الذين أدلوا ببعض التصريحات الخطيرة التي فجرت غضب رجال دين مسيحيين وسياسيين أكدوا أن هذا الكلام من شأنه اشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وبدأت القصة عندما أكد د.محمد رأفت عثمان عضو مجلس البحوث الإسلامية السابق بأن ترشيح الأقباط حرام شرعاً لأن مصر دولة إسلامية.. والشريعة الإسلامية مصدر السلطات لافتا في الوقت نفسه إلي أنه لا يجوز لقبطي أن يرشح نفسه لانتخابات رئاسة الجمهورية وقال: لا يجوز إطلاقا وحرام ترشيح الأقباط في انتخابات مجلس الشوري أو الشعب من قبل المسلمين ولا يجوز ما يسمي بتحديد مقاعد معينة لهم فذلك يخالف الدين الإسلامي الذي هو مصدر التشريع في مصر. كما يخالف حرية الإنسان فيجب أن تتاح الفرصة أمام كل من لديه الكفاءة للقيام بمهمة عضو مجلس الشعب أو الشوري لا أن تفرض الدولة المرشحين الأقباط، وعلي الناخبين المسلمين أن يدلوا بأصواتهم إلي المسلمين مادام أنه يوجد مرشح مسلم وحتي من ينتخب المرشح القبطي فيجب أن يكون ذلك بالاختيار لا بالاجبار.. وأشار عثمان إلي أنه لا يجوز إطلاقا ترشيح غير المسلمين لمنصب رئيس الجمهورية لأن مصر برأيه دولة إسلامية وهذا حكم أجمع علماء البحوث الإسلامية عليه لم يثبت إطلاقا أن أحد علماء الأمة الإسلامية من علماء التشريع أو العقيدة افتي بأن يتولي الدولة غير مسلم.. وأشار إلي أن الأمر نفسه ينطبق علي النواب فلا يجوز أن يكون نائب المسلمين غير مسلم لأن هذا بمثابة وكيل عنهم في كثير من أمور الدين، خاصة أن الإسلام هو دين الدولة، وفي السياق ذاته شدد د. عبدالمنعم البري رئيس جبهة علماء الأزهر السابق علي صحة رأي د. محمد رأفت عثمان، وقال إن المسلم عليه أن ينتخب المسلم مشيرا إلي أن أهم معايير اختيار نواب الأمة تمسكهم بدينهم. وتابع: من يدلي بصوته في الانتخابات عليه أن يدرك أن صوته أمانة ويجب إعطاؤه لصاحب الدين ومن يخالف ذلك فإن انتخابه حرام وسيقع عليه ذنب، ولذلك يجب علي المسلم أن ينتخب المسلم الملتزم المتدين، فكيف يدلي بصوته لقبطي؟ ومعني الديمقراطية هو سيادة رأي الأغلبية والجماعة والأغلبية في مصر تدين بالإسلام فمن الضروري أن ينوب عنهم نائب مسلم، علي الجانب الآخر اعترف القس صليب متي ساويرس بأن الاقباط لاينتخبون سوي الأقباط لأن المسلمين أيضا لا ينتخبون سوي المسلمين لافتا إلي أن هذه ثقافة المجتمع المصري الآن ويصعب تغييرها بدون التجربة، والإقدام علي الدفع بالمرشحين الأقباط في الدوائر الانتخابية، ولتقديم جميع الأحزاب علي ذلك لتفعيل مبدأ المواطنة.. وأكد ساويرس أن ثقافة المجتمع المصري حاليا تعزز فكرة أن النائب القبطي يراعي مصالح الاقباط فقط لذلك لا يرغب المسلمون في ترشيحه إيمانا منهم بأنه سيقوم بالتقصير في حقوقهم ومطالبهم، وللقضاء علي هذه الأفكار يجب مواجهتها والدفع بالمرشحين الأقباط الذين يحصلون علي قدر من الكفاءة والقدرة علي المشاركة في الحياة السياسية لتحقيق مطالب المسلمين والأقباط معا وقال ساويرس إنه لا لوم علي المشايخ الذين جرموا انتخاب القبطي لأنهم متأثرون بذات الثقافة السائدة في المجتمع الآن والتي قويت شوكتها بفعل فتاوي وافدة من بلاد اسلامية أخري.. إلي ذلك اعتبر رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن المشايخ الذين يجرمون انتخاب القبطي ليسوا مصريين وهم في الأغلب يتبعون ذات المنهج الذي اتبعه محمد علي بشر أحد قادة الاخوان عندما أعلن ضرورة أن يكون صوت المسلم.