رفض سلفيو مصر وحركة "ائتلاف المسلمين للدفاع عن الصحابة وآل البيت" اتفاق "القاهرةطهران" على تنظيم رحلات سياحية متبادلة للمرة الأولى منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 34 عامًا، حيث طالبوا بخروج السائحين الإيرانيين من بلد الأزهر الشريف، وإجبارهم على العودة إلى "طهران" بالطائرة التي جاءت بهم، خوفًا من نشر التشيع وفتح المجال أمام السياحة الإيرانية وتسلل عناصر تابعة للحرس الثوري من أجل استهداف بعض قيادات تيار الإسلام السياسي المعارض لعودة العلاقات بين البلدين، ورغم تأكيد الحكومة المصرية أن الرحلات السياحية للإيرانيين ستكون فقط لزيارة المناطق الأثرية في مدينتي "الأقصر وأسوان"، ولم يتم الاتفاق على أي برامج سياحية لزيارة أضرحة ومساجد آل البيت في القاهرة، إلا أن عددًا من سلفيي مصر أكدوا أن البلاد لن تستطيع مقاومة "التسلل الناعم" للشيعة بغرض السياحة الدينية لزيارة أضرحة ومساجد آل البيت، ومحاولتهم المستمرة لنشر الفكر الشيعي بين عامة المصريين. وليد إسماعيل منسق ائتلاف المسلمين للدفاع عن الصحابة وآل البيت قال: إنه منذ أن وطأت قدم الرئيس الإيراني "أحمدي نجاد" أرض "مصر"، ونحن نعلم أن الرئيس "محمد مرسي" وجماعته يخفون الكثير حول عودة العلاقات بين البلدين بعد قطيعة دامت لأكثر من ثلاثة عقود، لافتًا إلى أن تبادل الوفود السياحية أول قطرة من أمطار "طهران" إلى "القاهرة" والتي لن تهدأ إلا باختراق وتسلل ناعم لعامة المصريين لنشر الفكر الشيعي وزيارة العتبات المقدسة وإحياء الثورة الفاطمية والتيار الشيعي مجددًا، مؤكدًا أن الرئيس "مرسي" خالف جميع وعوده بخصوص عدم عودة العلاقات المصرية الإيرانية، إلا بتوافق سياسي وإسلامي ودراسة المخاطر أولًا، وهو ما لم يحدث ورغب مع الجماعة الإخوانية في جلب حفنة دولارات إيرانية من وراء السياح للنهوض بالاقتصادي المتهاوي، ونحن نقول له: "ليس من أجل الأموال نهدر السنة"، وائتلاف المسلمين للدفاع عن الصحابة سوف يتصدى لكافة محاولات نشر التشيع في مصر. تصفية السلفيين واتفق معه د. عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الجبهة السلفية، أن الرئيس "مرسي" المحسوب على تيار الإسلام السياسي يريد إدخال أهل الشرك الديني لبلد الأزهر الشريف، وأهل السنة والجماعة لن يرحبوا بزيارة أصحاب المذهب الشيعي للمقدسات الدينية في مصر، لافتًا إلى أنه مجرد وضع أول قدم إيرانية في مصر فإن الزيارات ستتوالى لاحقًا، وقد يكون وراءها أعضاء من الحرس الثوري الإيراني يريد دخول البلاد لتصفية عدد من المعارضين المدنيين والإسلاميين "السلفيين" تحديدًا الرافضين عودة العلاقات بين البلدين، أو قد يكون وراء دخولهم البلاد تحت ستار "السياحة" القيام بعمليات تخريبية لتظل "مصر" متخبطة داخليًا في الفوضى، موضحًا أن السلفيين يتحفظون على عودة العلاقات قبل وضع شروط مذهبية لإرضاء المجتمع والتيار الإسلامي خوفًا من انتشار التشيع والتبشير بالمذهب الشيعي داخل أكبر دولة إسلامية "سُنية". ومن جانبه أضاف د. محمد إبراهيم منصور عضو مجلس الشورى الدعوة السلفية، أن السياحة الإيرانية جزء من المشروع الإيراني بالغ الخطورة على مصر، وعلى مؤسسات الدولة أو التيار الإسلامي عدم أخذ الأمور بسطحية، نظرًا لأن الخلاف بين السنة والشيعة عميق من حيث العقيدة والمنهج، كون الشيعة عقيدتهم قائمة على سب الصحابة وتكفير أهل السنة، بل قد يصل الأمر عندهم إلى إهدار دمائهم، مؤكدًا أنه من غير اللائق أن يلجأ المحسوبون على الإسلام في إقامة علاقات مع دولة "الشيعة"، وكان من الضروري حذو نفس مسار الرئيس السابق "حسني مبارك" في قطع هذه العلاقات نهائيًا، حتى وإن كانت الأسباب والدوافع مختلفة لأن القطيعة والحفاظ على الهوية الإسلامية أهم من المصالح الاقتصادية، وما يدعو السلفيين للقلق أن "إيران" سوف تتمسك بالفرصة المصرية لأن أماكن الشيعة كثيرة في البلاد، وسيحاول السياح الإيرانيون بناء علاقات اجتماعية وأسرية مع المصريين البسطاء للتوغل الديني بينهم. رضوخ مالي وفي رأي نادر بكار المتحدث باسم حزب النور السلفي، أن عودة العلاقات المصرية الإيرانية على طريقة "السياحة الدينية" محاولة