عندما يقع ظلم ما على المواطن المصرى البسيط وتضيق به السُبل ويعجز عن إيجاد من ينصفه يلجأ إلى صاحبة الجلالة الصحافة، ويتشبث بقلم الصحفى الشريف كى يرفع عنه الظلم بنشر مايحدث حتى يكون أداة ضغط على الجهة المتورطة فى ظلمه، أما إذا وقع الظلم على الصحفى فأين يذهب ولمن يلجأ، للأسف الشديد الصحافة – بصفة خاصة - والإعلام بوجه عام فى خطر، فعندما تكون الآلة الإعلامية مُكبلة ومُنساقة ولا تستطيع أن ترفع الغُبن عن نفسها فكيف يتثنى للمواطن البسيط أن يتسقى معلوماته منها ؟ ونحن فى دولة مؤسسات ويحمينا القانون ويتم الضرب بيد من حديد على من يخرق القانون ولكن يبدو أن مؤسسات الدولة أصبحت لا تحترم القانون، فقد قامت كلية التربية بجامعة الإسكندرية - والتى لايوجد بها قسم للصحافة أو الإعلام - بعمل دورات "متوسطة التكلفة" للطلبة فى مجال الصحافة والإعلام والإذاعة والتلفزيون وكل ما يخص الميديا، وهذا على يد صغار الصحفيين الذين حصلوا على دورة فى أحد المراكز غير المتخصصة على يد مدربين غير مؤهلين وتم نشر الاعلان فى صفحتها على الإنترنت وتم لصق الاعلانات فى أروقة الجامعة وعلى جدرانها تحت سمع وبصر العميد ورئيس الجامعة دون أن يحرك أحدهما ساكناً! نقيب الصحفيين بالإسكندرية محمد الكيلانى إستنكر ما يحدث من تدخلات فى صميم عمل النقابة، وأكد أنها الجهة المنوط بها تدريب الصحفيين، وإصدار شهادات معتمدة، وإذا كان من حق الجامعة أن تنتدب صحفيين للتدريب العملى فلابد أن يكون هذا تحت إشراف من النقابة، ولابد من عمل بروتوكول تعاون بين النقابة وأى جهة تسعى للقيام بتدريبات صحفية، ونحن لدينا قانون 76 لسنة 70 الذى يحظر على أى شخص أو مركز القيام بدورات أو تدريبات غير النقابة، ولقد تقدمنا ببلاغات ضد عدة جهات لوقف هذه الدورات . بينما اعترض كريم صلاح - أمين صندوق النقابة - على ما وصفه بالإنتهازية الصحفية والمتمثلة فى النصب على المواطنين؛ وإنتحال صفة النقابة فى تدريب الكوادر الصحفية، حيث إنها هى الجهة الوحيدة التى تهتم بتنمية مهارات الصحفيين بشكل أكاديمى؛ وبدون أى تكلفة على الصحفى؛ فهى تقوم بعمل هذه التدريبات بالمجان وتصدر شهادات معتمدة ، وإنه يهيب بمؤسسات الدوله لتقف مع النقابة لوقف الاختراق الذى يتم فى صفوف الصحفيين من الجهات الخارجية عن طريق المدربين الأجانب مجهولى الهوية؛ والذين يقمون بعمل دورات تدربية صحفية لأن هذا من شأنه زعزة أمن وإستقرار الوطن؛ لأن هذه الجهات ممولة من جهات خفية لتصل إلى المعلومات عن طريق الصحفيين المدربين لديها. فيما يؤكد سيد سعيد - سكرتير عام النقابة الفرعية للصحفيين بالإسكندرية – نحن لدينا قانون حماية الصحفين وحقهم فى الحصول على المعلومة ولا يحق لكائن من كان أن أن النقابة الفرعية لن تفرط فى حق أى صحفى، وأنها لا تدخر جهداً فى مساندة الصحفيين وتدريبهم بشكل دورى " سواء على المادة الصحفية أو التصوير أو حتى اللغة العربية السليمة" ، وأضاف سعيد " لدينا الآن بالنقابة الفرعية كورس مدته 14 يوماً يقوم بالتدريس فيه كبار أساتذة اللغة العربية بالإسكندرية، ولن ندخر جهداً فى تثقيف وتدريب الصحفيين الشبان ، وسوف نتخذ الإجراءات المناسبة ضد كل من تسول له نفسه خرق قوانين النقابة. الصحفى نبيل أبو شال - مدير مكتب المصرى اليوم بالإسكندرية- يقول : أنا مدرس غير متفرغ فى كلية الآداب - قسم صحافة - أقوم بتدريس الدراسات والبرامج الدولية وكذلك فى جامعة بيروت وأنا صحفى منذ 27 عام، ونقابى وقمت بالتدريس فى أكثر من مكان مثل المعونة الأمريكية ولذلك إستعانت بى جامعة الإسكندرية فى مادة "تدريب عملى وفنون تحريرية" وغيرها فكيف أوافق أن تقوم كليه التجارة وكلية التربية بعمل دورات صحفية وإعلامية يقوم بالتدريس فيها أسماء مجهولة وغير مؤهلة وليس لها علاقة بالصحافة فهذا يؤدى لتخريج كوادر صحفية مريضة تنخر فى عظم المهنة وتؤدى لمشاكل مهنية كبرى . أما محمد - أحد الصحفيين الشبان – فيقول : يحق للصحفى أن يحصل على قدر من التدريب ليكون أكثر مهنية، ولأن الصحافة موهبه فطرية فهى غير قاصرة على خريجى كليات الإعلام، والكثير من الصحفيين والكُتاب العظام خريجى كليات مختلفة وقد يكون أغلبهم غير مقيدين بنقابة الصحفين، ولذلك يلهث صغار الصحفيين خلف أى إعلان عن دورة صحفية حتى وإن كانت "تحت السلم"، فيقوم الإنتهازيون بعمل دورات تدربية باهظة الثمن على أيدى أُناس غير مؤهلين لتدريب كوادر صحفية شابة، ولذلك نرى فى الصحف أخطاء شائعة وصحافة صفراء وصحفيين إنتهازين، أما الطامة الكبرى فهى إستغلال حاجة هؤلاء لحمل كارنية صحافة، والذى وصل سعره فى الإسكندرية إلى 700 جنيه ، علاوة على وعود وهمية بكارنية النقابة، وبالطبع ليست نقابة الصحفين ولكن نقابة العاملين فى الصحافة والذى يتكلف 60 جنيهاً ويباع ب 1500 جنيهاً، وللأسف لا يعلم كثيرون أن هذه النقابة خاصة بعمال المطابع وبائعى الصحف، وبذلك يعيش الصحفى فى مسلسل النصب المتكرر .