أزمة سياسية جديدة أثارتها زيارة عدد من أئمة المساجد والدعاة إلى مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، ومقابلة المرشد العام للجماعة محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر ، لمطالبته بالتدخل لإنهاء أزمة قانون النقابة وحثّ مجلس الشورى على إصداره لنقابة للدعاة ، حيث إعتبرتها القوى السياسية إنهاءً لمؤسسات الدولة الرسمية ومحاولة على طريق تمكين الجماعة من إنشاء الدولة الموازية.. في حين أكد أزهريون أن الجماعة نجحت في أخونة الأزهر الشريف ، خاصة بعد إقرار مجلس الشورى لمشروع قانون نقابة الدعاة المهنية الذي تقدموا به ، والذي وصفهم بالمحسوبين على جماعة الإخوان التى تعمل علي تحركهم ، وتطالبهم بوقف الوقفات الاحتجاجية المقرر تنظيمها للاعتراض أمام مجلس الشورى على رفض الأخير قانون نقابة الدعاة . عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى قال ، إن المصريين طوال عمرهم يبحثون عن مصدر السلطة لعرض مشاكلهم، وبالتالي كان توجه الدعاة التابعين لوزارة الأوقاف، لقيادات الإخوان بمكتب الإرشاد بالمقطم للمطالبة بالتدخل لإنهاء أزمة قانون النقابة إختصارًا للوقت لعرض مشكلتهم على المكتب القائم على إدارة البلاد ، وهذا ما عكسته زيارة الوفد التي تؤكد أن بعض فئات المجتمع تدرك أن هناك سلطة فعلية متمثلة فى مكتب الإرشاد تحرك السلطة الرسمية المتمثلة فى السلطة التنفيذية ؛ لافتاً إلى أن الإستمرار على هذا النحو يسقط شرعية مؤسسات الدولة على أيدي مكتب الإرشاد. وأضاف قائلاً : إن زيارة وفد الدعاة يعكس لنا أن بعض فئات المجتمع تدرك أن هناك سلطة فعلية متمثلة فى الإرشاد لإدارة مؤسسات الدولة الرسمية للوصول للهيمنة الإخوانية على الأزهر . وأكد د. وحيد عبد المجيد المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطنى ، على سعي جماعة الإخوان لإنشاء دولة موازية فى مواجهة الدولة الأصلية التي تعمل على إدراتها بشكل يعمل على خدمة مصالحها في المقام الأول ، من خلال عمل مكتب الإرشاد العام منذ صعود الرئيس محمد مرسي لسدة الحكم ،حيث قام بإنشاء وزارة خارجية موازية لإستقبال السفراء والزيارات الخارجية للمقر، والقيام بعمل الوزارات والهيئات ، وصولاً للمطالبة بإنشاء حرس وطنى علي غرار النموذج الإيراني ، وبذلك تتمكن من إنشاء مخطط متكامل للدولة الموازية لمواجهة الدولة الأصلية. دولة بديع ويرى سيد عبدالعال رئيس حزب التجمع ، أن هذه الزيارات تؤكد أن المرشد هو الحاكم الفعلي للبلاد وأن د. محمد مرسي تابعاً له ومنفذاً لمخططاته ، لذا تعد مثل هذه الزيارات ظاهرة طبيعية جاءت من اصحاب مطالب أدركوا من ينفذها ومن يملك صنع القرار قي البلاد ؛ وإن كانت الكارثة لا تكمن في زيارة الوفد للإرشاد بقدر كارثة استقبال الجماعة لهم ، برغم عدم وجود صفة رسمية في الدولة لمناقشة مشاكل أية فئة مجتمعية متعلقة بشؤونهم المرتبطة بمؤسسات الدولة . وأوضح رئيس حزب التجمع، إن زيارة الدعاة ومن قبلهم القضاة لمكتب الإرشاد لعرض مطالبهم عليه، يأتى فى إطار التأكيد على أننا في دولة الإخوان ، برغم عدم شرعيتها حتى بعد إشهارها كجمعية أهلية، وذلك لأن أعضاء الجماعة مازالوا يمارسون السياسة، وهو ما يفرض حلها على الفور وفق نصوص القانون . ومن جانبه ؛ قال الشيخ محمود الأبيدي المتحدث باسم حركة أئمة بلا قيود ، إن زيارة هؤلاء لمكتب الإرشاد ومطالبته بالتدخل لدى مجلس الشورى لقبول مشروع قانون نقابة الدعاة المهنية، بعد أن تم سحبه من المجلس يؤكد أن القائمين على النقابة المهنية يخدعون الناس ،لأنها تحت التأسيس ومع ذلك وزير الأوقاف منحها مقراً قاموا بتعليق لافتة إخوانية لهم ، بينمالم يمنح النقابة المشهرة أي شيء. وإنتقد الشيخ محمد البسطويسى نقيب الدعاة ورئيس النقابة المستقلة للدعاة والأئمة، الزيارة التى قام بها وفد من الدعاة على رأسهم د.