في تطور جديد انضم محامون مصريون إلى متظاهرين من الصحفيين أمام نقابتي المحامين والصحفيين بشارع عبدالخالق ثروت بوسط القاهرة الذي أغلقته الحواجز الأمنية، وبدأت النيابة المصرية التحقيق مع نشطاء تم اعتقالهم أمس بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم وتخريب منشآت وممتلكات خاصة، وطالبت الجمعية الوطنية للتغيير بتعديلات دستورية جديدة تتضمن تحديد فترة الرئاسة لمدتين متتاليتين فقط وحل مجلس الشعب المصري واقالة الحكومة. من جهة أخرى قالت أنباء إن موقع" فيسبوك" تعطل عن العمل في مصر لينضم بذلك إلى موقع "تويتر" الذي توقف عن العمل أثناء مظاهرات - أمس، الثلاثاء - ومنعت السلطات المصرية توقف قطارات مترو الانفاق في محطة أنور السادات بميدان التحرير الذي شهد أمس مظاهرات حاشدة واعتصاما فرقته قوات الأمن بعد منتصف الليل. وأعلن طبيب بمستشفى السويس العام وفاة الحالة الرابعة من المتظاهرين، ويدعى غريب عبد العزيز عبداللطيف 40 سنة، وكان نقل - أمس، الثلاثاء - إلى المستشفى بعد اصابته بطلق ناري خرطوش في البطن، لكنه توفي صباح - الأربعاء - متأثرا باصابته، ليصل بذلك عدد القتلى في مظاهرات الأمس إلى خمسة، منهم 4 مواطنين في مدينة السويس شمال شرق القاهرة وشرطي في ميدان التحرير بالقاهرة، فيما حاصرت قوات الأمن صباح اليوم - الأربعاء - مقر نقابة الصحفيين وفرضت الحواجز الأمنية التي التف حولها العشرات من جنود الأمن المركزي لمنع دخول النشطاء أو غير المقيدين بجداول النقابة، وانتشر المئات من جنود الأمن المركزي في وسط القاهرة وأمام نقابة المحامين، ودعت قوى المعارضة المصرية إلى تنظيم يوم ثان من الاحتجاجات والتظاهر، وذلك بعد يوم من المظاهرات الحاشدة التي شهدتها عدة مدن مصرية، وأسفرت عن سقوط أربعة قتلى بينهم شرطي. جاءت الدعوة من حركة 6 أبريل التي كانت قد تبنت الدعوة لمظاهرات الثلاثاء، وانضم إليها لاحقاً ناشطون من حركات أخرى، مثل كفاية والجمعية الوطنية للتغيير، وبعض الأحزاب السياسية على رأسها حزب الوفد، ووجهت الحركة نداء إلى المصريين على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك" للتجمع في ميدان التحرير وسط القاهرة، حيث تجمع بالأمس قرابة 10 آلاف متظاهر، بحسب تقديرات السلطات، وقالت الحركة في دعوتها على الجميع التوجه لميدان التحرير مرة أخرى للسيطرة عليه مرة أخرى، وفور صدور الدعوة أعلنت وزارة الداخلية أنها لن تسمح بأي تظاهرات جديدة. وذكرت الوزارة في بيان لها أنه لن يتم السماح بأي تحركات استفزازية أو مسيرات أو مظاهرات. وأضاف البيان إنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أي شخص يخالف تلك التعليمات وستتم إحالته للمحاكمة، ونزل عشرات الآلاف من المصريين - أمس، الثلاثاء - إلى شوارع القاهرة والعديد من المحافظات، وفرقت الشرطة بعد منتصف الليل أكثر من 10 آلاف شخص كانوا لا يزالون معتصمين في ميدان التحرير بقلب القاهرة، وتعد هذه التظاهرات هي الأكبر التي تشهدها مصر منذ انتفاضة الخبز في يناير 1977. فيما دعا البيت الأبيض الحكومة المصرية لأن تقوم بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، وقال البيت الأبيض إن على الحكومة المصرية أن تكون حساسة حيال تطلعات شعبها وذلك بعد التظاهرات، وأضاف في بيان له أن الحكومة المصرية لديها فرصة هامة لأن تكون حساسة تجاه تطلعات الشعب المصري وأن تقوم باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية من شأنها أن تحسن حياة الشعب وأن تساعد على ازدهار مصر، وأن الولاياتالمتحدة ملتزمة بالعمل مع مصر والشعب المصري من أجل تحقيق هذه الأهداف. وفي باريس عبرت فرنسا عن أسفها لسقوط قتلى خلال مظاهرات الأمس ودعت الحكومة المصرية لاتخاذ المزيد من الخطوات الديمقراطية، وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال إليو ماري لإذاعة "آر تي أل" لا يسعني إلا أن آسف لسقوط قتلى، مضيفة أنه يجب أن يكون بالإمكان التظاهر من دون أن تحصل أعمال عنف ومن دون أن يسقط قتلى، وأكدت الوزيرة أن فرنسا لا تريد التدخل في الشأن الداخلي المصري، ولكن مبادئنا هي مبادئ إحترام دولة القانون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، لكن أيضاً الدعوة إلى أن يكون هناك دوماً مزيد من الديمقراطية والحرية في كل الدول.