من نظام الرئيس "مرسي" لضخ الأموال الإيرانية عن طريق غير مباشر، وطهران تدرك جيدًا أن "القاهرة" في أشد الاحتياج إلى المال لدعم اقتصادها المتهاوي، وسترضخ لأية شروط لضمان استمرار وصول المساعدات المالية من جميع الدول، لافتًا إلى أن الشعب الإيراني متلهف على زيارة أضرحة آل البيت وغيرها من الأماكن التي يقدسونها، ومن الطبيعي أن يكون التقارب الديني بين البلدين مرفوضًا، لاختلاف الطبيعة الإسلامية والمذهبية لكلا الشعبين، والتي تحاول "إيران" نشر المذهب الشيعي كأحد أهم أولوياتها الخارجية في مصر تحديدًا من أجل السيطرة على البلاد، بعد "العراق ولبنان وسوريا"، موضحًا أن جماعة الإخوان المسلمين رغم علمها بخطورة توافد السياح الإيرانيين على الهوية السنية للبلاد، إلا أنها تتغاضى عن ذلك بحجة دعم الاقتصاد المنهار، بالإضافة إلى أن تبادل الوفود السياحية يعني جمعيات شيعية ثقافية، ومكاتب سياحة، ومطاعم وفنادق وأسواق مخصصة للزوار الشيعيين، كما ستصبح "اللغة الفارسية" مسموعة في منطقة الصعيد الأشد فقرًا والأكثر احتياجًا للأموال، الأمر الذي يجعل بعض السياح قادرين على اختراقهم ثقافيًا وشعبيًا. في حين أكد د. يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن السلفي، أن المذهب الشيعي موجود في مصر من خلال إقامة "الحسينيات" الشيعية في بعض مناطق الجمهورية، وما سيحدث من تقارب سياحي بين "مصر وإيران" برعاية إخوانية، يحتم على الإسلاميين علاج مشكلته بأسلوب هادئ يضمن عدم الدخول في معارك مذهبية بين أهل "السنة والشيعة"، مؤكدًا أن السلفيين لن يسمحوا بنشر الفكر الشيعي داخل البلاد، وعلى الرئيس الحفاظ على هوية مصر الإسلامية وتفعيل عهود ما قبل الإعادة لانتخابات الرئاسة المصرية والتي انتخبه السلفيون على أثرها لتطبيق الشريعة والحفاظ على الإسلام، مشيرًا إلى أنه في الوقت الذي نسعى فيه لمقاومة خطر الشيعة ورغبتهم في عودة "الدولة الفاطمية"، نفاجأ بفريق من الإخوان المسلمين يثيرون الشبهات للوصول إلى مآربهم، ورغم إدراك السلفيين بالعلاقات الواسعة بين "الإخوان والشيعة" إلا أننا كنا نظن حرصهم على التمسك بمبادئ أهل السنة والجماعة. انقلاب إلى التشيع وفي السياق ذاته أوضح د. سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف السابق، أن المشكلة ليست في نشر المذهب الشيعي ولن يتقبله المصريون، لكن ما الخوف من ممارسة الطقوس التي يؤديها الإيرانيون أثناء زياراتهم لآل البيت في الموالد ووسط الأحياء الشعبية، وقد يمارس بعض المصريين المتصوفين المحبين لآل البيت والموالد هذه الطقوس وينقلب هذا الحب إلى تشيع، مؤكدًا أن السلفيين بمفردهم لن يستطيعوا صد طوفان الشيعة تحت ستار السياحة، وستكون النتيجة أن عامة الشعب لن يستطيعوا التمييز بين المذهبين "الشيعي والسني" وستكثر الشبهات والمعاصي، كما أن الاتفاقية السياحية بين البلدين ستأتي بنتائج عكسية على الهوية السنية للبلاد، وقد يتم تجهيز عناصر الحرس الثوري الإيراني لغزو مصر تحت مظلة الزيارات السياحية حتى مع تشديد الإجراءات الأمنية على الوفود الإيرانية من قبل السلطات المصرية. وبدروه رفض د. عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، عودة العلاقات الدينية بين طهرانوالقاهرة تحت أي ستار، نظرًا لأن "إيران" لديها مشروع شيعي توسعي في المنطقة العربية، وبعد أن أجهزت على "سوريا ولبنان" في نشر ثقافتها وحرسها الثوري تحاول فعل نفس الأمر مع "العراق ومصر" وترغب في نشر الفكر الشيعي داخل البلاد الإسلامية التي تنتهج الفكر السني، موضحًا أن "طهران" تحاول إعادة إحياء الإمبراطورية الفارسية، وترى أن "القاهرة" هي حائط الصد ضد أحلام الخلافة القديمة، وعلى جماعة الإخوان المسلمين والرئيس "محمد مرسي" احتواء غضب الإسلاميين قبل أن ينفجر في وجوههم المتلونة، كما نحذر من سحب البيعة والمساندة في حال سقوط الرئيس وجماعته عن الحكم والمشهد السياسي، وعليهم في حال رغبتهم إقامة لمزيد من العلاقات أو التقارب بين الجانبين "المصري والإيراني" أن يكون بعيدًا عن الهوية الدينية حتى لا تفقد الدول العربية ذات التاريخ والثقافة الموحدة هويتها السُنية المشتركة.