذ رفض وزراء مالية مجموعة العشرين طلب المسؤولين في منطقة اليورو بتوسيع موارد صندوق النقد الدولي، ناهيك عن أن مجموعة العشرين اشارت بأنه على اقتصاد منطقة اليورو تفعيل سياساتها لتعزيز قدرتها على مواجهة أزمة المديونية قبل اللجوء إلى طلب المساعدات. ولكن بالمقابل وجد التفاؤل له مكاناً مع بداية تداولات اليوم، خاصّة عقب أن وافق البرلمان الألماني مساء الأمس على حزمة الإنقاذ الثانية التي ستُقدم لليونان بمشاركة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، مضيفين بأن البنك المركزي الأوروبي يعتزم تقديم جولة ثانية من القروض لمدة ثلاث سنوات. وبالنظر إلى أجندة البيانات الرئيسية الصادرة عن اقتصاد منطقة اليورو نجد بأن مؤشر مناخ الأعمال تحسن خلال شهر شباط/ فبراير ولكن بأسوأ من التوقعات، إذ وصل المؤشر إلى -0.18 مقارنة بالقراءة السابقة عند -0.21 والمتوقعة عند -0.15. في حين تقلّص انخفاض ثقة المستهلك خلال الشهر نفسه ليصل المؤشر في قراءته النهائية إلى -20.3 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت -20.6 وبأسوأ من التوقعات عند -20.2، وبالنسبة لمؤشر الثقة بالاقتصاد فقد ارتفعت القراءة إلى 94.4 مقابل 93.4 وبأفضل من التوقعات عند 94.0. كما وتحسّنت قراءة مؤشر الثقة بالصناعات إلى -5.8 مقارنة بالقراءة السابقة التي تم تعديلها إلى -7.0 وبأفضل من التوقعات عند -6.9، بينما توسع انخفاض مؤشر الثقة بالخدمات خلال شهر شباط/ فبراير إلى -0.9 مقابل -0.7 بأسوأ من التوقعات عند -0.6. واضعين بعين الاعتبار عزيزي القارئ بأن الأوضاع في قطاعي الصناعة والخدمات لا تزال ضعيفة، والتحديات تواصل تأثيرها على نشاط القطاعين، إذ صدر الأسبوع الماضي مؤشر مدراء المشتريات الصناعي والخدمي بالنسبة لاقتصاد منطقة اليورو ليظهرا بأن القطاعين دخلا في دائرة الانكماش مجدداً، إذ انخفض المؤشران إلى ما دون مستوى 50.0 وذلك خلال شهر شباط/ فبراير أيضاً. وهنا نشير بأن الأوضاع في الاقتصاديات الرئيسية حول العالم لا تزال هشّة أمام أية صدمات، وبالنسبة للمسثمرين باتوا يتعلقون بأي قشّة أمل لينعكس على تداولاتهم، فموافقة البرلمان الألماني على حزمة اليونان الثانية أسهمت في ارتفاع الاستثمارات ذات العائد المرتفع، لتأتي هذه البيانات الصادرة بمثابة القشّة التي تعلّق عليها المستثمرون. وبالإضافة إلى ذلك جاء مزاد بيع السندات الإيطالية اليوم مرضياً للحكومة، إذ قامت إيطاليا ببيع ما قيمته 3.75 مليار يورو من السندات الحكومية ذات أمد استحقاق عشرة اعوام، و نجحت الحكومة ببلوغ المستويات المستهدفة عند 3.75 مليار يورو، و انخفض العائد على السندات إلى 5.5% من المزاد السابق بنسبة 6.08% ، و سجل الطلب إلى العرض 1.40 مرة من السابق 1.42 مرة، و باعت الحكومة سندات ذات أمد استحقاق خمسة أعوام بقيمة 2.5 مليار يورو موافية المستويات المستهدفة من الحكومة و بلغ العائد 4.19% من 5.39% . وبالنظر إلى اليورو نجد بأنه قلّص بعضاً من خسائره أمام الدولار الأمريكي التي تكبدها يوم امس الاثنين، حيث يتداول زوج اليورو/ دولار عند مستويات 1.3431 دولار مقارنة بمستويات الافتتاح التي بلغت 1.3395 دولار، وذلك عقب صدور البيانات الأوروبية. وفي تمام الساعة 10:36 بتوقيت غرينيتش ارتفع مؤشر DAX الألماني بحوالي 0.32% ليصل إلى مستويات 6871.68 نقطة، أما مؤشر CAC 40 الفرنسي فقد وصل إلى 3451.51 نقطة أي مرتفعاً بحوالي 0.29%، وأخيراً قفز مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 0.13% ليصل إلى 5923.46 نقطة.