حينما تقترب أكثر من محيط ورشة الأعمال اليدوية في فضاء مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلة تجد امرأة في عقدها الخامس، قمحية اللون وذات شعر أسود جاف، تتنقل بين أعضاء المجموعة لإبداء ملاحظاتها لهذه الفتاة في كيفية تقطيع قطعة قماش أو لمساعدة امرأة في تفكيك كبة خيط أو تقديم تفسيرها وإعطاء معلومات عن الورشة وطريقة عملها لأحد الزوار. تراقبها عن كثب فتلاحظ أنها تعشق التفاصيل وتعطيها أهمية كبيرة في دقة متناهية، إنها أمينة أكزناي، المهندسة المعمارية المولودة بالدار البيضاء وخريجة الجامعة الكاثوليكية في واشنطن والتي أصبحت مصممة مجموعة من المنتجات كالمجوهرات والنصب الفنية وغيرها. وأثناء تأملي للمنتوجات التي أبدعتها أنامل هؤلاء النسوة المتحلقات حول طاولة كبيرة وضعت فوقها أدوات ومواد الاشتغال، بادرتني أمينة أكزناي بالتحية فرددت بمثلها، وأحسست بأني أعرفها منذ زمن طويل. سألتني هل أعجبك المعرض والورشة؟ فقلت نعم، لكنني فضولي؛ أريد معرفة المزيد عن هذه الورشة وعنك. لم تمانع فهي متعودة على التواصل مع الناس بمختلف نماذجهم ومهنهم، هذا ما قالته ل“العرب”، وتضيف أنها بتواصلها تعرّف بنفسها كفنانة وبمنتوجها وتشجع الآخرين على الإتيان بأحسن ما لديهم باتخاذها كنموذج. أثارني وجود الشاب الوحيد ضمن العنصر النسوي في هذه الورشة، سألته إن كان بالإمكان أن يعرف بنفسه ولماذا هو هنا؟ فقال “اسمي أنس منصر، طالب بأكادمية الفنون الجميلة بالدار البيضاء، قضيت مدة ثلاث سنوات في الأكاديمية في اختصاص نسيج الأثواب وصناعة الزرابي بطريقة تقليدية بإضافة نمط تصميم بشكل متجدد لإضفاء المزيد من الجمالية على المنتوج التقليدي لأجل أن يلقى رواجا في السوق”. واعتبر أن هذه الورشة بادرة طيبة من الأستاذة أمينة اكزناي ومدينة الفنون أصيلة وأيضا من القائمين على المنتدى، مؤكدا في حديثه أن هذه البادرة جاءت لتشجيع الصناعة التقليدية وإعطاء فرصة كبيرة للمشاركات الصانعات كي يصقلن مواهبهن ويضفن أشياء جديدة لحرفتهن، وأيضا للذهاب بعيدا في هذا الاتجاه حتى يستفيد الكل مجتمعًا ودولةً. وقالت الفنانة أمينة اكزناي، إن هذه الورشة التي أؤطرها مع صانعات تقليديات من مدينة أصيلة مناسبة لأجل تقديم فرصة للزائر للتعرف على أعمالي الإبداعية أولا، وثانيا لإعطاء فرصة للصانعات/ المعلمات/ لأجل أن يطلقن روح الإبداع والخلق الكامنة بداخلهن وصقل المهارات التي راكمنها وورثنها بالفطرة عن أجيال من الصانعات. وأشارت أمينة اكزناي إلى أن الصانعات اللواتي يمتلكن ناصية حرفتهن في الطرز والكروشي والماكرامي وغيرها يمكنهن أن يقدمن المزيد كي يخلقن منتوجات جديدة ومبتكرة. وأضافت أن “من بين أبرز المواد التي نستعملها الثوب والصوف الطبيعي، وبفضل التعاون الجماعي استطعنا أن ننتج أشياء جديدة مثل الحقائب الصغيرة التي تحمل على الكتف والحلي والإكسسوارات”. وعن الهدف من مثل هذه الورشات أكدت أمينة اكزناي أنه يصب في محاولة تغيير نمط اشتغال الحرفيات والمنتوج على حد السواء، كي يتم إضفاء جمالية وأصالة على المنتجات المعدة للتسويق. وأضافت قائلة “إن هناك فعلا إقبالا على هذه المنتجات التي هي في الأساس اقتصادية ولا تكلف الكثير من المال، وصديقة للبيئة. هؤلاء النسوة والفتيات تؤطرهن مؤسسة ويشاركن في مجموعة من المعارض لكنني جئت كي أفتح لهن من خلال هذه الورشة بابا آخر لتنويع المنتوج اليدوي الذي يشتغلن عليه بدل أن يبقين حبيسي منتوج واحد طوال السنة. وألاحظ أن أربعة أيام مرت على