وقال الشريف، أنه قرر عدم اتخاذ أى قرار فى استقالة الطيب من الحزب فور إرساله خطاب يطلب فيه الاستقالة، حيث طلب منه عرض الأمر على الرئيس وبالفعل تم عرضها ووافق الرئيس على استقالته لأنه يتولى منصب دينى رفيع لا يجوز تولى أى منصب سياسى بجواره. وأضاف: أن الأمام الأكبر كان واضحا منذ البداية، حيث أبدى رغبته فى الاستقالة من الحزب "ووعدته بعرض الأمر على الرئيس " وتقدم بخطاب مغلف يحتوى على استقالته.. وكان د. الطيب قد أرسل خطاباً إلى الرئيس مبارك أوضح فيه سبب استقالته التي تأتي على ضوء توليه منصب شيخ الأزهر الشريف خلفاً للراحل الشيخ محمد سيد طنطاوي، وذلك حتى لا تتعارض هذه العضوية مع دعوة الحزب الوطني للفصل بين الدين والسياسة، وبين المؤسسات الدينية والسياسية. ويرى متابعون للشأن الدينى فى مصر أن اختيار د. الطيب يرجع غلى أنه أزهري خالص، ود أحمد الطيب أستاذ في العقيدة الإسلامية، ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة وترجم عدداً من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية، وعمل محاضراً جامعياً لبعض الوقت في فرنسا . ويقول علماء أزهريون عنه "إنه واسع العلم، ولم يدخل من قبل في مناقشة قضايا خلافية، ولم يصدر حين كان مفتياً لمصر فتاوى تثير الجدل. وتولى د. الطيب رئاسة جامعة الأزهر منذ 2003عام بعدما كان مفتياً لمصر. وينتمي د. الطيب وهو من مدينة القرنة بمحافظة الأقصر في صعيد مصر إلى أسرة صوفية ويرأس طريقة صوفية خلفاً لوالده وجده الراحلين. ويرى محللون للحالة الدينية فى مصر أن د. الطيب، من أبرز العلماء في المرحلة الراهنة، وأن وقرار تعيينه شيخاً للجامع الأزهر يتماشى مع الاتجاه العام العالمي للمؤسسة الدينية العريقة نحو تدعيم حوار الحضارات. إذ تخرج د. الطيب في كلية أصول الدين، وحصل على الدكتوراة منها ثم تم ايفاده إلى بعثة لفرنسا ليحصل على دكتوراه ثانية من جامعة السوربون الفرنسية، وعمل مفتياً للديار المصرية عامي 2002 و2003، لينتقل منها إلى رئاسة جامعة الأزهر. ومنذ توليه رئاسة جامعة الأزهر، وقع العديد من الاتفاقات للانفتاح على العالم الإسلامي، وأنشأ بعض الكليات والمعاهد فوق المتوسطة، ومن أبرز القضايا التي تعامل معها د. الطيب خلال فترة رئاسته لجامعة الأزهر، أزمة "تدرب طلاب الإخوان المسلمين فى الجامعة على الفنون القتالية "، حيث واجهها الطيب بحزم وتم اعتقال حوالي 180 طالباً من المدينة الجامعية. أما آراؤه الفقهية، فالطيب يرى مثلاً أن النقاب عادة من العادات كالزي العربي القديم، وأن الفريضة هي الحجاب. وشدد على ضرورة خلع طالبات الأزهر للنقاب داخل لجان الامتحانات وداخل الحرم الجامعي، مبرراً قراره بأن المراقبات على الطالبات من السيدات ولا داعي لارتداء النقاب. وكان من أبرز فتاواه حينما كان مفتياً قوله بإباحة بيع المسلم للخمور في بلد غير مسلم لغير المسلمين، وهو الأمر الذي أثار حفيظة عدد كبير من العلماء المسلمين. ويرأس شيخ الأزهر الجديد لجنة حوار الأديان في الأزهر وعضو في مجمع البحوث الإسلامية وهي أعلى هيئة علماء في الأزهر.