عام 2011 مليء بالاحداث الساخنة التى غيرت العديد من المفاهيم الساسية والاقتصادية والاجتماعية والعلامية، فى مصر وسنركز على التغير فى الملامح الاعلامية التى شهدها العام الدامى خاصة بعد ثورة يناير التى أطاحت بحكم الرئيس السابق حسنى مبارك الذى ظل جاسمًا على صدر الاعلام لمدة 30 عامًا وكمم افواه عديدة من الصحف وسمح لافواه اخرى بالحديث، بعد الثورة تغيرت الملامح الصحافة القومية والمستقلة والحزبية وغيرت صحف من ثوبها لترتدى ثوب المدافع عن ثورة والشعب اضافة لظهور صحف وقنوات فضائية ومواقع اخبارية على الانترنت كلها تتحدث باسم الثورة ولعبت فيه دور "طبيب التجميل" لإخفاء ما شاب النظام والحكومة من عوار. وقد شهد العام اطلاق عدة مشاريع لمؤسسات صحافية وقنوات اعلامية وليدة تزامنا مع مصر الجديدة التي تولد الآن بعد ان لفظ نظام مبارك انفاسه الاخيرة واصبح رموزه من اعلام سجن مزرعة طرة ليحملوا القاباً قيادية في عالم "المسجلين خطر" ولصوص المال العام.. وبين المشاريع الجديدة أربع صحف على رأسها صحيفة "التحرير" التي يرأسها ابراهيم عيسى الذي أطيح به من رئاسة تحرير الدستور قبيل الثورة إثر خلاف بينه وبين مالك الصحيفة السابق السيد البدوي رئيس حزب الوفد.. ويقوم الناشر إبراهيم المعلم بتمويل الصحيفة الجديدة لتكون ثاني إصدار له بعد صحيفة الشروق اليومية. وظهرت على الساحة صحف عديدة منها ما يحمل ترخيص مصرى واخر اجنبى ومنها ما ينتمى لاحزاب وتيارات دينية وسياسية مثل: "النور" عن التيار السلفى و"الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين والتى تصدر بشكل يومي بتمويل من الجماعة، وجريدة شباب الثورة، وصوت الثورة واخرى شباب ثورة مصر. ومن المشاريع الصحافية الجديدة "الحرية" والتي يرأس تحريرها الكاتب عبدالله السناوي رئيس التحرير السابق للعربي الناصري، والتي تحمل "الروح الجامعة" لثورة يناير وليس معني أن يتولي أمورها اثنان من المحسوبين علي التيار الناصري أنها ستكون جريدة ناصرية بحتة ولكنها ستكون جريدة منفتحة ذات مسحة ناصرية تدعو للعدالة الاجتماعية والانفتاح علي العالم العربي. كما أصدرت الأهرام ملحق "شباب التحرير"، والذي استطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا، وساهم في زيادة مبيعات الأهرام وأكسبها شعبية كبيرة في ميدان التحرير الذي كان يشهد توزيعًا مجانيًّا للملحق في بداية الثورة، وحسبما أشار محمد البرغوثي المشرف على الملحق فإن الملحق ارتبط بأهداف ومطالب بدأت منذ 25 يناير ومستمرة إلى الآن سواء من ميدان التحرير أو من كل ميادين مصر، مؤكدًا أنه تعرض لضغوط شديدة لفرض سقف معين من الحرية. كما شهد هذا العام، ميلاد جريدة "ميدان التحرير" والتي يرأس تحريرها الصحفي شريف عارف، وقال رئيس مجلس الإدارة محمد مصطفى شردي إن الصحيفة تجري حاليًا عددًا من الدراسات التسويقية بعد نجاحها في أن تكون لسان حال ثوار يناير منذ عددها الصادر في الأول من فبراير الماضي خاصة أن الثورة أحدثت تغييرًا جذريًّا في وجهة نظر الجمهور المتلقي لوسائل الإعلام. ونتيجة التطور التكنولوجى وسرعة نقل المعلومات الانترنت بالعديد من المواقع الاخبارية والتى رفعت شعار الثورة والدفاع عنها اضافة الى الصفحات الرسمية لتيار سياسية ودينية وحزبية وجهات رسمية منها صفحة للمجلس العسكرى واخرى لوزارة الدخلية وغيرها لشباب الثورة والائتلافات وكل منها تدافع عن موقفها بوجهة نظرها تجاه الاحداث الجارية. ومن المواقع الاخبارية التى ارتسمت على صدر ترويستها شعارات الثورة موقع (25 يناير) واخر حمل اسم (ثورة 25 يناير) و(محطة مصر)، و(فى حب مصر ) وغيرها الكثير. وحول استخدام التقنيات الحديثة مثل موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" أظهر تقرير صادر عن مركز بيو للأبحاث أن كلا من مصر وروسيا سبقت دول العالم بمراحل فيما يتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية. وأظهر التقرير أن سكان الدول الفقيرة يرسلون الرسائل النصية القصيرة أكثر من سكان الدول الغنية، بينما يستخدم الرجال في كل من إسبانيا وألمانيا الإنترنت على هواتفهم الذكية أكثر من النساء. وبصورة عامة، لم يتغير استخدام المواقع الاجتماعية كفيسبوك وتويتر بين عامي 2010 و2011، عدا عن مصر والتي ارتفعت فيها نسبة استخدام المواقع الاجتماعية من 18 % العام الماضي، إلى 28 % هذا العام، إضافة إلى روسيا، التي ارتفعت فيها نسبة استخدام المواقع الاجتماعية من 33 % إلى 43 %. وتعتبر المواقع الاجتماعية ك"فيس بوك" و"تويتر" إحدى الأدوات الرئيسية التي أشعلت الثورة في مصر، وأدت إلى سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، فقد نظم الشباب المصريون المظاهرات عبر الفيسبوك وتويتر قبل أن تقوم الحكومة المصرية بقطع الاتصالات لخمسة أيام في محاولة يائسة لمنع التجمعات الغاضبة. كما شهدت الساحة الاعلامية ظهور فلول الوطنى من رجال اعمال بوجه جديد من خلال انشاء الصحف وفضائيات على سبيل المثال: محمدابو العينين الذى سطا على اسم جريدة "صوت البلد" وانشأ فضائية تحمل نفس الاسم ولكنه عاد وغيره بعد الحملة الشرسة التي شنتها الجريدة ضده باسم "صدى البلد". قد يجد المتابعون لأداء الإعلام الرسمى والخاص فى مصر تغيراً ملحوظًا بعد الثورة و ظهور عدد هائل من القنوات الفضائية أربكت عيون المشاهدين بوضوح الصورة وعدد ما تمتلكه من محطات تضاف إلى شبكة التليفزيونات المملوكة لها، ومدى الكم الهائل من البرامج واختيار الإعلاميين لها من الداخل والخارج، وما تبعها من حصولها على نسب عالية من الإعلانات إلا أنه ورغم هذا التحول الكبير الذى شهده الإعلام بعد الثورة، هناك من يحذر من لصوص الثورات الذين تحولوا من تأييد وتبرير سياسات النظام السابق أو توظيف الثورة لتحقيق مكاسب خاصة من خلال التلون مع كل المراح.