بداية هذه الورشة ورغم ذلك كان الإنتاج وفيرا والإقبال جيدا. وأرى أنهن متحمسات ويردن العمل المتواصل”. وذكرت أمينة اكزناي أن “فلسفة عملي هي التعاون مع الصناع التقليديين في قطاع الزرابي أو الجلد أو الفضة أو النحت على الخشب والطين لتطوير المنتوج اليدوي والإبداع في التعامل مع المواد الطبيعية وغيرها، واشتغل مع كلا الجنسين، ما يهمني هو حب الحرفة والحماس”. وأكدت المهندسة المعمارية والمصممة المبدعة أن موسم أصيلة أصبح جزءا من ذاكرة المدينة، والعديد من الفنانين المتواجدين الآن كانوا صغارا وكبروا معه في رحلة عمرية مديدة، مشددة على أن هذا الموسم الثقافي سيبقى مدرسة للتأطير والتوجيه. من جهتها قالت رحيمو العيساوي، المشرفة على جمعية منتدى أصيلة عن دار التضامن، في تصريح ل“العرب”، إن هذه الورشة تحتوي الخياطة والتطريز، والراندة والكروشي، وهما من الأشغال اليدوية أو النسج اليدوي لمنسوجات راقية مثل القفاطين والجلابيب النسائية وديكورات المنازل والإكسسوارات ومفارش الطاولات والسجاد وغيرها. وأضافت رحيمو العيساوي أن هناك عدة ورشات داخل مؤسسة منتدى أصيلة إلى جانب الخياطة والأعمال اليدوية، كدروس محو الأمية التي تستفيد منها 120 من النساء تتراوح أعمارهن بين 40 و70 سنة، والإعلاميات واللغات والطبخ، وهذا كله مكمل لبعضه البعض، ومردودية هذا العمل على نساء جمعية دار التضامن رغم أن الكل يشتغل مجانا. في النهاية لا يسع الزائر إلا أن يصفق لهذا المجهود والإصرار اللذين أظهرتهما المشاركات في ورشة الأعمال اليدوية والقائمين على معرض الفنون التشكيلية على حد السواء، فهذا يعطي فرصة لإبراز الهوية المغربية ويعد بوابة كبيرة لإبراز الثقافة والفنون الجميلة والتراث اللامادي للمدينة. حينما تقترب أكثر من محيط ورشة الأعمال اليدوية في فضاء مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلة تجد امرأة في عقدها الخامس، قمحية اللون وذات شعر أسود جاف، تتنقل بين أعضاء المجموعة لإبداء ملاحظاتها لهذه الفتاة في كيفية تقطيع قطعة قماش أو لمساعدة امرأة في تفكيك كبة خيط أو تقديم تفسيرها وإعطاء معلومات عن الورشة وطريقة عملها لأحد الزوار. تراقبها عن كثب فتلاحظ أنها تعشق التفاصيل وتعطيها أهمية كبيرة في دقة متناهية، إنها أمينة أكزناي، المهندسة المعمارية المولودة بالدار البيضاء وخريجة الجامعة الكاثوليكية في واشنطن والتي أصبحت مصممة مجموعة من المنتجات كالمجوهرات والنصب الفنية وغيرها. وأثناء تأملي للمنتوجات التي أبدعتها أنامل هؤلاء النسوة المتحلقات حول طاولة كبيرة وضعت فوقها أدوات ومواد الاشتغال، بادرتني أمينة أكزناي بالتحية فرددت بمثلها، وأحسست بأني أعرفها منذ زمن طويل. سألتني هل أعجبك المعرض والورشة؟ فقلت نعم، لكنني فضولي؛ أريد معرفة المزيد عن هذه الورشة وعنك. لم تمانع فهي متعودة على التواصل مع الناس بمختلف نماذجهم ومهنهم، هذا ما قالته ل“العرب”، وتضيف أنها بتواصلها تعرّف بنفسها كفنانة وبمنتوجها وتشجع الآخرين على الإتيان بأحسن ما لديهم باتخاذها كنموذج. أثارني وجود الشاب الوحيد ضمن العنصر النسوي في هذه الورشة، سألته إن كان بالإمكان أن يعرف بنفسه ولماذا هو هنا؟ فقال “اسمي أنس منصر، طالب بأكادمية الفنون الجميلة بالدار البيضاء، قضيت مدة ثلاث سنوات في الأكاديمية في اختصاص نسيج الأثواب وصناعة الزرابي بطريقة تقليدية بإضافة نمط تصميم بشكل متجدد لإضفاء المزيد من الجمالية على المنتوج التقليدي لأجل أن يلقى رواجا في السوق”. واعتبر أن هذه الورشة بادرة طيبة من الأستاذة أمينة اكزناي ومدينة الفنون أصيلة وأيضا من القائمين على المنتدى، مؤكدا في حديثه أن هذه البادرة جاءت لتشجيع الصناعة التقليدية وإعطاء فرصة كبيرة للمشاركات الصانعات كي يصقلن مواهبهن ويضفن أشياء جديدة لحرفتهن، وأيضا للذهاب بعيدا في هذا الاتجاه حتى يستفيد الكل مجتمعًا ودولةً. وقالت الفنانة أمينة اكزناي، إن هذه الورشة التي أؤطرها مع صانعات تقليديات من مدينة أصيلة مناسبة لأجل تقديم فرصة للزائر للتعرف على أعمالي الإبداعية أولا، وثانيا لإعطاء فرصة للصانعات/ المعلمات/ لأجل أن يطلقن روح الإبداع والخلق الكامنة بداخلهن وصقل المهارات التي راكمنها وورثنها بالفطرة عن أجيال من الصانعات. وأشارت أمينة اكزناي إلى أن الصانعات اللواتي يمتلكن ناصية حرفتهن في الطرز والكروشي والماكرامي وغيرها يمكنهن أن يقدمن المزيد كي يخلقن منتوجات جديدة ومبتكرة. وأضافت أن “من بين أبرز المواد التي نستعملها الثوب والصوف الطبيعي، وبفضل التعاون الجماعي استطعنا أن ننتج أشياء جديدة مثل الحقائب الصغيرة التي تحمل على الكتف والحلي والإكسسوارات”. وعن الهدف من مثل هذه الورشات أكدت أمينة اكزناي أنه يصب في محاولة تغيير نمط اشتغال الحرفيات والمنتوج على حد السواء، كي يتم إضفاء جمالية وأصالة على المنتجات المعدة للتسويق. وأضافت قائلة “إن هناك فعلا إقبالا على هذه المنتجات التي هي في الأساس اقتصادية ولا تكلف الكثير من المال، وصديقة للبيئة. هؤلاء النسوة والفتيات تؤطرهن مؤسسة ويشاركن في مجموعة من المعارض لكنني جئت كي أفتح لهن من خلال هذه الورشة بابا آخر لتنويع المنتوج اليدوي الذي يشتغلن عليه بدل أن يبقين حبيسي منتوج واحد طوال السنة. وألاحظ أن أربعة أيام مرت على بداية هذه الورشة ورغم ذلك كان الإنتاج وفيرا والإقبال جيدا. وأرى أنهن متحمسات ويردن العمل المتواصل”. وذكرت أمينة اكزناي أن “فلسفة عملي هي التعاون مع الصناع التقليديين في قطاع الزرابي أو الجلد أو الفضة أو النحت على الخشب والطين لتطوير المنتوج اليدوي والإبداع في التعامل مع المواد الطبيعية وغيرها، واشتغل مع كلا الجنسين، ما يهمني هو حب الحرفة والحماس”. وأكدت المهندسة المعمارية والمصممة المبدعة أن موسم أصيلة أصبح جزءا من ذاكرة المدينة، والعديد من الفنانين المتواجدين الآن كانوا صغارا وكبروا معه في رحلة عمرية مديدة، مشددة على أن هذا الموسم الثقافي سيبقى مدرسة للتأطير والتوجيه. من جهتها قالت رحيمو العيساوي، المشرفة على جمعية منتدى أصيلة عن دار التضامن، في تصريح ل“العرب”، إن هذه الورشة تحتوي الخياطة والتطريز، والراندة والكروشي، وهما من الأشغال اليدوية أو النسج اليدوي لمنسوجات راقية مثل القفاطين والجلابيب النسائية وديكورات المنازل والإكسسوارات ومفارش الطاولات والسجاد وغيرها. وأضافت رحيمو العيساوي أن هناك عدة ورشات داخل مؤسسة منتدى أصيلة إلى جانب الخياطة والأعمال اليدوية، كدروس محو الأمية التي تستفيد منها 120 من النساء تتراوح أعمارهن بين 40 و70 سنة، والإعلاميات واللغات والطبخ، وهذا كله مكمل لبعضه البعض، ومردودية هذا العمل على نساء جمعية دار التضامن رغم أن الكل يشتغل مجانا. في النهاية لا يسع الزائر إلا أن يصفق لهذا المجهود والإصرار اللذين أظهرتهما المشاركات في ورشة الأعمال اليدوية والقائمين على معرض الفنون التشكيلية على حد السواء، فهذا يعطي فرصة لإبراز الهوية المغربية ويعد بوابة كبيرة لإبراز الثقافة والفنون الجميلة والتراث اللامادي للمدينة.