أطلق مركز المزماة للدراسات والبحوث كتاب «أئمة الشر .. الإخوان والشيعة أمة تلعب في الخفاء »، جديد المفكر الإسلامي ثروت الخرباوي، القيادي السابق والمنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، ويعد هذا الكتاب من أهم ما صدر حول نشأة الإخوان والتقارب بين أفكار مرشد طهران ومرشد الإخوان، ومدى العلاقة الوثيقة التي جمعت الطرفين.. وكذلك رعاية إيران لنمو جماعة الإخوان المسلمين ومدى التأثر الإخواني بأفكار الثورة الخمينية، فكتاب الخرباوي الجديد الذي أصدره مركز المزماة، يكشف حقائق غائبة عن المواطن العربي في فترة حساسة للغاية نعيش فيها في تخبط بين الحركات والجماعات، التي تسعى للسيطرة بعد ان وجدت في ما يسمى ربيع العرب فرصة لتحقيق مصالحها. يقول الخرباوي في كتابه: «كانت جماعة الإخوان أمرا ضروريا في السياسة الإيرانية، فالإخوان ظهروا بصورة البوابة التي سيدخل منها النظام الإيراني إلى المنطقة، ويوما ما قد يحكم الإخوان، وأهل إيران من دهاة السياسة، لذلك عكفوا على دراسة جماعة الإخوان وتاريخها وأفكارها»،. يتابع الخرباوي: «جماعة الإخوان كانت قد بدأت مع الثورة الإيرانية في تكوين تنظيم لها هناك، تنظيم الإخوان في إيران، وقد أطلقت جماعة الإخوان في إيران على نفسها اسم (جماعة الدعوة والإصلاح). وأصبح هذا التنظيم جزءا من التنظيم الدولي للجماعة وإن ادعى أنه يحمل استقلالية عن الجماعة الأم في مصر، وبسبب فطنة الإيرانيين ودهاء قادة الإخوان هناك، لم يلفت تنظيمهم نظر أحد في العالم العربي أو الإسلامي، لأنه كان يدير نفسه بذكاء. وحرص. فلم يسع إلى الاستعراض أو الاصطدام بالنظام الإيراني أو محاولة هدم ثوابت الدولة الإيرانية، ولم يسع إلى الدعوة للمذهب السني، فقد كان هذا من الخطوط الحمراء التي لم يتجاوزها الإخوان هناك، وإن قام فرع الإخوان هناك بدور كبير في التقارب بين الحكومات الإيرانية وجماعة الإخوان في مصر». تفاصيل مخفية : يقول د. سالم حميد رئيس مركز المزماة للدراسات والبحوث، الناشر لكتاب الخرباوي الجديد: «أن أكثر ما يميز الكتاب تبحره في تفاصيل مخفية في تاريخ الإخوان الذي اتسم بالسرية والغموض، وكذلك ربطه بين فكر حكم المرشد في إيران وطموحات مرشد الإخوان، والأهم كشف العلاقة بين الإخوان والشيعة في إيران، والتي تعود الى عشرات السنين وليست وليدة اللحظة، ففي قراءة أئمة الشر.. لا بد أن تتوقف عند محطات عدة تضعك أمام حقائق مذهلة، تعيد إلى الأذهان أسباب الوقائع التي حدثت في عالمنا العربي ». ويتابع حميد في معرض تعليقه على « أئمة الشر »، أن ما يميز الكتاب أيضا تقديمه تفصيل تاريخي لنشأة جماعة الإخوان منذ أيام المؤسس حسن البنا. وكيفية انطلاق الدعوة التي عملت بطريقة ذكية بهدف استقطاب النخب الدينية والعلمية، ويتناول النظام الخاص الذي ربما كان من مسببات القضاء على البنا قبل أن يرى بوضوح نتائج البذرة الإخوانية الفاسدة التي زرعها.
