لعبت وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية سواء فضائيات او مواقع اليكترونية دورا هاما في تعريف المواطن بحقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبحث عنها بكل الوسائل وان استخدام شباب ثورة25 يناير للفيس بوك والمواقع الاليكترونية ليس بجديد في مصر حيث كانت بدايات استخدام الصحافة في البحث عن الحرية في بداية الربع الاخير من القرن التاسع عشر وبدء الصراع الدولي لفرض السيطرة علي مصر في ظل انحسار النفوذ العثماني وبلوغ الوطنية المصرية الي ذروتها خلال الثورة العرابية وظهور التيارات الاوروبية التي بدات تدافع عن مصالحها وعلي رأسها بريطانيا وفرنسا وسعي كل منهما في انشاء الصحف او استمالة اخري ومن هنا كانت الصحف اول نشاط جماهيري منظم اقيمت علي اساسه الاحزاب السياسية واكدذلك احد علامات الصحافة المصرية الشيخ علي يوسف( كانوا يقولون كلما انتقدت الصحف الوطنية عملا او ايدت رايا او ابانت عن حاجة للامة, انها صحف افراد لاصحف جماعات وآراء اشخاص لااراء احزاب لهذا فإن كان يوجد في مصر قبل انشاء الاحزاب صحف وطنية تصدت للاحتلال البريطاني ومعارضته ومن هنا نقول ان الاحزاب السياسية ثمرة من ثمرات الصحافة واكدت ذلك العديد من الدراسات الاعلامية بان الاحزاب خرجت من رحم الصحافة حيث خرج الحزب الوطني من صحيفة اللواء والامة من الجريدة والاصلاح من المؤيد ومن هنا نقول ان الصحف حملت الدعوة للوطنية والاستقلال وتعديل الدساتير والبحث عن الديمقراطية وحقوق الفرد والمراة وسيادة القانون والعديد من الافكار الليبرالية وان اختلفت الوسيلة الاعلامية بسبب التطورات التكنولوجية السريعة وان الهدف واحدا مابين الصحف قديما والفضائيات والانترنت حديثا خاصة ان الهدف في الاساس قومي ووطني. واستطيع ان اقول ان منابع ثورة25 يناير بدأت حقيقة في اوائل الالفية الجديدة وهامش الحرية التي شهدها الاعلام المصري من خلال انشاء الصحف المستقلة والفضائيات الخاصة والتي لعبت دورا هاما في تشكيل فكر الشباب وحقوقهم الضائعة وايضا تشجيعهم علي انتقاد الفساد وانتشار الفقر والبطالة واصبحت الفضائيات منبرا اعلاميا للمواطن يناقش من خلاله شكواه ومن هذه البرامج التي كان لها دور فاعل العاشرة مساء و90 دقيقة وواحد من الناس والبيت بيتك الذي تراجع دوره بعد ذلك والحياة اليوم الي جانب دور القنوات العربية الفضائية مثل الجزيرة والعربية, وقد سبق ذلك صحيفة نهضة مصر التي صدرت في في22 اكتوبر2003 والتي تناولت قضايا الفساد وحرية التعبير وكشف العديد من قضايا الفساد ثم جاءت مصر اليوم عام2004 والتي وجهت اقلامها وكاميراتها نحو كل ما هو خطا في المجتمع المصري وانطلق شباب الصحفيين الذين كانوا اكثر المعبرين عن شباب الثورة لتعايشهم الحقيقي مع مشكلات المجتمع خاصة الشباب وايمانهم الشديد برسالة الثورةورغم اتجاه جميع الصحف للوقوف الي جانب الثورة بعد ذلك الا ان هاتين الصحيفتين الليبراليتين كانوا مع اندلاع شرارة الثورة وهذا لايقلل من دور كتاب وصحفي الصحف القومية الذين عاشو مع الشباب وايدوا ثورتهم من خلال كتاباتهم في الصحف الاخري وفي المواقع الالكترونية خاصة مصر اليوم والشروق واغلب كتابهما من الاهرام بما فيهما رؤساء التحرير, ومن هنا نستطيع ان نقول ان الاعلام المقروء والمرئي لعب دورا هاما في دعم نجاح الثورة وان هذه القنوات والصحف الليبرالية التي انشئت حديثا في مصر كانت منبرا للشباب والعلماء ورجال السياسة بارائهم المختلفة والمعارضة للحكم السابق وايضا الاحزاب السياسية والمجتمع المدني في التعبير عن فكرهم واستثارة حماس الشباب والقوي الوطنية في وجود وسائل لخروج مصر من كبوتها بعد ان وصلت الي مرحلة الشيخوخة وعدم القدرة علي اتخاذ القرارات علي المستوي الاقليمي وحتي الداخلي خاصة بعد سيطرة رجال الاعمال الذين كان هدفهم الاول والاخير هو نهب ثروات مصر بعد ان عرفوا ان الاب يلازم فراش المرض ودخل غرفة الانعاش وقارب ان يفارق الحياة فبداوا يتقاسمون التركة من خلال النهب والسلب ولكن فجاة انتفض الشعب عن بكرة ابيه ليعيد لمصر شبابها ومكانتها العالمية والاقليمية واستطيع ان اقول ان البداية الحقيقية كانت علي يد حركة كفاية التي بدات بعد التغير الوزاري عام2004 حيث صاغ300 من المثقفين المصريين والشخصيات العامة وثيقة تاسيسية تطالب بتغير سياسي حقيقي في مصر وانهاء الظلم الاقتصادي والفساد( كفاية) وان الحركة اعتمدت علي اسلوب المظاهرات وبداية خروج المواطن الي الشارع ووصلت الي24 محافظة من29 محافظة بعد اقامة محافظات حلوان و6 اكتوبر والاقصر ورد عليهم النظام بحملات من الاعتقالات وحازت حركة كفاية علي دعما اعلاميا مكثفا من الصحف المستقلة والحزبية وبعض الصحف القومية والفضائيات التي ساهمت الحركة في رفع سقف الحرية التي تكتب من خلاله واجتذبت الحركة عدد كبير من الشباب الوطني المتحمس للتغيير الي جانب الشخصيات البارزة التي اسست الحركة مثل الراحل عبد الوهاب المسيري وجورج اسحاق وامين اسكندر وابو العلا ماضي واحمد بهاء الدين شعبان وكمال خليل وعشرات الاسماء اللامعة التي اسست الحركة والمعروفة لدي الشعب. ومن هنا نستطيع ان نقول ان ارتفاع سقف الحرية لوسائل الاعلام في المجتمع المصري اتاح الفرصة امام العديد من القنوات الفضائية والصحف والمجلات وبعض البرامج في القنوات المختلفة لنشر فكر السباب وغلب عليها الفكر الليبرالي الذي لعب دورا هاما في حماس الشباب من خلال المقالات والمقابلات التليفزيونية والتي ساهمت بشكل فعال في تحميس الشباب وتجمعاتهم ونجاح الثوة التي ابهرت العالم كله.