جاءت أحداث 25 يناير فتحا مبينا علي السلفيين في كل أمورهم السياسية منها والحياتية، وبكل تأكيد كان الإعلام أهم هذه الأمور التي تأثرت، فقد ظهرت عدة صحف سلفية في الآونة الأخيرة منها "النور" وهي الجريدة التي يصدرها حزب النور السلفي، "الرحمة" والتي يصدرها الشيخ محمد حسان، وجريدة «الفتح» برئاسة طلعت رميح وتشمل مجموعة كبري من فريق جريدة الشعب التي كانت تصدر عن حزب العمل. وأخيرا "المصريون" والتي كانت موقعا إلكترونيا فيما قبل 25 يناير.. وهنا نقدم رصدا لهذه الصحف وما تحويه بين دفتيها، ونبدأ بجريدة «النور» الناطقة باسم حزب النور السلفي، يرأس مجلس إدارتها د. عماد عبدالغفور، ورئيس التحرير جمال عبدالناصر، الصحيفة يومية تصدر أسبوعيا مؤقتا. وكان الإعلان عن الجريدة عن طريق إعلان نادر بكار، عضو اللجنة العليا لحزب النور في مصر، أن حزبه الذي ينتمي للتيار السلفي سيصدر جريدة أسبوعية كل اثنين تحت اسم "النور الجديد".وأكد أن الجريدة ستخدم برنامج الحزب في الانتخابات المقبلة، وستعتمد أكثر علي التحقيقات والملفات الشائكة. وقال: "هناك صفحات للفن والرياضة، ولكن سيتم تقديم المواد التحريرية الخاصة بتلك الصفحات وفق ضوابط معينة".وأضاف: "ليس لدينا مانع من التعاقد مع الليبراليين". بلا حريم لكن في حقيقة الأمر حين صدرت الجريدة وجدناها تخلو تقريبا من الأقلام النسائية إلا من اسم واحد فقط هو "أمل سمير" ولا نعلم إن كان اسم "أمل" هذا لسيدة أم لرجل؟! وكذلك تخلو من أي صفحات فنية أو رياضية أو خفيفة ومنوعة إلا صفحة واحدة هي "ركن الطلائع.. تحت العشرين" وهي صفحة تقع بها أكثر من زاوية للسودوكو وبعض المعلومات الخفيفة. "النور" محتوي سياسي كبير لكن بنكهة إسلامية جدا، الجانب السياسي يتخذ المساحة الأكبر من صفحات الجريدة، ويليه الصفحات الدينية فالجريدة تكاد تكون سياسية دينية فقط، حتي أن الموضوع الذي يتحدث عن النساء وحجابهن تم وضع صورة ممسوخة المعالم لامرأة محجبة. كتاب الأعمدة جميعهم ملتحون. وبالرغم من كل ذلك تبقي "النور" الصحيفة الأكثر ثقلا بين الصحف السلفية من حيث الإخراج الفني والمادة الصحفية الدسمة التي تقدمها وإن خلت من التنوع لكنها مادة دسمة تكفي أسبوعا لقراءتها. أنشرها تؤجر أما «الرحمة» فتصدر عن شركة مستقلة بترخيص من المجلس الأعلي للصحافة - أسبوعية الجمعة من كل أسبوع، وبدأت الصحيفة في الأسواق بهذا الشكل: «اليوم.. في الأسواق العدد الأول من جريدة الرحمة.. «انشرها تؤجر»، رسالة استقبلتها الهواتف المحمولة، ليلة صدور الصحيفة، للإعلان عن صدور العدد الأول من الجريدة التي تتبع قناة «الرحمة» الفضائية التي يرأس مجلس إدارتها الشيخ محمد حسان، وتعتبر ثالثة الصحف الإسلامية بعد جريدتي «النور» ، و«الحرية والعدالة» التي أصدرها حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان المسلمين. الدعاية للجريدة الجديدة اعتمدت أسلوب الترهيب باستخدام عبارات من عينة «انشرها تؤجر»، وهو ما لم يبرره ملهم العيسوي، مدير عام تحرير الجريدة، مستشار الشيخ محمد حسان، وإن أكد أن الجريدة أسبوعية بمرجعية إسلامية تتناول الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والرياضي والفني، نافياً أن تكون صوتاً لأي تيار أو حزب. وقال: «لهذا تم التعاقد مع كتاب من مختلف التيارات، أقباطاً وعلمانيين وليبراليين وإسلاميين لكتابة مقالات تعبر عن رأي أصحابها، وعلي رأسهم الشيخ محمد حسان، من خلال مقال في الصفحة الأخيرة». الرسالة الدعائية للجريدة، التي استخدمت عبارات دينية للترويج لها، لن تنعكس علي العاملين فيها، حيث أكد العيسوي أن أغلب العاملين في الجريدة صحفيات، وهو ما يعني - من وجهة نظره - أنهم ضد التمييز العنصري، خاصة أنهم خصصوا صفحات معنية بشئون المرأة، مشيراً إلي أن تحقيق أرقام توزيع عالية ليس من أهدافهم في هذه المرحلة، لذا طبعوا 100 ألف نسخة فقط، نفد نصفها في يومين. والحقيقة أن الجريدة يغلب عليها الطابع السياسي أكثر من الديني مع العلم بأن بها ملحقا دينيا بعنوان "نسائم الرحمة" يشتمل علي حوارات مع أقطاب إسلامية وبعض المقالات الدينية فيما استحوذ تفسير الشيخ محمد حسان علي ثلث الملحق، لكن باقي الجريدة تنوع بين السياسة التي فازت بنصيب الأسد في الصحيفة والرياضة والمجتمع ولم تخل الجريدة من بعض الزوايا الخفيفة مثل "عدسة وقلم وحكاية" وهي زاوية مخصصة لبعض اللقطات التي لها حكاية، كذلك زاوية خدمية "الرحمة في خدمتك"، زاوية أخري لبريد القراء بعنوان "من القلب"، والألطف هي زاوية "أصدقاء الرحمة" وهي زاوية لنشر صور أطفال في محاولة لتقريب الفكر الاسلامي للأطفال. من مفاجآت الصحيفة عمود بعنوان "شوطة شمال" يكتبه كابتن خالد الغندور! وكذلك الإخراج الصحفي للجريدة والذي اعتمد علي الصورة في المقام الأول ولا نغفل بالطبع تنوع المادة التحريرية. المصريون متوازنون وإذا جئنا لصحيفة "المصريون" التي يرأس مجلس إدارتها وتحريرها جمال سلطان، ورئيس التحرير التنفيذي محمود سلطان، وهي يومية مستقلة، الصحيفة كانت في الأساس موقعا إلكترونيا بنفس الاسم منذ عام 2005، الصحيفة هي آخر عنقود صحف السلفيين وهي الأخف والأكثر تنوعا ففيها نجد صفحات رياضية وأخري منوعة وزوايا أكثر تنوعا منها "مصيدة علي الهواء" وهي زاوية خصصت لنقد ونقل أخبار التليفزيونات والفضائيات والإعلاميين، نجد أيضا صفحات اقتصادية، هناك أيضا تنوع في اختيار كتاب الأعمدة إلي حد ما، أكثر ما يميز الصحيفة أن طابعها الديني ليس صارخا كالصحف الأخري بل متوازنا إلي حد كبير. أكثر ما لفت نظري في الصحف الثلاث أن هناك مذيعا بقطاع الأخبار هو "محمد موافي" يكتب في اثنتين من هذه الصحف وهما المصريون والرحمة!