جمال عبدالستار وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة وكلاً من الشيخ عبدالعزيز رجب القيادى بالنقابة المهنية للدعاة لمكتب الإرشاد ، لمحاولة لإستعادة كرامتهم التي أهدرت عقب عدم موافقة مجلس الشوري علي مشروعي نقابة وكادر الدعاة ، خاصة أن هذه النقابة كذبت علي الأئمة لمدة عامين من خلال الوعود البراقة التي تلقوها.مطالباً وزير الأوقاف د. طلعت عفيفى ، بإقالة كل من ذهب لمكتب الإرشاد التي إستطاعت أخونتها علي أيديهم ، للعمل على نشر منهج حسن البنا من داخل الأزهر . وحذر الشيخ معوض عطا الله القيادى بالنقابة المستقلة للدعاة والأئمة ، من اخونة الدعوة خاصة أن ديوان عام وزارة الأوقاف يعتبر المقر الثانى لمكتب الإرشاد، نظرا لحجم القيادات المحسوبة على جماعة الإخوان ، والتي تتلقي توجيهات مكتب الإرشاد القائم بإدارة الوزارة ، وهو ما يمثل خطورة على الدعوة ، مشدداً على ضرورة توحيد أئمة الأوقاف لإتخاذ موقف جاد ضد سياسات وزير الأوقاف د. طلعت عفيفى الإخواني ، التى تهدف إلى تدمير الدعوة على أيدي القائمين على النقابة المهنية ، والتي منحها مقراً برغم إنها تحت التأسيس قاموا بتعليق لافتة الإخوان عليها. ووصف الشيخ أحمد البهي المنسق العام لحركة أئمة بلا قيود ، هذه الزيارة من أجل عرض قانون النقابة على المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين ب" الفضيحة " ، التي تثير الشكوك حول ما يتم من تلاعب بالائمة في الفترة الحالية من قبل مكتب الإرشاد ، خاصة وأن هذه الزيارة تهدف لوقف المسيرة المتفق على تنظيمها الثلاثاء المقبل والمقرر إنطلاقها من أمام مقر وزارة الاوقاف الى مجلس الشورى للمطالبة باقرار قانون النقابة الخاص بالدعاة الذي تم تعطيله لصالح أخونة الوزارة، والتنديد بسياسة وزير الاوقاف والمطالبة بإقالته بحقوق الأئمة. ونفيَ الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف بالغربية، جدوى هذه الزيارة التي تهدف لتمرير مشروع القانون من داخل الغرف المغلقة ، في حين أن هناك نقابة مشهرة للأئمة والدعاة المسقلة، وبالتالي تعد هذه الزيارة التي قام بها هؤلاء الدعاة الذين لايمثلون وزارة الأوقاف تأكيد على حكم الإرشاد الفعلي للدولة،مستنكراً لجوء الدعاة للإرشاد في حين أنه لا يمكن تسيسها مطلقاً سواء بتدخل أحزاب سياسية أوجماعات في عملها ، وإقتصار دورها كنقابة مسجلة رسمياً ومستقلة للمطالبة بحقوق الأئمة والدعاة. وطالب الأئمة والدعاة بالخروج والاعتصام المفتوح أمام وزارة الأوقاف لإقالة الوزير وسحب جميع القرارات التي تم إصدارها من قبله لعدم جديتها ومخالفتها للقوانين واللوائح والدستور، خاصة المادة الرابعة منه والتي تنص بالتالي :" بأن الأزهر هو الجهة الوحيدة لا غيره المختص بالدعوة وليس وزارة الأوقاف " . زيارة طبيعية في حين أوضح د. أحمد عارف المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين ، بأن وفد الدعاة التابعين لوزارة الأوقاف الذي زار مكتب الإرشاد كانت زيارتهم طبيعية لمناقشة عمل قسم الدعوة ، وتصادفت زيارتهم مع وجود قيادات مكتب الإرشاد، لكنهم لم يلتقوا أياً من هؤلاء القيادات ، مؤكداً ان جماعة الإخوان المسلمين لا تتدخل من قريب أو بعيد في عمل أي جهة حكومية، ولسنا جهة للشكاوى ، كما يزعم البعض . ونفى المتحدث الرسمي للاخوان طلب وفد الدعاة من المرشد العام للجماعة التوسط لدى مجلس الشورى ، بإعتبار أن أغلبيته من أعضاء الإخوان المسلمين ، وذلك لحثه على الإسراع بمناقشة قانون نقابة الدعاة. وجدير بالذكر أن مجموعة الدعاة الذين إلتقوا قيادات مكتب الإرشاد ، والذين قدموا مشروع قانون لتأسيس نقابة للدعاة ، محسوبون على جماعة الإخوان المسلمين التى تعمل علي تحركهم ، وطالبتهم بضرورة إلغاء الوقفة الاحتجاجية المقرر تنظيمها للاعتراض أمام مجلس الشورى على رفض الأخير قانون نقابة الدعاة، وحذرتهم من تنظميم أى مظاهرات أخرى ضد مجلس الشورى.